ملامح الإرهاب الإعلامي في خطاب حزب الله والأسد!

ملامح الإرهاب الإعلامي في خطاب حزب الله والأسد!
ضبط السلوك الإعلامي للنظام وحلفائه، وتحديداً حزب الله، خلال الانتصارات الأخيرة للمعارضة السورية المسلحة ضد النظام وحزب الله، تبدو حالة عبثية لا جدوى منها.. فهذا السلوك في أسوأ حالاته، يبقى سلوكاً هزيلاً بالمعنى المهني، غير مؤهل لنقل الحقائق لا بحيادية ولا حتى بشيء من الانحياز... برغم كل المساعي التي بذلت ويجري بذلها، للابتعاد أو الإيحاء بالابتعاد عن هزيمة في سوريا، وانكشف إعلامي النظام وحليفه مليشيا حزب الله الإرهابية، في ثوب لا يختلف كثيراً عن ذاك الذي يرتديه المهرجين في هذا السيرك أو ذاك من العالم، أوربما يستحضر حالة وزير إعلام العراق (محمد سعيد الصحاف) إبان الغزو الأمريكي للعراق.. إنما بأقل ظرفاً وتفكهاً على القاموس الهجائي الذي كان يستخدمه الصحاف!

تمكن الجميع من الاستماع إلى مداخلات وتحليلات وآراء الكثير من إعلامي النظام وحزب الله، ليجد المتلقي فيها الكثير من العبارات والمفردات التي يأبى القاموس الإعلامي - الرصين أو غير الرصين- على الاعتراف بها، وقد تساءل الكثير من الصحفيين إن كان هذا الإرهاب الإعلامي، يصدر عن إعلاميين واثقين بالنصر، خاصةً أن هذا الكلام غير المسؤول صدر، أيضاً، عن الأمين العام لمليشيا حزب الله الإرهابية حسن نصر الله، حيث انطوت خطاباته الأخيرة، على الكثير من الشتائم المقذعة وعبارات التهديد والوعيد، ذات اليمين والشمال؟

لم يضل نصر الله لوحده الطريق، وإنما بنيان المشروع الإيراني برمته قد أصبح غير راسخ تتقاذفه رياح الحزم العربي والرفض الشعبي، ولم يعد الموروث السياسي والإعلامي القديم، يجد نفعاً مع بنيان مجتمعي متمرد على هذا المشروع!

والحال أن القاموس الإعلامي الإرهابي، إن صح وصفه، يأخذ في حسبانه مجتمعاً مقموعاً عسكرياً، ينظر إلى المجتمع وجواره وجماعاته نظرة الثكنة إلى رحابها وهوامشها، حيث تأخذ المفردة قوتها من ضخامة المغزى وجسامة المعنى فيها. ولكن هذه المفردة التي كانت بمثابة مفردة تغزو، أي تُمارس حرباً، لم يعد لها بعد الإنتصارات الأخيرة للمعارضة السورية المسلحة، ذلك الرنين الجبار، الذي ترتاح له النفس، على العكس تماماً، أصبح لها وقع التهريج المرح على النفس، وتلك الحركة البدنية التي كانت توحي بسياق يعتزم الغزو أو الحرب، أصبحت تأتي مصحوبةً بسياق من الشتائم، لترتب الأشياء في معناها النفسي العميق على مبدأ الهزيمة والقلق، لا النصر والسكينة.

منذ بدأت الثورة السورية وإعلام نظام الأسد وحليفه مليشيا حزب الله الإرهابي، لهم خطابهم الإعلامي القائم بدوره على الترهيب والعنجهية والتهديد بسحق الخصوم، حيث صاغوا لغته ومفرداته وعباراته، من رؤية يجتمع فيها التخوين والتكفير، ويتم الاستنجاد بالصوت الجهوري والحركة العنيفة حيناً والمستفزة حيناً آخر، والمفردة الجارحة، بالتعامل مع الخصم في الداخل والخارج. وقد لا يكون في الأمر شططاً حينما نكون أمام خصم، لا يؤمن بالتساوي والتفاهم المتبادل كمقدمة للاحتواء والاستيعاب، فيحل عنه بديلاً: الإقصاء والاستئصال الفكري والثقافي كمقدمة للاستئصال المادي، أي التصفية الجسدية، وهذا ما يبرر وصف نصر الله خصومه من الشيعة في لبنان بوصف "شيعة السفارة".. وكذا بالخونة والعملاء فإن لم يكن... فبالأغبياء. على غرار وصف بشار الأسد سابقاً للسوريين مرة بالجراثيم وأخرى بالجزذان!

الرصيد الخطابي لإعلام الإرهاب العلوي- الشيعي، لم يعد قادراً في الآونة الأخيرة على استعمال الكثير من المفردات العسكرية، إن صح التوصيف، والتي تتميز بكونها هجومية، لاذعة، قاسية، نابذة، وتهكمية.. ولعل مرد هذا الخسائر التي مني بها عسكرياً، كما أن إعلاميي النظام وإعلامي مليشيا حزب الله، باتوا يفتقرون للثقة بالنصر والأسطورة العسكرية التي اختبرت قوتها الحقيقية مع الثورة السورية، فأظهرتها مليشيا إرهابية طائفية، لا أكثر من ذلك.. وأظهرت إعلامها كما لم يعرفه أحد من قبل!

التعليقات (1)

    احمد سعيد

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الشيطان حسن هو يرد على نفسه لا يرعى حرنة ولا دين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات