ماذا ترك ثوار دمشق على أبواب البيوت؟ ولماذا أرفقوها بالورود؟

ماذا ترك ثوار دمشق على أبواب البيوت؟ ولماذا أرفقوها بالورود؟
استيقظ الدمشقيون في مدينتهم المقطعة الأوصال بالحواجز منذ أيام ليجدوا أمام أبوابهم هدية من نوع آخر، فاجأتهم في توقيتها وفي شجاعة من أوصلها إلى أبواب بيوتهم، بالرغم من أنها لم تكن إلا وردة بيضاء ورسالة لكنها موقعة باسم "ثوار دمشق"، كما ذكرت شهادات لأعضاء في مجموعة "شاهد عيان سوريا" وبعض حسابات تويتر، حيث نشرت صور للرسالة والورود، أن الرسالة تم توزيعها في عدة مناطق من دمشق.

وتطلب الرسالة من قارئها أن يتخيل لو "أن هذه الوردة جاءتك من مؤسسة الكهرباء كاعتذار على التقنين، أو من موظف في الدولة أساء اليك، أو من ضابط رفع صوته عليك في إحدى المرات".

تخيل!

وتتابع الرسالة في رسم ما تطلب تخيله من أمور، ظاهرها أنها طبيعية وبسيطة في كل مجتمع، لكنها في ظل حكم نظام الأسد باتت من أصعب الأمور دونها الذل والمهانة: "تخيل لو أنك تستطيع تسجيل ابنك في أية مدرسة تريد بدون واسطة، لو أن المدارس الحكومية تضاهي المدارس الخاصة من حيث النظافة والجمال والاخلاق، تخيل لو أنك قادر على تقديم شكوى على كل من يعتدي عليك، تخيل لو أنك قادر على التقدم لأي وظيفة في الدولة وتقبل بها بحسب قدراتك لا بحسب طائفتك".

وتمضي الرسالة "تخيل لوأن الشباب ليست مضطرة أن تهرب من الخدمة العسكرية، وأن بلدك تحترم القانون بكبيره قبل صغيره. تخيل أنك لست مضطراً لتشك بكل العالم خوفاً وخشيةً، تخيل أنك تستطيع نشر فكرك، علمك، أدبك، بدون موافقة أمنية!"

لا تمزق الورقة!

ويدعو ثوار دمشق من يقرأ الرسالة إلى التمهل: "انتظر قليلاً، لا تمزق الورقة، اقرأ وتمعن وفكر للحظة .. وتخيل، تخيل نفسك حراً، تستطيع أن تقرأ هذه الورقة بصوت عال في مكان عام. تخيل أن لك حق الاعتراض، حق الرأي، حق التعبير، حق العيش، وحق النهوض بالبلاد".

وبعد رحلة في عالم كان بالنسبة للسوريين في مرحلة ما قبل الثورة خيالياً وحلماً مستحيلاُ، تطلب الرسالة من قارئها العودة للواقع وتعيد تذكيره وتذكير الجميع بأن السوريين حين خرجوا بثورتهم أرادوا " تحويل هذا الخيال إلى واقع، واقع معاش تعيشه أنت وأنا والجميع. كل ما أردناه هو سوريا حرة، بشعبها، بأهلها، بفكرها، وبروحها. الثورة ثورة فكر، وهي كبياض الوردة التي بين يديك، فكثرة اعدائها هو ما جعلها تبدو لك على ما هي عليه اليوم، فلا تلونها أكثر ... ثوار دمشق".

تعبير رمزي!

وتأتي نشاطات شباب وشابات من دمشق بالرغم من كل التضييق والرقابة الأمنية، حيث تمضي دمشق لياليها على أصوات القصف والصواريخ المنطلقة من جبل قاسيون ومطار المزة باتجاه غوطتها وبلداتها. ويقول مراقبون رداً على من يرون في طريقة التعبير الرمزية هذه، نوعاً من التعبير الخافت، الذي لا يتناسب ووحشية وصلف ممارسات النظام:

"أن تكون دمشقياً اليوم فهذا يعني أنك سجين محاط بالحواجز والمرتزقة من كل الأشكال والألوان، من الأفغاني وصولاً للعراقي مروراً باللبناني، وأنك تتسقط الأخبار من موقع الفيس بوك والقصص التي يتناقلها الجيران والأقارب عن حملات المداهمة لسوق الشباب إلى الجيش، ومبالغ الرشوة التي يمكن دفعها للشبيحة، أن تكون خائفاً على عائلتك من الخطف منذ مغادرتهم المنزل لحين عودتهم. أن تكون دمشقياً فهذا يعني انك تخضع يومياً وفي كل مكان للحرب النفسية التي تمارسها مخابرات النظام من اشاعات وقصص خيالية مرعبة".

التعليقات (6)

    مازن الدمشقي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    هذه الرسائل المختصرة في رسالة واحدة دليل قاطع وناصع على نظافة فكر و أهداف ثورة السوريين الذين خروجوا للمطالبة بحقوق أساسية بديهية سلبها منهم ولمدة 50 عام الإرهابيون بيقيادة الإرهابي الأول حافظ الأسد وأبتائه الإرهابي بشار والإرهابي ماهر ومن لف لفهم ممن أرهبوا وما زالوا يرهبون الشعب السوري بالقتل الجماعي الغيير مسبوق في التاريخ. وضع هذه الوردة البيضاء تعبير حضاري انساني لكسب القلوب و العقول التي خيم عليها الخوف والإرهاب الأسدي. هي رسالة بأن سورية بدون إرهاب الأسد ستكون آمنة متحابة حرة.

    سوري درعاوي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    وتخيل ايظا انك لست بحاجة لان تسافر الى بلد طلبا للعيش تعامل وكأنك متسول لاقيمة لك ، وتخيل انك يوما ما سوف تسافر الى بلاد اخرى للسياحة لا للعمل وتجد كل الناس يحترمونك ويقدرونك لا لشخصك بل لاجل البلد التي تنتمي اليها لانها بلد متقدم كبلاد أوروبا وأمريكا ، الناس لاتحرم الاوروبي او الامريكي لشخصك بل لاجل بلدة التي منحته هذه الدرجة بقوانينها

    حر وحر وحر ...

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الله محيي الشعب الحر... أنت الآن حرٌ وحرٌ وحرٌ....محمود درويش

    بياض الثلج

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    كل ثوب ابيض قد لا يخلE من الدنس.....و دنس العبادي اخرها. جلها عراقيون بعثيون...و صنيعة ايرانيه... العبادي كالملكي..صنعوا داعش..و سلحوها بمسرحيات هزليه..و الأسد حماها.....

    زمن جديد

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    تخيل ان الكلاب الغربيه و ايران وروسيا واكثر الدول تريد للثوره ان تخفق وتريد للسوريين ان يقتلو بعضهم البعض لتدمير وتقسيم البلد للحصول على عقود الاعمار. تخيل ان الثوار بعصو العالم بالتفاهم مع الروس للحصول على قاعدتهم بالساحل ووقف الحرب بشرط ان يوقف النظام الخنزير قصف المدنيين. تصور كيف يتم بعص العالم الخبيث باتفاقيه مع روسيا للضغط على ايران والنظام. ان اوقفنا الحرب بشروط انبعص العالم والنظام وايران.

    nidal

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    هي بارقة امل بان الشباب الذين قاموا بالثوره النظيفه والتي كانت امل السوريين بالخلاص وبعدها سرقت منهم وشوهت وتكالب عليها كل ضباع العالم .. ما زالو موجودين ومازالوا يحلمون بالمستقبل وهم الآن يحاولون اعطاء جرعة الامل للدمشقيين باننا موجودون فتفاءلوا وشدوا الهمم لاكمال المشوار
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات