"حلب النقطة صفر": أسئلة الفن والسياسة بعدسة الكاميراَ

"حلب النقطة صفر": أسئلة الفن والسياسة بعدسة الكاميراَ
لا يمكن لمار من حي"الكانزيم"أن يمر دون أن يندهش بروعة الصور الضخمة على جدران" بيت الصحفيين"، حيث يقيم المصور الصحفي السوري مظفر سلمان معرضه الباريسي الأول"حلب النقطة صفر"، سلمان الذي يمارس مهنة التصوير منذ سنوات، واستقر مؤخراً بفعل الظروف القسرية بالعاصمة الفرنسية (باريس)، يعتبر من الجيل الشاب، محتلاً موقعاً أصيلاً بين مجموعة من الشباب، الذي حاول احتراف التصوير بعيداً عن تقاليده التي تحيده عن إمكانياته الجمالية والصحافية، محاولاً من خلال تجربته بمدينة حلب سنة٢٠١٣الخروج عن النمطية وتقديم الجديد.

التجربة التي أسس لها سلمان في هذا المعرض تقوم على عرض (١٥) لوحة كبيرة (٧٦ ) لوحة بقياسات صغيرة نسبياً، اللوحات تحاول أن تعطي فكرة عن الواقع المعاشي لضحايا الواقع المحسوس، وإن لم يقدم ضحايا الذبح، محاولاً أن يؤرخ بذاكرة الصور للحظة الولادة من الموت.

ذاكرة الدمار والرماد!

التجربة التي لا تحاكي مدارس التصوير، يمكن نسبها لمرحلة ما بعد الثورة السورية، حيث لم يبقى من ذاكرة الفنان كما الناس عن حلب سوى الدمار والرماد التي خلفتها آلة حرب النظام والقوات الحليفة له، هنا تتشكل الذاكرة من الموت والدمع ولحظة الولادة أيضاً، لذلك حمل المعرض عنوانه" حلب النقطة صفر"، نسبةً للثغرات في منازل حلب القديمة.

وإذا كان موقع المعرض الباريسي، الذي أحتل مكاناً قريباً من برج"إيفل"وفر متلقي بصري صاحب ذائقة، لا يمكن إنكار خصوصية تجربة سلمان بين محترفي التصوير من بين جيل ما بعد الثورة السورية، حيث شهد أسلوبه تمرد على ماضيه بين لوحاته البصرية القديمة، خاصة تلك المرحلة التي قضاها في صحيفة" الوطن".

النور يتسرب إلى المفردات البصرية!

تعددية اللقطة وتعددية التجريب من الأشياء التي منحت اللوحات تعددا في الأصوات والأفكار، مما يمنح اللوحات لا محدوديتها في تواصلها البصري مع المتلقي، هناك بين العمائر الحلبية التي دمرها النظام، تؤسس اللحظة البصرية حسها الوجودي، بتأرجح الحياة بين العدم والوجود، لا شيء يختزل ويلغي الحياة، دائماً نجد شيء من النور يتسرب إلى المفردات البصرية، وكأنها مفردات متمردة على طقوس الإلغاء والإختزال والمحق، بفعل الحرب التي يشنها النظام ضد الحياة.

وفي تصريحات أدلى بها المصور الصحفي السوري مظفر سلمان لوسائل الإعلام، أعتبر أن إقامة معرض في باريس مهم لأي مصور في العالم"وتحديداً للسوريين، حيث يؤكد الرسالة التي أشتغلت عليها خلال السنوات الماضية".

والجدير بالذكر أن المعرض الذي أفتتح الشهر الماضي يستمر حتى الخامس عشر من شهر أيلول المقبل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات