متحف دير الزور: قوات الأسد تمركزت داخله والمرور قربه مستحيلا

متحف دير الزور: قوات الأسد تمركزت داخله والمرور قربه مستحيلا
تواجه مقتنيات المتحف الوطني بدير الزور الذي يعد من أهم المتاحف في المنطقة، مصيراً مجهولاً مع استمرار تمركز قوات الأسد داخله منذ بدء الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها النظام على المدينة منذ نحو ستة أشهر.

وقال أحد الآثاريين العاملين في المتحف (رفض التصريح عن اسمه) أن قوات النظام وآلياته تمركزت في مبنى المتحف والحديقة المحيطة به منذ أشهر وأصبح المرور بالقرب منه أمراً مستحيلاً مع اعتلاء القناصة لسطحه وانتشار الحواجز حوله، ما جعل أكثر من 24 ألف قطعة أثرية موجودة فيه برسم المجهول، وهنالك خشية من أن تواجه مقتنيات هذا المتحف مصيراً مشابهاً لما واجهته مقتنيات متحف التقاليد الشعبية في المدينة الذي قامت قوات الأسد بتدمير بوابته الرئيسية وخزائن العرض فيه وسرقة أثمن محتوياته قبل نحو أسبوعين.

وأشار الآثاري أن مقتنيات المتحف ثمينة ونادرة وتلخص نحو 30 قرناً من تاريخ الحضارات العديدة التي عاشت في وادي الفرات منذ العصر الحجري (7 آلاف سنة قبل الميلاد) وحتى العصر الحديث، يُعرض منها حوالي 3 ألاف قطعة في خزائن العرض في قاعات المتحف السبع، في حين أن القطع المتبقية توضع في المخازن داخل المتحف، حيث تضم مقتنيات من مختلف المواقع الأثرية في دير الزور والحسكة أيضاً لعدم وجود متحف فيها.

وأوضح الآثاري أن أبرز القطع الموجودة في المتحف إناء على شكل أرنب، وتمثال لرأس رجل من موقع بقرص يعود إلى العـصـر الحـجري، وكذلك مجسم ثور مستلقٍ ذو وجه بشري وهو مطعم بالعاج والقار في منطقة العينين اكتشف في تل براك ويعود إلى العصر السوري المبكر الثاني/الثالث 2400-2300 قبل الميلاد، كما يوجد تماثيل لأربع دمى تمثل نساء عاريات جالسات من تل كشكشوك عصر حلف 5100-4500 قبل الميلاد وهي مصنوعة من الطين المشوي وتمثل الخصب وكانت تعبد على أنها الآلهة الأم، وكذلك يوجد تعليقة النسر الأسطوري وهو مصنوع من حجر اللازورد الأزرق مع صفيح رقيق من الذهب واكتشف في تل براك ويعود إلى العصر السوري المبكر الثالث 2300 قبل الميلاد.

كما يوجد خاتم اسطواني مصنوع من مادة العقيق الأحمر على طرفيه غطاءان ذهبيان من موقع ماري (تل الحريري) ويعود إلى العصر السوري المبكر الثالث 2300-2200 قبل الميلاد، ويظهر فيه مشهد قتال بين رجل وثور له وجه بشري ضد ماعز بري وأسد، ومن القطع النادرة أيضاً تمثال صغير لهرقل مصنوع من الرخام الأبيض واكتشف في موقع تل الشيخ حمد ويعود للعصر البارثي/الروماني القرن الثاني-الثالث الميلادي ويحمل الإله المجسد للعري البطولي بيده اليمنى هراوة وفي يده اليسرى فروة أسد.

كذلك يوجد تمثال لربة الينبوع (صورة طبق الأصل) والذي يعود إلى 1800 قبل الميلاد الذي وجد في قصر زمري ليم، وهو تمثال عجيب يحوي خدعة تتجسد في الماء الذي تسكبه الربة من خزان يرتفع شاقولياً حسب قاعدة الأواني المستطرقة في قناة محفورة في قلب التمثال ليصل إلى الجرة التي ينسكب منها الماء ويوجد التمثال الأصلي في متحف حلب مع العلم أن هذا التمثال يعد شعاراً يمثل دير الزور وتحفة فنية تسحر الناظرين.

يشار أن المتحف الوطني بدير الزور أنشأ عام 1996 بمبادرة وتمويل من شركتي سيمنز ومرسيدس بنز الألمانية، وتبلغ مساحته 9000 متر مربع يخصص منها 2000 متر للبناء وصالات العرض وتشغل الحديقة المتحفية المساحة المتبقية.

- مواد متعلقة بـ (دير الزور):

- أحياء دير الزور: صمود أسطوري للثوار وبطولات بالسلاح الخفيف

- دير الزور ترثي معالمها: من جامع الراوي إلى كنسية الأرمن

- نازحو دير الزور : لا نار في شتاء الرقة إلا نار الأسعار!

- البوكمال المحررة: تركيبة سنية عشائرية تمتد عبر الحدود

- الميادين ثاني أكبر مدينة بدير الزور بيد الجيش الحر

- دير الزور: قصف محطات التصفية وتخريب شبكات المياه!

- دير الزور تفقد جسورها: سياسة تقطيع أوصال وإعاقة عمل الإغاثة

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات