تعرّف إلى: صواريخ الأسد البحرية.. ودورها في معركة الساحل!

تعرّف إلى: صواريخ الأسد البحرية.. ودورها في معركة الساحل!
خلال حربه الطويلة ضد الشعب السوري استخدم النظام حرفياً كل ما تيسر له من مصادر قوة لقصف وتدمير المدن السورية. فقد يكون نظام الأسد صاحب سابقة تاريخية في استخدام الأسلحة بطريقة لم تصمم لها، فلا يعرف عن أي قوى جوية استخدمت الألغام البحرية وقنابل الأعماق لقصف المدن، باستثناء القوى الجوية لنظام الأسد؛ لتثير مؤخراً حادثة الصاروخ الذي سقط على اللاذقية منذ عدة أيام، الكثير من التساؤلات عن احتمالية بدء النظام باستخدام صواريخه المضادة للسفن كصواريخ أرض- أرض لقصف المدن الساحلية حال نشوب معارك فيها.

أسلحة غير موجهةَ!

عدى عن المدفعية مختلفة العيارات المركبة على سفنه (والتي استخدمها النظام لقصف عدة أحياء في مدينة اللاذقية سابقاً)، وراجمات الصواريخ غير الموجهة المثبتة على عدد من الزوارق الحربية لديه<1>، والتي يمكنه استخدامها لقصف المدن حتى عمق أربعة كيلومترات بعيداً عن الساحل، يمتلك النظام ترسانة صاروخية من الصواريخ البحرية الموجهة المضادة للسفن .

الصواريخ البحرية التي يمتلكها النظام!

لم يسجل لبحرية النظام إغراق أي سفينة خلال تاريخها كله، وحتى لم تشترك في عدد من المعارك يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

يمتلك النظام ترسانة صاروخية متواضعة ومتهالكة من الصواريخ المضادة للسفن وترتكز أساساً على الصواريخ السوفيتية، في حين بدأ منذ سنوات ليست بطويلة بالحصول على الصواريخ الإيرانية والروسية، حيث يمتلك النظام أنواعاً محدودة من الصواريخ وبكميات محدودة وهي ذات قدرات مُخفضة عن الصواريخ الأصلية وبخاصة المدى الأقصر بسبب غياب كم كبير من التقنيات اللازمة لتوجيه هذه الصواريخ عند المديات البعيدة.

وتتراوح بين الصواريخ المحملة على عربات كمنظومات دفاع شاطئية والمنظومات الصاروخية المضادة للسفن المركبة على الزوارق الحربية.

القدرة على الهجوم الأرضي!

بعض هذه الصواريخ يملك أساساً ميزة إمكانية الهجوم على أهداف أرضية سواء على الساحل أو في العمق (بعضها قادر على حمل رأس نووي)، وبعضها لا يمتلك هذه الميزة لكن يستطيع النظام تعديل عمله ليستهدف به المدن والقرى الساحلية، وبخاصة عند عدم الحاجة للإصابات الدقيقة.

وقود سائل:

تشترك معظم هذه الصواريخ في ميزة مهمة هي عملها بالوقود السائل عموماً، وهو ما يسمح للنظام باستخدامها لمدى مقدر سابقاً بناء على تحديد كمية الوقود التي تحمل على متن الصاروخ<2>.فإضافة للأثر التدميري للصواريخ يولد هذا الوقود أثراً حارقاً، فيستطيع التسبب بحرائق كبيرة عند انتشاره على الأرض.

فاعلية أقل:

على الرغم من إمكانية استخدام هذه الصواريخ ضد أهداف أرضية وامتلاكها لرؤوس حربية يبلغ وزن بعضها 900 كغ، إلا أن أثرها التدميري مختلف عن أثر رؤوس الصواريخ البالستية المعادلة بالوزن. هذا عائد إلى طبيعة وآلية عمل هذه الرؤوس الحربية التي يعتمد عملها أساساً على خرق بدن السفينة .

أنواع الصواريخ المضادة للسفن المملوكة من قبل النظام:

صواريخ P-15 :

هي أقدم الصواريخ سطح – سطح المضادة للسفن التي حصلت عليها البحرية السورية ولاتزال في الخدمة منذ 1963 حتى الآن ولم يسجل إغراق أي سفينة به من قبل النظام خلال تاريخه كله.

بقيت هذه الصواريخ في الظل حتى عادت للظهور قبل عدة أيام في البر هذه المرة وليس في البحر. حيث ظهرت عدة أفكار عن السبب وراء اطلاقها منها الخطأ ومنها الرغبة في ترهيب المدنيين .

الاحتمال الثالث هو امكانية أن يكون الصاروخ أُطلق في محاولة لمعرفة امكانية استخدامه كصاروخ بحر – أرض بهدف استخدامه في المعارك المحتمل نشوبها في الساحل. حيث يحمل هذا الصاروخ رأساً حربياً يبلغ وزنه بحدود 500 كغ ومداه 80 كم، لكن لا يمكن اطلاق هذا الصاروخ على أهداف تتخطى الجبال الساحلية بسبب ارتفاع طيرانه الأقصى الذي لا يتجاوز300 متر <3>، ما يجعل المدن والبلدات الساحلية هي هدفه الأساسي.

يمتلك النظام عدة نسخ منه منها ما يسمى P-20 وهي مخصصة للدفاع الشاطئي.

صاروخ P-5/P35 :

الصاروخ الثاني في ترسانة النظام يمتلكه النظام بهيئة بطاريات دفاع شاطئية مضاد للسفن يبلغ مداه في النسخ السوفييتية حوالي 400 كم، (لكن لا يستطيع النظام استخدامه لمدى يتجاوز 120 كم بسبب نقص تجهيزات التوجيه) .

يعمل هذا الصاروخ بمحرك يشبه محركات الطائرات النفاثة وقوده الكيروسين، إضافة لوجود محركين يعملان بالوقود الصلب يعملان لحظة اطلاقه<4>.

يوجد ضمن خيارات الرماية الخاصة بهذا الصاروخ إمكانية الرمي على أهداف ساحلية وذلك بفضل نموذج توجيهه حيث يمكن حقن مسار طيرانه قبل إطلاقه .

لكنه ليس دقيقاً عند الرمي على أهداف أرضية وبخاصة عند المدى الأقصى، لتصل دائرة الخطأ في هذا الصاروخ عند المدى الأقصى لحوالي ثلاثة كيلومترات. لكن وعلى اعتبار أن النظام لن يستخدمه للرمي على أهداف بالمدى الأقصى فتصبح دقته أكبر نسبياً، حيث يحمل رأساً حربيا يبلغ وزنه بحدود 900 كغ (شحنة جوفاء).

يستطيع هذا الصاروخ الطيران لارتفاع 900 متر فقط ( بعض المصادر تتحدث عن أكثر من ذلك) .

صاروخ (نور) أو ما يعرف C-802 :

صاروخ صيني يجمع في إيران، يعتبر أصغر الصواريخ لدى النظام من ناحية الحجم ومداه حسب النسخة من (30 إلى 120 كم ).

يمتلكه النظام بشكل منصات بحرية مركبة على عدد من الزوارق ومنصات برية للدفاع الشاطئي.

يحمل رأساً حربياً يزن حوالي 165 كغ ومحركاً مختلفاً عن الأنواع المذكورة سالفاً، ويتميز بنوعية المعزز الأولي المختلف وحتى نموذج المحرك ككل .

يبلغ إرتفاع طيرانه بحدود الثلاثين متراً في (مرحلته الثانية لطيرانه) ما يحد من امكانية استخدامه من الساحل تجاه البر.

صواريخ P-800:

المعروفة بإسم صواريخ (ياخونت) وحصل النظام على النسخة التصديرية بشكل منظومتي دفاع شاطئي، تتكون كل منها من أربعة عربات اطلاق وعربات القيادة والتذخير والرادار ويملك حوالي 72 صاروخا فقط .

لهذا الصاروخ رأس حربي يبلغ وزنه 250 كغ، ويحمل محركاً يعمل على الوقود السائل المكون أساساً من الكيروسين ( نموذج المحرك يشبه المحركات النفاثة للطائرات )<5>.

الهدف الأساسي للمنظومة هو منع عمليات الإنزال الشاطئية، لذلك فهو مناسب لاستهداف السفن في عرض البحر بمديات تصل حتى 300 كم اضافة للأهداف القريبة من الشاطئ، لكن النظام غير قادر على تشغيله لمدى يتجاوز 120 كم بسبب نقص تجهيزات التوجيه .

يستطيع النظام اطلاق هذه الصواريخ على أهداف خلف الجبال الساحلية بحكم ارتفاع طيرانها الذي يصل حتى 14 كم ما يسمح للصواريخ بالطيران فوق الجبال <6> .

كيف يتوقع للنظام استخدام هذه الصواريخ؟

هذه الصواريخ بمجملها تقسم لصنفين...

الصنف الأول :

الصواريخ المحملة على سفن وتقتصر على نوعين P-15 ونور C-802 وهذه الصواريخ قد يستخدمها النظام لضرب المدن الساحلية بعمق عدة كيلومترات فقط، من السفن سواء الراسية في الموانئ أو البعيدة في عرض البحر خارج مدى أسلحة الثوار، دون أن يكون لديه فكرة دقيقة عن مكان سقوطها.

الصنف الثاني :

الصواريخ المحملة على عربات: وتشمل صواريخ P-20 ونور C-802 وصواريخ ياخونت P-800 وصواريخ P-35 وهي عبارة عن صواريخ دفاع شاطئي.

هذه الصواريخ تشكل مشكلة كبيرة بحكم إمكانية نقلها وتحريكها واحتمالية استخدامه كصواريخ أرض-أرض (بدون تشغيل منظومات التوجيه وحتى أحيانا بدون تشغيل المحركات الأساسية للصواريخ العاملة بالوقود السائل، حيث تستطيع المحركات العاملة بالوقود الصلب التي تعمل لحظة إقلاع الصاروخ تحريك هذه الصواريخ لمسافة تصل حتى 1500 متر تقريباً (بشكل مشابه لصواريخ الفيل).

