50% من قرّاء أورينت يساوون بين النظام وداعش في تهديد الآثار

50% من قرّاء أورينت يساوون بين النظام وداعش في تهديد الآثار
بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر (وسط سورية)، المعروفة بآثارها التاريخية القديمة، ازدادت المخاوف من أن يقوم التنظيم بتدمير التماثيل والأعمدة والمظاهر الأثرية في المدينة الصحراوية على غرار ما فعله في العراق، وفي الوقت نفسه تحدثت مصادر مطلعة عن قيام ميليشيات النظام بسحب الكثير من القطع الأثرية تمهيداً لبيعها في السوق السوداء.

وتزامناً مع الحدث، أجرت (أورينت نت) استطلاعاً لرأي جمهور القرّاء حول الجهة التي تشكّل الخطر الأكبر على آثار سورية، حيث تجاوز عدد المشاركين في التصويت (6700)، رأى 50% منهم أن نظام الأسد وداعش يشكلان معاً خطراً على آثار سورية، بينما يعتقد 38% أن النظام يشكّل خطورة أكثر من داعش، في حين صوّت 11% على أن داعش أكثر خطورة من النظام.

تحدّثت (أورينت نت) مع باحثين في مجال التاريخ والآثار لتفسير نتيجة التصويت، وتقديم رؤيتهما حول مسؤولية حماية الآثار، والخطاب "العلماني" الذي يُفاضل بين أهمية الحجر والبشر..

تيسير الخلف: وجهان لعملة واحدة!

في حديث خاص لـ(أورينت نت) يفسّر الباحث والكاتب تيسير الخلف نتيحة التصويت، باعتبار أنّ كل شخص يصوّت حسب الزواية التي ينظر إليها للمسألة، فارتفاع نسبة الذين يرون أنّ النظام وداعش يشكلان خطراً مشتركاً على الآثار، يعكس الرأي القائل بأن (داعش ونظام الأسد) وجهان لعملة واحدة، وبالتالي فإنّ الجهتين تعاديان الآثار.

يتابع الخلف: "لقد استهدفت داعش مواقع أثرية خلال العامين الحالي والماضي وخصوصاً في العراق، وفي الوقت نفسه يعرف الكثير من السوريين أن النظام دمر الكثير من المواقع الأثرية وتاجر بها، بالمعنى المادي، حيث تنتشر مافيا لتهريب الآثار يشرف عليها المتنفذون في النظام ولعل رفعت الأسد كان أشهرهم قبل عقود."

يضيف خلف: "داعش يفعل الشيء نفسه كما تبيّن، ويتاجر ويدمر المواقع الأثرية لغايات دعائية، وهنا يطرح التساؤل: هل ستزاود داعش على أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي التي تركت الآثار ولم تهدمها؟."

يكمل الخلف: "الذين يرون أنّ داعش أخطر، هؤلاء على الأرجح لا يعرفون ممارسات النظام السابقة عبر تاريخه، بتهديم وتخريب المواقع الأثرية طوال عقود من تاريخ حكمه، أما الذين يرون النظام خطراً أكبر، فذلك لأنهم يعرفون تاريخه."

من جانبٍ آخر، يروي الخلف كيف أن نظام الأسد دمّر، عبر سياساته الفاشلة، مواقع أثرية كثيرة في السويداء، كما حدث حول جسر المحوري وسط المدينة، وكذلك مسرح السويداء الأثري الذي شيّدت العديد من الأبنية فوقه.

يضيف الخلف: "الجريمة الكبرى هي ما حدث في مدينة تدمر عبر ما يسمى مهرجان البادية، الذي خرّب من آثار تدمر أكثر مما خربته عوامل الطبيعة والتعرية خلال ألفي عام، ولا يقارن حتى بدمار تدمر على يد أوروليان، لدرجة أن اليونسكو هددت النظام بسحب الاعتراف بالمواقع السورية الأثرية كمواقع عالمية."

وفي إجابته على سؤال حول موقف البعض الذين يعتبر أنّ الحديث عن الآثار وإهمال البشر هو نوع من النفاق، قال الخلف: "لا يوجد مقارنة بين الحديث عن البشر أو الآثار، ولا تجوز المفاضلة بينهما، فلا يمكن الفصل بين الإنسان والآثار، لأن الأخيرة هي فعل حضاري إنساني."

مستطرداً: "أما الفئة التي تتضامن مع الآثار دون أن تلتفت للبشر، فتشبه جمعيات حقوق الإنسان التي ترى أن الحيوانات أهم من البشر، وكأن الإنسان هو عدو كل شيء."

فيما يتعلق بمسؤولية حماية الآثار، قال الخلف: تلك المهمة تقع على عاتق الناس، لأن الحفاظ على الآثار هو جانب تربوي يعبّر عن وعي الناس ودرجة تطورهم، والمسؤولية عادةً تكون متداخلة بين المجتمع والسلطة، وأذكر عندما هاجم بعض اللصوص المتحف المصري لحظة هروب قوات الأمن في واقعة ميدان التحرير، قام متطوعون مدنيون بالتصدي للصوص وحماية المتحف من النهب."

وإشار الخلف إلى أنه تم مع انطلاق الثورة السورية تأسيس هيئات ولجان مدنية في بعض المناطق، للتدرّب على حماية المواقع الأثرية في لحظة سقوط النظام، ولكن تعرضت تلك اللجان للتشتت بفعل الأحداث المتلاحقة.

مهند القاطع: مسؤولية أخلاقية يتحملها كل الشعب!

من جهته يقول الباحث مهنّد القاطع معلقاً على نتائج التصويت: "أعتقد أن محصلة النسب تعتقد بأن النظام أكثر خطورة، وهذا الرأي يمثلني أيضاً، فالنظام وقبل ظهور داعش لم يتوانى عن استهداف الآثار في درعا وفي حلب، وكلنا يذكر قصفه للأسواق الأثرية في حلب وهدمه للمأذنة العمرية، ناهيك عن التقارير التي تحدثت عن تهريب عناصر الأمن للآثار وبيعها في السوق السوداء."

يتابع القاطع: "الآثار ليست مجرد أحجار، أنما هي تاريخ أمة، وماضيها المشرف الذي نستمد منه عزيمتنا في انطلاقتنا نحو المستقبل، لكن هناك بالفعل استثمار سياسي من قبل تيارات تعرّف عن نفسها بأنها تحررية، تجد في أن النظام أهون بألف مرة من أي تيار إسلامي، وتحاول إعطاء صبغة داعشية على جميع التيارات ذات الميول الاسلامية، حتى لو كانت على النقيض من داعش، لذلك نجد هذه القوى التحررية (العلمانية) تبالغ في خوفها المصطنع على الآثار، مقابل شبه عدم اكتراث بدماء السوريين خاصة إذا كانوا من (الأغلبية) إنّ صحّ التعبير، وهذا بالتأكيد نفاق وكذب واستثمار تافه."

ويرى القاطع أنّ مسؤولية حفظ الآثار "هي مسؤولية أخلاقية يتحملها كافة أفراد الشعب السوري، ويختم بالقول: "أعتقد أن داعش والنظام وجهان لعملة واحدة لا يختلفان عن لصوص الأثار، بل أسوء منه ".

التعليقات (1)

    خالد الحلبي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    أكيد النظام و داعش خطر على كل سوريا و ليس آثار سوريا فقط فالنظام آداة إيرانية و داعش آداة أمريكية و كلاهما يريد تحطيم مستقبل سوريا وفقا للمؤامرة الفارسية الأمريكية و الصهيونية الفرق الوحيد بين داعش و النظام : أن النظام يقتلنا عن سابق إصرار و تصميم أما داعش فكثير من عناصرها ضحية جهلهم و انخدعوا بالشعارات الاسلامية التي ترفعها داعش ( حزب البعث العراقي المجرم سابقا )
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات