5 قصص من دير الزور تصور مأساة المدينة المنسية: شقاء الضفتين!

5   قصص من دير الزور تصور مأساة المدينة المنسية: شقاء الضفتين!
لطالما اشتكى أبناء مدينة دير الزور من التهميش الذي عانوه على يد النظام، لتنسحب شكواهم على المعارضة التي يقولون أنها قابلتهم بالتهميش نفسه، على الرغم من التضحيات التي قدموها خلال الثورة!

فقد وجدوا أنفسهم وبعد التغيرات الكثيرة التي طرأت مؤخراً أمام خيارين: إما حضن النظام أو حضن تنظيم "الدولة" اللذان تشاطرا السيطرة على مدينتهم، وتشاطرا بذلك القتل والحصار والدمار بحقهم. القصص الخمس التالية تصور بعضاً من مآسي أهالي مدينة دير الزور التي يعيشونها على يد "الدولتين".

1- مجزرة الحميدية بتوقيع طيران الأسد!

يروي شهود عيان على "مجزرة الحميدية" التي ارتكبها طيران النظام السوري قبل أيام بإلقاء برميل متفجر على حي الحميدية في الجزء الواقع تحت سيطرة تنظيم "الدولة" بدير الزور وسقط ضحيتها أكثر من 15 شهيداً بينهم عائلتين، أن يحيى الهزاع الذي استشهدت بناته الستة في المجزرة كان بقي لديه أمل أن يجد إحدى بناته على قيد الحياة على الرغم من أنها بقيت تحت الركام ليومين.

وأضاف الشهود أن الهزاع الذي كان مع زوجته خارج المنزل عندما ألقى طيران النظام البرميل المتفجر على البناء بقي واقفاً على ركام منزله ويحاول البحث بيديه بين الركام عن إحدى بناته التي كانت جثتها لم تستخرج بعد، وكان ما يزال ينادي على أسماء بناته الستة على الرغم من أنه دفن خمسة منهن بعد رفع جثثهن من تحت الأنقاض في حين لم يتم التمكن بعد من رفع جثة الفتاة الأخيرة وقتها.

2- أنفاس ابنها تحت الأنقاض!

الشهود أنفسهم على "مجزرة الحميدية" قالوا إن سيدة كانت في أحد المباني التي انهارت نتيجة سقوط البرميل المتفجر وجدت حيّة وتم إخراجها من تحت الأنقاض، وقبل أن يتم رفعها لوضعها على نقالة الإسعاف وهي غارقة في دمائها نادت بالمسعفين: ابني تحت الأنقاض وأنا أسمع أنفاسه.

ولفت الشهود إلى أنه بالفعل تم البحث عن الطفل وإيجاده بعد إزالة الأنقاض، وهو حي يرزق.

وأشاروا إلى أنه على الرغم من كل الضوضاء والضجة التي ترافق عملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض عادة، وإصابة المرأة إصابات بليغة، إلا أن الأخيرة سمعت أنفاس ودقّات قلب طفلها الذي بقي حياً من بين أطفالها الأربعة وزوجها الذين استشهدوا في المجزرة نفسه!

3- هدية النجاح بالمدرسة!

ابراهيم الديري وهو ناشط إعلامي يقول: إن قصص معاناة سكان الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام مع نقص المواد الغذائية، وظروف الحصار الخانق والمستمر من قبل تنظيم "الدولة" منذ نحو 5 أشهر لا تنتهي، حيث يروي أن رجلاً كان يسير منذ أيام مع ابنته الصغيرة في أحد شوارع حي الجورة، ومرّ بجانبهم عنصر بجيش النظام وهو يحمل موزة بيده يتفاخر بها أمام السكان، فسألت الصغيرة أباها: لم لا تشتري لنا الموز.

فسكت الرجل لفترة ووجد أنه لن يستطيع أن يشرح لابنته الظروف أو الأسباب أو أنها لن تستوعبها فأجابها: سأشتري لك الموز بعد نجاحك في المدرسة.

وأشار الديري إلى أن هدية النجاح أو التخرج أصبحت عبارة عن لقمة عيش في محافظة كانت تعتبر "سلة غذاء سورية".

4- خيراتنا وخيراتكم

عبد الوهاب أحد سكان حي الجورة روى لمراسل "أورينت نت" أنه منذ فترة قطعت مجموعة من النساء نهر الفرات من المناطق المحاصرة بمدينة دير الزور للضفة الثانية التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" طمعاً في شراء طعام لأبنائهن.

وأضاف عبد الوهاب أنه على الضفة الثانية استقبل عناصر من تنظيم "الدولة" المركب الصغير الذي يقل النساء، وكان بين أولئك العناصر عنصرين تونسي وآخر مصري، وبعدما أسمعوهن بعض الكلمات البذيئة، ختموا حديثهما بالقول: "أنتم جئتم لأراضينا لتأخذوا من خيراتنا"، قبل أن يجبروهن على العودة إلى الضفة الأخرى.

ويعتبر عناصر التنظيم الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في دير الزور "أراضي كفر" والقاطنين فيها سواء أكانوا مدنيين أو عسكريين "كفاراً" يستوجب تطبيق القصاص عليهم.

وأصدر التنظيم خلال الفترة الماضية عدداً من الإصدارات المصورة الموجهة لسكان الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، انقسمت ما بين الترهيب بإعدام عناصر قال إنهم في جيش الدفاع الوطني أو جواسيس تابعين للنظام، والترغيب من خلال إيراد شهادات من عناصر منشقين عن النظام وهم يمتدحون احتضان وتعامل عناصر "الدولة" معهم ويدعون زملائهم للانشقاق عن النظام واللجوء إلى "أرض الإسلام".

5- الطريقة السرية لبائع البسكويت!

تروي أم وليد من سكان حي القصور الخاضع لسيطرة النظام، أن ابنها البالغ من العمر 4 سنوات طلب منها بسكويت وهمّ بالبكاء لذلك، وعلى الرغم من أنها حاولت أن تنسيه الأمر عدة مرات إلا أنه كان يعود ليتذكر مطلبه ويطالب به مجدداً بإلحاح أكثر.

ومضت أم وليد في حديثها لـ"أورينت نت" قائلة، خرجت منذ أسبوع أبحث عن أي نوع من أنواع البسكويت علّني أجد ضالتي، وقمت بسؤال حتى المارين في الشارع عن أي مكان من الممكن أن أجد فيه مطلبي، إلى أن دلّني شخص بأن في حي "طب الجورة" شخص يبيع البسكويت.

وأضافت أنها همّت بالمشي مسرعة إلى الحي المذكور وهو حي غالبيته مساكن عشوائية لتبدأ بسؤال المارة عن بائع البسكويت، وبعد جهد وقطع عدد من الحارات الترابية وصلت إلى المحل الذي تم إرشادها إليه، وسألت بعض الرجال الواقفين أمامه عن بائع البسكويت الذي يقولون عنه، ليجيبوها أنها وصلت بالفعل لمقصدها.

وأشارت أم وليد إلى أنها تلفتت يميناً وشمالاً ولم تجد أي بائع أو بسكويت، فسألت عن البائع فقام أحد الرجال الواقفين بدق باب المحل المغلق ليرفع الباب قليلاً، فطلب منها الرجل 500 ليرة سورية دفعها من تحت الغلق ليعود مقابلها كيس داخله 5 قطع صغيرة من البسكوت من النوع الذي كان يعرض على البسطات ولا يشتريه أحد لرداءة صنعه وطعمه.

وعندما سألت أم وليد الرجل الذي ساعدها عن سبب هذه الطريقة السرية في البيع خاصة أنها شعرت أنها تشتري ممنوعات، أجابها بأن عناصر جيش النظام عندما يسمعون بأي عملية بيع أو توزيع فإنهم يهرعون للحصول على حصص خاصة بهم و"ببلاش" والحجة دائماً "أنهم يضحون بأنفسهم لحماية السكان"، لذلك يعمل بائع البسكويت على العمل بتلك الطريقة السرية لبيع كمية قليلة من البسكويت كان خزنها سابقاً.

ومنذ نحو 5 أشهر فرض تنظيم "الدولة" حصاراً خانقاً على الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام بدير الزور وعلى رأسها حيا الجورة والقصور اللذان يضمان أكثر من 300 ألف مدني ويمنع عنهما المواد الغذائية والطبية، بالمقابل يحاصر النظام منذ أكثر من عامين الجزء الآخر من المدينة الذي يسيطر عليه تنظيم "الدولة" حالياً.

التعليقات (2)

    ابن الدير

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    المسكين يحيى هزاع توفي ابنه مبارح بعدما كان جريحا بسبب انهيار المبنى ببرميل بشار الفسد وقتلت له بنت أيضا من اربع سنوات برصاص قناص النظام..... كان الله بعونه وتقبلهم شهداء يعني قدم 7 بنات وصبي ولاحول ولاقوة الا بالله

    مغترب

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    كان الله بعونه يحيى نشهد له بأخلاقه العالية ومساعدته للناس
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات