قصة أغرب من الخيال: خطط لعبور البحر سباحة ونجا من الموت بأعجوبة!

قصص السوريين الذين يبحثون عن حياة جديدة آمنة، بعد أن عزت الحرية والأمان في بلادهم، كثيرة ومتنوعة... ودروب السفر التي حلمتهم، حملت معهم الكثير من القصص والحكايا، لكن أغربها بلا شك... قصة هذا الرجل الذي عايش الخطر بمفرده في عرض البحار!

من مرسين إلى اليونان!

(سامر محمود كريكر) مواطن سوري من مدينة دمشق، كانت البحرية الروسية قد عثرت عليه بوسط البحر (بحر إيجه) حيث هرب من بلده من أجل أن يبدأ حياة جديدة في أوربا.

قرر سامر الفرار من بلده الأم إلى أوروبا سباحةً، وهو يحمل كُرتيْ سلة وبعض الزعانف... وذلك بعد أن عجز عن توفير المال الذي يمكنه من العبور بواسطة السفن البحرية، والذي يحتاج الى دفع الكثير من النقود التي لم يكن يمتلكها! ولهذا جاء قراره المستحيل العبور سابحا في البحر، حسب موقع (لايف نيوز) الروسي. وكان الرجل قد تدرب على السباحة لمدة شهرين في أحدى المدن التركية مرسين وكان قد خطط لعبور بحر إيجه بزمن قدره 10 ساعات، وذلك من أجل الوصول الى اليونان.

سوء الأحوال الجوية بالمرصاد!

بسبب الأحوال الجوية التي واجهته بالنسبة للنقاط التي قرر عبورها، لم يستطع (سامر) أن يصل لغايته. الآن " بطل الارقام القياسية " حسب تعبير أحد رجال البحرية الروسية والذي انتشله من البحر يتواجد في مرفأ مقاطعة روستوف-نا-دونو (جنوب البلاد) على البحر الأسود.

ويقول محمود بأن السفر عبر القوارب او السفن الكبيرة يكلف الكثير من النقود، لم يكن لدي ما يكفي لكي ادفع لقد امتلكت القليل من النقود والتي قد تساعدني في العبور من اليونان الى ألمانيا او النمسا.

في اليونان سيقابل سامر أحد أقاربه، حيث ان الخطة كانت محكمة لأدق التفاصيل، الرجل سيعبر سباحة بحر إيجة خلال 10 ساعات تقريباً وتم اخذ اثنين من كرات السلة من أجل اخذ قسط من الراحة في الماء، قبل الرحلة تدرب بشكل جيد. ولكن سوء الاحوال الجوية منعت الخطة من الاستمرار، حيث أن المياه في عمق البحر كانت أبرد من الشواطئ على عكس ما توقع سامر.

ونتيجة للبرود التي شعر فيها توقف في عرض البحر ولم يستطع حتى طلب المساعدة من شدة البرودة التي تعرض لها على الرغم من مرور العديد من السفن بقربه، وبعد يومين من التيهان في عرض البحر لاحظه البحارة الروس وتم انقاذه على متن السفينة الروسية.

خرق قانون عبور الحدود!

سامر موجود الآن في مقاطعة 0روستوف-نا-دونو)، في قسم الاستقبال في دائرة الهجرة، بسبب خرقه لقانون عبور حدود دولة روسيا الفيدرالية، وحكم عليه بغرامة مالية إدارية حوالي 2000 روبل مع قرار بالإبعاد الاداري من الاتحاد الروسي حسب تصريح موظفة في دائرة الهجرة الفيدرالية الروسية – مارينا دولوغو.

ولكن العقوبة الثانية للسوري والتي ستكون الأسوأ، يقول الرجل انه سوف يموت في الحرب، إذا ما تم إعادته إلى وطنه سوريا، حيث قام سامر بطلب اللجوء والحماية الى الدولة الروسية في 19 / 05 / 2015م وبرر طلبه بإنقاذ حياته وبانه يريد البقاء في روسيا والعمل في الاعمار والبناء لمواصلة حياة هادئة بالفعل دون مغامرات محفوفة بالمخاطر.

للتذكير في تاريخ 8 / 05 / 2015م طاقم الناقلة الروسية ذات الاسم " بيانتيتسكي روسيا غيروي " عثرت في بحر إيجه على مواطن سوري من مواليد مدينة دمشق يبلغ من العمر 28 عاماً، واسمه سامر محمود كريكير، وقد حاول الانتقال سباحة الى اوربا، وقت العثور عليه وانقاذه كان سامر قد أبحر لمسافة 5 كم مبتعداً عن الشاطئ عبر بحر إيجه وقد عثر معه على الزعانف واثنين من الكرات لكرة السلة.

حاول البحارة المسؤولون بالناقلة الروسية تسليمه للسلطات التركية لأرساله لسورية، لكن طلبهم قوبل بالرفض وتم أتخاذ القرار بإرساله الى روسيا وتسليمه في ميناء مقاطعة روستوف-نا-دونو.

وأصبح فيما بعد معروفاُ بأن الرجل كان ينوي أن يبحر الى يونان ليلاقي أسرته (زوجته وأولاده) الذين كانوا بانتظاره هنالك، ووفقا للبحارة الروس الذين أنقذوه أنه في الأيام الأولى وبسبب الاجهاد والارهاق والبرد الذي تعرض له السوري المنقذ من قبلهم، لم يستطع الكلام أو نطق اي كلمة.