ما حدث مع صاروخ اللاذقية يعتبر مثالاً على ذلك، فلم يؤكد تشغيل المحرك الأساسي للصاروخ العامل بالوقود السائل.

حيث تفتقر هذه الصواريخ للدقة، لكن النظام قد يستخدمها لتعزيز قدرته النارية حال حصول معارك في المدن الساحلية.

خلاصة:

استخدام الصواريخ البحرية الموجودة لدى النظام لضرب المدن والتجمعات السكنية في الساحل وحتى في المنطقة الوسطى وارد جداً واحتماله كبير، لكنه لن يكون فعالاً وللدقة لن يكون مختلفاً عن الطرق التي استخدم بها النظام صواريخه البالستية سابقاً ضد المدن .

حيث ستطلق الصواريخ على المدن بحد ذاتها دون أي يعرف مطلقوها أين ستسقط تماماً وبالأخص على المدن الساحلية، وما صاروخ اللاذقية الأخير إلا مثال واضح على امكانية استخدام هذه الصواريخ ضد المدنيين <7>.

هوامش:

<1>في الواقع هي صواريخ تحمل(قنابل أعماق) مضادة للغواصات لكن يمكن استخدامها لضرب الأهداف على الساحل.

<2>هذه الطريقة اعتمدها النازيون في توجيه صواريخهم العاملة بالوقود السائل.

<3> ملاحظة تتعلق بجميع الصواريخ المذكورة: حيث تعتبر هذه الصواريخ (صواريخ طوافة أو ما يعرف بصواريخ كروز) أي أنها تشبه الطائرات في عملها فهي تسير بسرعات بطيئة نسبياً وعلى ارتفاعات منخفضة جداً تصل لعدة أمتار فقط في بعض الأنواع.

ما يجعل استخدامها من الساحل باتجاه المنطقة الوسطى صعباً بسبب وجود الجبال الساحلية، لكن يمكن نقل النوعيات المدولبة واطلاقها من الجبال الساحلية باتجاه المنطقة الوسطى.

- تعمل كلها بالتوجيه الراداري حيث يحتوي الصاروخ نفسه راداراً يستخدمه للعثور على السفن في المرحلة الاخيرة من مساره الذي يكون قد برمج ليتجه نحوه وبعضها يمتلك نسخ بباحث حراري( لكن لا يعرف عن وجودها لدى النظام).

<4>تمتلك هذه الصواريخ معززين يعملان بالوقود الصلب وينفصلان بعد الاطلاق وانتهاء عملهما.

<5>صواريخ ياخونت مميزة بطريقة اطلاقها العمودية

<6>سيفقد الصاروخ الاتصال بقاعدة الاطلاق في حالة اطلاقه إلى ما وراء الجبال الساحلية بسبب الحاجة لوجود خط نظر مع قواعد الاطلاق بشكل دائم فأعلى قمة جبلية في سوريا هي جبل الشيخ إرتفاعها 2800 متر.

<7>أعداد الصواريخ المضادة للسفن لدى النظام :

P-800 : 72 صاروخ + ثمانية منصات اطلاق بشكل عربات

P-15/P20: عدد ما حصل عليه النظام من هاتين النوعيتين يصل إلى حدود 300 صاروخ لا يعرف عدد الصالح للاستخدام منها بشكل دقيق .

تستخدم من منصات إطلاق بحرية(زوارق أوسا وكومار) أو منصات دفاع شاطئي.

P35/P5 : حوالي 90 صاروخ تستخدم من عربات مميزة بشكل شاحنات ثمانية العجلات تحمل ما يشبه الخزان الأسطواني.

صواريخ نور C-802 : لا يوجد تحديد دقيق لأعدادها لكنها تستخدم من منصات بحرية وعربات مدولبة.

التعليقات (3)

    معركة في الساحل معركة صواريخ

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    15- يجب ان يقوم الثوار بتطوير تصنيعهم العسكري في مجال الصواريخ استعدادا لمعركة الساحل التي ستأتي عاجلا أم آجلا و يجب ان تكون صواريخهم دقيقة الإصابة ذات قدرة تدميرية عالية لأن النظام سوف يقوم بتحصين الساحل بكل ما أوتي من قوة ليس من اجل طائفته بل يشكل مصدر ازعاج لسوريا الحرة بناء على أوامر امريكا و اسرائيل من اجل اشغال السوريين في معارك داخلية تلهيهم عن اعمار و بناء و تقوية بلدهم

    عميد متقاعد يوسف القادري- لبنان

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    المعركة في الساحل ( معركة حاسمة ) سوف تحدد مصير سوريا بل و المنطقة و العالم وسيلجأ كل طرف فيها لاستخدام أقصى قوة نارية لديه و يحاول استخدام كل سلاح بافضل و أكثر الطرق الممكنة فلا يجب أن نستغرب شيئا في هذه المعركة اللهم انصر الإسلام و المسلمين

    م. ح. خ

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    هاي الصواريخ موجودة في اللواء ١٠٧ في عين الشرقية وصواريخ ياخنوت موجودة في الفوج ٢٠٠ في بانياس
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات