خديعة كبرى "اسمها" تقسيم سوريا!

خديعة كبرى "اسمها" تقسيم سوريا!
الحديث عن تقسيم سوريا ليس جديداً. إذ تم تداوله، كأحد خيارات بشار الأسد، تحت يافطة الاحتفاظ "بسوريا المُفيدة". بالتوازي مع "تمريرات" إعلامية، حمل لوائها "بتذاكي"، أحد صحفيي جريدة الحياة، على هامش التسويق، لخطة المبعوث الدولي ديمستورا "تجميد القتال". وكبديل مُفترض لفشل هذه الخطة. التي لم تكن يوماً بعيدة عن مطابخ الأسد – إيران"، بوصفها صورة مُحسنة "لمصالحات" الجوع أو الركوع.

ثمة طرح، تم تداوله منذ الأيام الأولى للثورة همساً، مفاده، "إما أن نحكم أو ننفصل". لكن المُفارقة، بأن التصور حينذاك، كان بالانضمام إلى "تركيا"، لأسباب طائفية معروفة. حيث ملايين العلويين، من أصل سوري. يسكنون مناطق، على طرفي الحدود.

كانت غاية تلك "الثرثرة الأمنية" مزدوجة. أولها، توريط الطائفة بحمام الدم، على اعتبار أن حماية "قتلتها" من المُحاسبة مؤمن بالنهاية، في حال الفشل، بالاحتفاظ بالسلطة على كامل سوريا. وثانيها، إخافة بقية السوريين، المُتمسكين بوحدة البلاد، على أمل أن يُفضل هؤلاء "بسطار" بشار العسكري، على التقسيم.

إعلامياً، زادت جرعات تداول "الخيار"، مع تعديل على خطوط الدويلة الطائفية. يتمثل بتسمية دمشق عاصمة لها.الأمر الذي يتطلب إدخال تعديلات جوهرية على الخارطة. تقتضي ضم الشريط، الذي يفصل الجنوب عن الغرب، مع ما يتطلبه من تغييرات ديمغرافية، للتوزع السكاني في وسط البلاد "حمص – حماة".

هذا التعديل، هو مصلحة إيرانية خالصة، لا يدخل بشار الأسد، أو العلويين في حساباتها. بل يُشكل قتلاً "للكانتون" االعتيد بمهده. ذلك أن

تأمين التواصل بين العاصمة والساحل، و خطوط إمداد حزب الله. كان بمثابة اجراء تكتيكي وقائي، لحين إخماد الثورة، وإعادة تثبيت بشار الأسد. رغم ما تخللها من مجازر تطهير مذهبي ، مثل القصير والحولة. أو تهجير للسكان داخل أحياء مدينة حمص الثائرة.

الاجراء ذاته، لا يزال تكتيكياً مؤقتاً. إنما في سياق استراتيجية إيرانية عسكرية جديدة. اختلفت جذرياً مع انطلاق "الحزم"، وتشكيل التحالف العربي لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. كذلك، فرضتها انهيارات ميليشيا الأسد المُتتالية، في الجنوب، والشمال "إدلب – جسر الشغور".

لم يعد هدف إيران، فرض الأسد للأبد. بقدر ما أصبح تأجيل سقوط سلطتة ، إلى ما بعد اتمام اتفاق إذعانها النووي. على "نية" تحسين مواقعها ، في مهرجان تسويات ملفات المنطقة. الذي يُفترض افتتاحه، إثر التوقيع النهائي على "الاتفاق". دون اغفال احتمال فشل "بازار المُساومات" من أصله. استناداً إلى وجود قرار "عربي" مُحتمل، بالمضي في مواجهة المشروع الفارسي بالمنطقة. مع حرص طهران الشديد، على صورتها الجديدة " ما بعد النووي". صورة شرطي "الارهاب السني" بالمنطقة. أو الوكيل الحصري، لمحاربة التنظيمات المُتشددة. نيابة عن الولايات المتحدة، و العالم. هكذا تحاول تقديم نفسها على الأقل. بل هذا ما تحاول اثباته، والترويج له في العراق وسوريا، بالتناغم مع داعش وبمعيته

تُدرك طهران، عجزها عن مواجهة، التحالف العربي مالياً وعسكرياً، وجهاً لوجه. كما تعرف أن مشروعها أشبه بأحجار الدومينو، سقوطه في إحدى العواصم العربية "المُحتلة"، تحديداً دمشق. تعني تهاويه تباعاً. إذا لم تضرب تداعياته، طهران نفسها.

ما يحاول نظام الملالي فعله، هو القفز فوق "حزم" عربي مُحتمل، إلى اقتتال مذهبي سني – شيعي. لكن بأدوات عربية، مُطعمة بما تيسر من مرتزقة "شيعة" متعددي الجنسيات. بعيداً عن "إيران" حاضرة الامبرطورية الفارسية الجديدة.

هذا السيناريو، بدأ فعلياً، بإلغاء الحدود، بين العراق وسوريا، عبر "الاسقاط" الدراماتيكي المُتزامن للأنبار، وتدمر بيد "داعش". بهدف فتح، وتوحيد ساحات المجابهة بين مختلف الفصائل المسلحة المتواجدة على الأرض. من" لبنان، إلى القلمون، حمص، تدمر، العراق". فضلاً عن التهديد المُباشر للخواصر الحدودية، في السعودية، والأردن.

بالتزامن، كشف نصر الله عن وظيفته الجديدة، في صفوف "التحالف" ضد "الارهاب" السني. حين اعطى الاشارة للعشائر الشيعية، لتشكيل لواء القلعة، على غرار ميلشيا الحشد الشعبي الشيعي العراقي. فيما أعُلن في سوريا، عن تأسيس لواء الساحل. عدا ظهور جنرال التصوير الإيراني قاسم سليماني بجورين، على خط المواجهة الأول مع جبهة الساحل. وما رافقه من تسريبات، حول وصول 7 آلاف، من نحو 20 ألف مقاتل شيعي، للدفاع عن دمشق.

الغاية، هو الدفاع عن العاصمة، أي تأجيل سقوط بشار الأسد، اي اعلان هزيمة، لا يوازيه بالوضوح. إلا محاولة التهويل "بدويلة علوية"، ضمن خرائط جديدة للمنطقة. ترتسم على أسس مذهبية. آخرها خارطة، من ابتكار وكالة "رويترز"، بثتها أول أمس.

عموماً، لولا التغير باستراتيجية إيران، للهروب من مواجهة "التحالف العربي"، بإشعال حرب مذهبية وقودها العرب، وساحاتها أراضيهم. ما كنا سمعنا بدفعات المقاتلين الشيعة مؤخراً. أو شاهدنا الجنرال سليماني على الشاشات. بمعنى لما استأنفت طهران دعمها، المتوقف منذ الشهر العاشر 2014 "لفصيل الأسد" . وهو بكل الأحوال، لا يتعدى حالياً، التكفل بتجهيز وتسليح، وصرف المخصصات الشهرية، لهؤلاء المرتزقة.

لا تستطيع إيران، فرض، أو رعاية "كانتون علوي"، ولد ميتاً. إلا إذا كانت اللاعب الوحيد في الكون. ما من وجود لشعب سوري، أو قوى اقليمية، أو دولية.

لا يحتاج،حماية خط "دمشق – المنطقة الوسطى – الساحل"، إلى 50 ألف مقاتل إيراني شيعي. إنما إلى كامل عدد وعداد الحرس الثوري، لتأمينه عسكرياً من هجمات الشعب السوري، على مدار الساعة، ومدى الحياة. كما يتطلب منها، تنفيذ مجازر تطهير طائفي، بحق ما يزيد عن نصف سكان "الدويلة الموعودة"، من سنة، مسيحيين، وإسماعيليين. معهم نسبة كبيرة من العلويين، ترفض الانفصال لأسباب وطنية، واقتصادية. فوقها، الروابط المجتمعية النفعية، وتداخل المصالح، والمُصاهرات. بين مختلف مكونات الموازييك السوري.

باستثناء، روايات إعلام الأسد، بشأن كميات النفط والغاز "المهولة"، في المياه الاقليمية السورية. لا وجود لمقومات اقتصادية، تؤمن مُتطلبات "الكانتون". الذي يفتقد لبنية تحتية جيدة. حيث تعمد "الأسدان" إهمالها، دفعاً للشباب العلوي، نحو الخزان البشري للجيش والأمن. كونه الخيار شبه الوحيد المُتاح، بكل لحظة.

بالمقابل، لن تسمح، أو تتسامح، بقية الشعب السوري. إزاء حرمانها من موانئها التجارية، لتصدير المنتجات الزارعية والصناعية، والنفط. كما لن تقبل، بسلخ عاصمتها التاريخية دمشق.

ثم، لا يبدو أن دول الاقليم. مُستعدة للتهاون، بالتعاطي مع ظاهرة، تُهدد بقلب الجغرافيا السياسية، لجميع دول المنطقة، وما خلفها.

ما يُمكن تقسيمه في سوريا، وقع، وانتهى على أيدي "سايكس - بيكو". بدليل فشل الفرنسيين، بتقسيم "المُقسم" مرتين في عامي 1920، 1939. على وقع استحالة التنفيذ، واستمرار حياة أقاليم، مُنافية للمنطق والطبيعة.

لا يعني ذلك، أن تقسيم الأمر الواقع، لا يُمكن أن يقوم، أو يستمر لفترة. لكن العبرة في الخواتيم. ما عداه "خديعة". لعل كابوسها الدموي يطول، أو يقصر. لكن المفارقة، أن وأد الكابوس لحظة مولده. لا يتطلب، أكثر من تجاهل "تركي" جدي للفيتو الأمريكي الروسي المزدوج القاضي، بعدم تحريك جبهة الساحل.

التعليقات (9)

    أيمن الشامي

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    التقسيم المخطط له لسوريا المقصود منه تفتيت سوريا و الا يجتمع أهلها على قيادة موحدة و أن تسيطر جماعات و أحزاب تعمل لحساب دول اقليمية و دولية على سوريا ( بالنيابة ) عن تلك الدول و هذا أمر ( واقع فعليا ) : فداعش تسيطر على شرق سوريا بالنيابة عن بعث العراق و ال PYD تسيطر على معظم الحسكة و جزء من حلب بالنيابة عن اسرائيل و زهران علوش يسيطر على ريف دمشق و لا حقا دمشق بالنيابة عن السعودية و ما يسمى الجبهة الجنوبية تسيطرعلى درعا بالنيابة عن الاردن و فصائل حلب تسيطر على حلب بالنيابة عن تركيا

    أبو مصطفى

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    لو سيطرت داعش على حمص و هذا ما تخطط له سوف تنقسم سوريا تلقائيا الى 3 اقسام 1- قسم شمالي يضم حلب و ادلب و حماة و الساحل 2- قسم جنوبي يضم درعا و دمشق و ريفها و القنيطرة و السويداء 3- قسم اوسط تسيطر عليه داعش يضم حمص و الجزيرة السورية

    تابع

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    الجزء الشمالي الذي يتكون من حلب و ادلب و حماة و الساحل طبعا لن يكون مستقلا بل تحت الوصاية التركية ( لمحاربة داعش ) و الجزء الجنوبي الذي يتكون من درعا و دمشق و ريفها و السويداء طبعا سيكون تحت الوصاية الاردنية ( لمحاربة جبهة النصرة ) و حماية حدود اسرائيل و الجزء الاوسط سيكون تحت حكم سنة العراق الذين سيقوم العبادي بتهجير معظمهم و دفعهم للانبار و الموصل و شرق ووسط سوريا

    مقالة سديدة

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    وضعت النقاط على الحروف وبينت أن وهم عصابة بشار الذي تبيعه لطائفتها وتخوف به الشعب السوري مستحيل بإذن الله، لأسباب موضوعية لا رغبوية مذكور بعضها فيها. ونعيد التأكيد مرة أخرى أن العلويين لن يمسهم أحد لدى سقوط عصابة بشار، وأن الذين سيحاسبون في محاكم عادلة هم فقط من تورطوا بالجرائم وثبتت عليهم أيا كانت طائفتهم. أما الأبرياء ومن لم يثبت عليهم ارتكاب الجرائم فهم في مأمن وأمرهم متروك لله عز وجل! وهذا الكلام ليس من عندي بل يقول به كل قادة الثوار من الفصائل الكبرى الذين التقيت بهم قريبا.

    احمد سعيد

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    الشروط تفرض على الجبناء والخاسرين والثورة السورية قامت شعارها الله اكبر وما لنا غيرك ياالله فرجال الثورة باعوا انفسهم لله رب العالمين فلا يمكن ان يساوموا على دماء الاحرار وان ينسوا عهدهم بنصرة الله وينساقوا لارضاء اعداء الله واعداء المسلمين اللذين يحاولون جعلكم للهوى تتبعون فتصبحوا من الضالين -ومن اضل ممن اتبع هواه- فالنصر حليفكم مادمتم بحبل الله متمسكون واعداؤكم امامكم يتساقطون فمواصوا بالحق وتواصوا بالصبر حتى لا تخسرون

    ليال خوريه

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    ليست الامور بهذه البساطة. ايران تسعى الى اقامة دويلة شيعية عربية في اجزاء من لبنان وسوريا تقطنها غالبية شيعية. تمتد هذه المنطقة من جنوب لبنان (بنت جبيل والنبطية) لتتتصل بالبقاع الشرقي (بعلبك والهرمل) ثم تدخل سوريا عبر القلمون الغربي ذو الكثافة المسيحية وتتجه شمالا الى اجزاء من حمص وتنتهي بالساحل. دمشق خارج المخطط لكن عرسال عقدة الوصل بين البقاع الشرقي والجنوب اللبناني. يتبع.

    خالد ابو عمر

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    يا اخ ايمن رقم 1 والله لقد خلطت الحابل بالنابل نعم هناك دول تتدخل ولكن ليس لمصلحة شخصية بل لمصالح مشتركة مع سوريا هذه المصالح تحتمها وتحكمها الهوية الدينية والقومية خاصة امام التهديدات الشعوبية الطائفية التي تصبغ السياسة الانتهازية الفارسية واستغلال شركاؤهم/ منافسيهم الصهاينة في اذكاء نيران حقد الاقليات ودعمهم للانفصال والتقسيم

    ليال خوريه

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    الادلة على مخطط ايران لاقامة دولة شيعية عربية: 1) استماتت حزب الله في السيطرة على القلمون وتفتيت لبنان للسيطرة على عرسال، فهو يمنع انتخاب رئيس ويعرقل الانتخابات البرلمانية ويهدد بحرب اهلية ويبدي استعداده للتضحية بنصف شيعة لبنان من اجل المخطط. 2) النظام ينكمش الى مناطقه العلوية ويغربل مليشياته من المكونات الاخرى عبر الانسحابات التكتيكية. 3) ايران تدرك استحالة الدفاع عن دمشق وترسل قواتها الى الساحل. 4) اسرائيل تنصح الاسد بالهروب الى الساحل لان كيان طائفي بجانب كيان عنصري من مصلحتها.

    حازم صوفي

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    تقسيم هوالحل الواقعي خللي يعيش اي واحد حرومستقل والرزق على الله شبعنا من القتل التهجير التهميش حان الوقت العيش كل على ارضه الغير المغتصب حتى على الاقل صلاتنا مقبولة وصيامنا مرفوعة
9

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات