وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطر قبل عدة أيام على مدينة تدمر وسط البلاد، بعد معارك بينه وبين قوات النظام، استمرت لعدة أيام، قبل أن يحكم الأخير سيطرته على المدينة.
وقال الناشط الإعلامي من مدينة تدمر ناصر الثائر في حديثه لـ»القدس العربي» إن عددا من أمراء التنظيم وعدوا بعدم التعرض للمدينة الأثرية هناك، مفصحا عن قيام التنظيم بإخراج مقاتليه إلى خارج المدينة، مع الإبقاء على عناصر قليلة من الشرطة الإسلامية والمقدر عددهم بحوالي 250 عنصرا، وأفصح الثائر عن قيام التنظيم أول أمس باقتحام المتحف، مشيرا إلى أنهم لم يجدوا أي قطع أثرية فيه.
من جهته أشار مدير الأثار والمتاحف في النظام السوري مأمون عبدالكريم في تصريحات صحافية، إلى قيام النظام بنقل محتويات المتحف، فضلا عن عدد من التمائيل ذات القيمة العالية إلى أماكن وصفها بالـ»آمنة».
بدوره قلل الناشط الإعلامي أبو قدس مؤسس وكالة «الفرات» الإعلامية في دير الزور، من أهمية وعود التنظيم بعدم التعرض للمدينة الأثرية، لأن عدم قيام التنظيم بتحطيم التماثيل في مدينة تدمر سيخلق صراعاُ عقديا وفكريا بين شرعيي التنظيم.
وأشار إلى أنه ليس من الطبيعي قيام التنظيم بالحفاظ على الأصنام، وهي ما توصف بالتمائيل، لأن لدى التنظيم استراتيجية واضحة في هذا، وهي تحطيم جميع «الأوثان» في أماكن سيطرته.
وأبدى محمد يحيى مكتبي أمين عام الائتلاف السوري المعارض خلال حديثه لـ»القدس العربي» تخوفه من قيام تنظيم «الدولة الإسلامية» بتدمير المدينة الأثرية في تدمر، على غرار ما فعل في متحف الرقة، وقال مكتبي: «إن الائتلاف السوري المعارض، تواصل مع عدة منظمات دولية ذات الشأن، فضلا عن عدة دول صديقة للمعارضة السورية، من أجل متابعة الواقع عن كثب بمدينة تدمر».
وقصف طيران النظام السوري مدينة تدمر أمس مخلفا العشرات من الضحايا في صفوف المدنيين، ما دفع عددا كبيرا من أهالي المدينة للنزوح باتجاه مدينة الرقة والميادين شرق البلاد. وأصدرت تنسيقية الثورة في تدمر بيانا حملت فيه وسائل الإعلام المسؤولية عن ضحيا المجزرة بالأمس، مشيرة إلى أن عددا من وسائل الإعلام رسمت صورة ذهنية بأن المدينة فارغة من السكان، فضلا عن تواجد مقرات للتنظيم بكثافة فيها، ما سهل للنظام القيام بمجزرته- وفق بيان التنسيقية.
وقدر عضو في التنسيقية فضل عدم الكشف عن هويته عدد النازحين بالآلاف، مشيرا إلى أن المدينة، لم يبق فيها سوى 17 ألف نسمة. وفرض تنظيم «الدولة الإسلامية» حظرا للخروج والدحول من وإلى المدينة، باستثناء مناطق «الخلافة» كما يسميها في الرفة والميادين، فاتحا المجال أمام بعض الحالات العلاجية للذهاب إلى مناطق النظام، مع قيامه بإعادة إصلاح التيار الكهربائي والمياه وعودتها إلى عدد من أحياء المدينة.
التعليقات (5)