طارق عزيز: رحيل هادئ لوزير خارجية لبس البـزّة العسكرية!

طارق عزيز: رحيل هادئ لوزير خارجية لبس البـزّة العسكرية!
بعد اثني عشرة سنة قضاها في السجن، رحل قبل أيام نائب رئيس الوزراء العراقي السابق (طارق حنّا عزيز) إثر ذبحة صدرية ألمّت به. المصادر العراقية أعلنت، أنه توفي داخل مستشفى الحسين وسط مدينة الناصرية جنوب العراق.

ولد طارق عزيز في بلدة تلكييف شمال الموصل عام 1936، لعائلة كاثوليكية كلدانية، واسمه الحقيقي (ميخائيل يوحنا)، ويعتبر عزيز المسيحي الوحيد في القيادة العراقية في حقبة البعث الصدامي، وهو حاصل على إجازة في الأدب الانكليزي.

كانت قد بدأت علاقته بحزب البعث العربي الاشتراكي منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث ربطته علاقة وثيقة بالرئيس الراحل صدام حسين ، يرى بعض المراقبين أنها كانت وراء تقلّده مناصب مهمة في العراق خلال حقبة صدام.

شغل طارق عزيز منصب وزير الخارجية بين عامي 1983 و1991، ومنصب نائب رئيس الوزراء منذ عام 1979 وحتى احتلال العراق عام 2003.

تعرّض عزيز لمحاولة اغتيال قرب الجامعة المستنتصرية في بغداد في بداية ثمانينات القرن الماضي، واتهمت الحكومة آنذاك المخابرات الإيرانية بالوقوف وراء العملية، من خلال دعمها لحزب الدعوة المحظور، وقد بدأت بعد ذلك الحرب العراقية الإيرانية.

في التسعينيات تسلّم طارق عزيز الملف النووي العراقي، ما جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الدولية مدافعاً عن سياسة الحكومة العراقية، وبعد احتلال العراق سلّم عزيز نفسه للقوات الأمريكية لتتم إحالته بعد ذلك إلى المحكمة الجنائية في العراق، حيث توجهت له تهم بتصفية الأحزاب الدينية وبالمشاركة في تحمّل المسؤولية في قضية "الدجيل" واستخدام العنف المفرط في قمع التمرّد جنوب العراق.

نفى طارق عزيز التهم الموجهة له في قاعة المحكمة، وكان يمتاز بجرأته وشجاعته في مواجهة القضاة، لا سيّما في دفاعه الدائم والمستميت عن النظام السابق، وكذلك تكراره في جلسات المحكمة أنه "يتشرّف بالعمل مع البطل صدام حسين"، حسب وصفه الذي يظهر في التسجيلات الموثقة بالفيديو خلال المحاكمة.

في عام 2012، أصدرت المحكمة العراقية حكماً بإعدام طارق عزيز شنقاً حتى الموت، وحكماً آخر بالجسن المؤبد، وفي حين لم ينفّذ الحكم الأول لأسباب عزاها البعض إلى ضغوط دولية، بقي طارق عزيز في السجن حتى وفاته قبل أيام، على الرغم من المحاولات الحثيثة والوساطات الخارجية من أجل الإفراج عنه، لا سيّما بعد تفاقم أزمته الصحيّة في السنوات الأخيرة.

يعتبر طارق حنا عزيز من أشهر المسؤولين في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، وقد ألبسه حسين البزّة العسكرية رغم صفته المدنية في الدولة آنذاك، ويشير بعض المراقبين إلى أن طارق العزيز استطاع بحنكته السياسية إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة إبان حرب الخليج الثانية، ما دفع بعض المحللين والمختصين بالشأن العراقي إلى وصفه بأنه "ثعلب السياسة الخارجية" العراقية في عهد الدكتاتور الراحل صدام حسين، لكثرة الملفّات الحساسة والقضايا الساخنة التي تم تكليفه بها من قبل صدام حسين حسين شخصياً، مستنداً إلى رصيد من الثقة، يبدو أنه ظل متبادلاً في السراء والضراء، حين دافع عزيز عن علاقته بصدام داخل المحكمة، وتحدى العهد الجديد بإعلانه أنه تشرف بالعمل معه!

التعليقات (9)

    وليد

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    لعنة الله على البعث العراقي و البعث السوري خربوا العراق و اليوم يتآمرون لتخريب سوريا مخابرات بعث العراق أنتجت داعش لتخريب الربيع العربي و تقسيم سوريا و الاساءة للاسلام لترضى عنها أمريكا و تعيدهم لحكم المناطق السنية في العراق و ما احتلته من مناطق شرق سوريا

    جلال

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    ملاحظة لغوية بسيطة تعبيراً عن حرصنا على هذا الموقع الذي نحبه: أرجو تصويب العنوان بعبارة (البزّة) وليس (البذّة)، وحرصاً على سلامة لغتنا العربية العريقة. مع جزيل الشكر والتحية.

    حفيدُ الغساسنة

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    لاحظتُ أنّ التعليقَ الثاني (جلال) وافَق عليه اثنان (وأنا الآن الثالث) وعارَضَه واحد. فهل يُمكن لهذا ’الواحد‘ إخبارُنا عن سبب المعارضة لملحوظةٍ مُحِقّةٍ مُحِبّةٍ راقية

    الله محييك رقم 1 من ابو عبدو

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الله يلعنه هو اللي بجانبه بالصورة المجرم و الله يلعنكم اذا بتحترموا و بتحبوا هيك حثالات البشرية!

    معاوية الأموي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بيقول كف عدس، واللي بيعرف شو نوعية الرجال الذين كانوا يقودون العراق في ذلك العصر الذهبي لبكى عليهم الدماء بدل الدموع، يا حبذا لو قلت أن العراق في أواخر الثمانينات وصل مرحلة ذهبية عالمية من ناحية الخدمات الصحية والتعليمية وكان لديه احتياطي مالي يقدر بحوالي 80 مليار دولار.. حتى وقع في فخ عام 1990 لأن هناك تحالف وتآمر مكعب الصاد الاجرامي عليه (صفوي، صليبي مع الاحترام لإخواننا النصارى ولكنه تحالف الصليب الصهيوني الممثل بعائلة بوش، وطبعا صهيوني)...

    معاوية الأموي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    من يريد أن يكتب عن عراق تلك الفترة ورجالاته عليه أن يكتب بحيادية وأن يعود لمصادر موثوقة صحيحة لا أن يستعين بالصحف الصفراء ويتبع طريقة القص واللصق... هذا ليس مقال، وإنما قصاصات مجموعة من صحف هنا وهناك... اقرأوا جيدا عن هؤلاء الرجال وبعدين اكتبوا عنهم.. الله يرحم أبوزياد ويحسن اليه ويجعل مثواه الجنة هو وصدام وكل رجالات العراق الشرفاء.... مشكلتنا بسورية أن الكثير منا تأثر بإعلام الطاغية الملعون ومهاجمته المستمرة للقيادة العراقية في ذلك الوقت... بينما كان نظام الملعون يتآمر مع الفرس على العراق وأهله وقيادته.

    [[جورج

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    ما هو الدليل في رأيك يا وليد في تعاونه مع داعش. ولكن الكلمه يجب ان ت}خذ بكامل زواياها قبل الإدلاء بالرأي. واعتقد ان عصب البعث قدولى بدون رجعه بالنسبه للعرب. ولكن الله يستر بمن هو القادم بوجه اخر

    يعقوب

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الى جهنم و سائت مصيرا ذهب هذا المجرم الذى يمثل احد اعمدة حقبة سوداء فى تاريخ العلااق و تاريخ الامة حقبة اكتوى فيه الشعب العراقى باشد انواع الظلم و الهمجيمة من مجموعة بعثية مجرمة تراسها المقبور صدام و كانت سببا فى دمار العراق و الامة كلها انتهت حقبتهم بتسليم العراق على طبق من ذهب الى اعداء الامة الفرس المجوس

    ابو حامد

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    النعال االذي لبسه طارق عزيز انظف من راس السيستاني والخميني
9

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات