(فراس طلاس) والهوى الحموي القتّال

(فراس طلاس) والهوى الحموي القتّال
العماد أول مصطفى طلاس...

لا أملك كثيراً من الأدب والاحترام أو الالتزام بمعايير المهنة وأخلاقياتها عندما يمر ذاك الاسم أو يأتي ذكره في أحد المجالس والنّقاشات السّياسية. نهرتني ذاكرتي عدة مرات عندما حاولت التناسي أو الصّفح من مبدأ "اللي فات مات"، أعترف أنني فشلت وكلما حاولت كلما استفزتني تصرفات أحد من أفراد عائلته، إما بتصريحات على الفضائيات أو مقال في إحدى الصّحف أو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي..

لست بصدد إعادة صياغة أو شرح ما ارتكبه ذاك الرّجل من جرائم ضد الإنسانية في مدينتي حماه، وليس من الضروري إعادة طرح الرّوايات بعد أن أدرك القاصي والداني تفاصيل المذبحة الرّهيبة، التي لازالت آثارها وتداعياتها موجودة على جدران المدينة التعيسة وبين أروقتها ومتاهات أهلها حتى يومنا هذا، لأن الأهم من وجهة نظري مواجهة عدونا الحالي الأوحد بشار الأسد وعصابات الشوارع التي يقودها مع زملاء القتل والإجرام للجنرال مصطفى ولسوء الحظ أن ابنه مناف كان في صفوف أولئك الجزارين على الأقل في العامين الأوليين للثورة ، قبل أن يفر هارباً خارج سوريا ويذوب في العواصم الغربية مدعياً الانشقاق عن النّظام ضمنياً أو بين اثنين من أصدقائه التابعين لأجزة استخبارات كبيرة حول العالم على الأرجح ، لأن الضابط مناف لم يكن مجرد ضابط عابر في كتيبة عسكرية أو مخفر شرطة، بل كان الصديق المقرب من عائلة الأسد وأكثر الرجال الأمنيين امتلاكاً للمعلومات، اختفى الرجل دون أن يترك خلفه أثراً أو موقفاً سياسياً واضحاً حيال القضية التي انشق لأجلها!!

دون أن يلجأ إلى المحاكم الأوروبية أو المنظمات المعنية بحقوق الإنسان للادلاء بشهادة واحدة ضد النّظام ومافعله بالشعب السوري خلال فترة وجوده معه أضعف الإيمان، بوصفه الصندوق الأسود لعائلة الأسد وأكثر الشهود على عمليات الإبادة الجماعية التي لحقت بسورييّ الثّورة، إلى أن كانت الصدمة أن أطرافاً سياسية عالمية ومحلية بدأت تطرح اسمه على طاولة المفاوضات كأحد الوجوه الثورية القادرة على قيادة عملية انتقال السّلطة في حال توصلت الأطراف لحل تطيح به بنظام الأسد، من مبدأ لامانع بإعادة بناء نظام جديد بحجارة النّظام القديم، على سبيل المثال تنصيب اللواء جميل الحسن وزير الثقافة والإعلام واللواء زهير الحمد وزير العدل ..

على كل حال ، لم يكن مناف أفضل حالاً من أخيه فراس بكثير ، الذي التحق "فيسبوكياً" بركب الثورة والحق يقال ، لست من يوزع أحقية الثورة على أحد ماعاذ الله ولا من الذين كشف الله على قلوبهم فكشفت عن قلب فراس ، لكن مايدعو للاستفزاز والاشمئزاز في آن شهادات حسن السلوك والوطنية القادمة منه بحق الطيف الأوسع من أبناء الثورة السورية وتياراتها المختلفة، إضافةً إلى السيناريوهات التي بات يطرحها الرّجل عن مستقبل سوريا وطريقة الحكم وشكل الحياة السياسية فيها وإلى ماهنالك من أمنيات فيسبوكية، كان أخرها منشور يقول "أنا ابن 18 أذار 2011"، ناسفاً بذلك تاريخاً لم يكن عادياً على الإطلاق بشراكة العائلة ككل مع عائلة الأسد ، ياسيد فراس إن كنت نسيت ح فكرك..

أنت ابن 2 شباط 1982 قبل أن تكون ابن 18 أذار 2011 وأنت ابن مصطفى طلاس قبل أن تكون في صفوف غياث مطر ومشعل التّمو وابراهيم قاشوش الذي قتل والدك والده رمياً بالرّصاص في ساحة الحاضر بحماه أمام عيون الأشهاد..

أتفهم تماماً أنه من غير المنطقي والعادل ملاحقتك قانونياً أو محاسبتك عن جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد الإنسانية التي ارتكبها أبوك وأخوك مشتركين، وأتفهم أنك أصبحت في صفوف الثورة وللأسف أن الثورة جبّت الكثير عما قبلها، لكن من غير المفهموم لشخص مثلك منضم إلى أكبر ثورات العدالة والكرامة في العصر الحديث أن يتعامى ببساطة عن حقوق الأخرين البالغ عددهم ستين ألف إنسان على أقل تقدير، ساهم باعتقالهم والدك وغابوا عن الأنظار منذ ثلاثة وثلاثين عاماً دون أن تتدخل ولو باعتذار بسيط لأسر الضحايا والمغيبين قسراً، ناهيك عن الأربعين ألفاً الذي شارك بقتلهم بدم بارد، بل كنت أكثر "الثوريين" عنجهيةً في مهاجمة كل من طالب بذلك وأذكر تعليقاتك على إحدى المنشورات التي ذكرت فيها أن أسر ضحايا مدرسة المدفعية لهم على الحمويين حق أيضا!!

ليس هو سرد تاريخي بقدر ماهو تذكير بأنه "رحم الله امرئ عرف قدر نفسه"، مالك هو لك وحلال عليك.. وما للثورة هو لها وهي القادرة على تحديد أهدافها ومستقبلها، وما لحماه لن نسامحك أنت وعائلتك به. كان من الأفضل من إنشاء التيارات والأحزاب السياسية أن تسعى جاهداً للتّخلص من العار الذي خلفه أبيك "مجزرة حماه" إن لم يكن باعتذار خطي صريح وتعويض لأسر الشهداء والضحايا فبإعلانك الخلعة عن الأب الذي تلاحقه دعاء الأمهات إلى يومنا هذا، وفي كلتا الحالتين لن تفعل، لذلك اصمت... فقط اصمت يا أبا "مــصطــفى" .

التعليقات (12)

    متابع

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    مقال ضعيف جدا ..ولاينتمي الى أي نوع من الانوع الصحفي ..أنت تهاجم طلاس لما ارتكبه أبيه.. وفي هذا ضحالة .. لانك لاتعرف التاريخ ولم تذكر حتى المهام التي كان يتولاها طلاس الأب آنذاك .. لطلاس الأبن سجل واسع من الفساد لم تذكره أبدا .. حاسبته لارتكاب والده المجازر.. مفترضا انه قام بمشاركة الأسد .. الكثير من الأسماء اللامعة في الاسلام كان أهلها كفرة .. ولذلك قال الله تعالى لاتزر وازرة وزر أخرى .. ومن قال لك ان مال طلاس له وحلال عليه ..?? أحللت ماكان يجب فتحه .برأيي ..أصمت مع طلاس إذا كنت تجهل أي معلومة عنه.

    محمد

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    كلام سليم ويحق لجميع السوريين ضم اصواتهم الى صوتك فقبل ان ينسل في ركب الثورة يجب عليه وعلى اسرته تقديم الاعتذار وتقبل المحاكمة عن قتل وسرقة ونهب واستغلال مناصب ولا اعرف تحت اي بند قانوني يقبع (دفن نفايات نووية سرا في ارض الوطن) ..وكأن الشعب السوري يستغبى لهذه الدرجة ... لم نكن يوما اغبياء ولكن سوء تلك المرحلة كان اقسى من ان يشرح بكلمتين او ثلاث.

    د.علي المقداد...ألمانيا

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    كل عائلة طلاس وغيرهم مثل خدام لصوص وتعاونو مع النضام طيلة عقود وساعدوه للوصول الى ماوصل اليه سيحاسبون على كل ذلك ويجب ان يعيدو لشعبنا المكلوم كل ماسرقوه من ملايين بل مئات الملايين قبل ان يعودواولا مكان لهم في سوريا الجديدة الا ان يعيشو كمواطنين عاديين بعد محاكمة مفتوحة عادلة .

    عبدالرزاق العلي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    صاحب ثئر عند الاسد وكلابه الخنازير واول *** منهم هوى مصطفى طلاس وباذن الله تعالى الزمن طويل وننتظر اليوم الذي نقتص منهو وهوى كان ذنب للاسد

    أبو محمد الجولاني

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    عائلة مجرمة إلا من رحم ربّي ... وعلى فكرة هم معروفون بفوقيتهم ونرجسيتهم على باقي أهالي الرستن ويلي مو مصدّق يسأل !

    هكذا فهمتك انا...

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    انا أؤيدك في كل ماجئت به عن جرائم مصطفى طلاس ، وحتى أن ابنه مناف كان احد أركان هذا النظام ، ولكن هل يعني اتّهامك لمناف يمكن تعميمه على كل المنشقين عن جيش النظام ، أو المنشقين عن النظام ككل ؟ هنا المشكلة ، إذا كنت مع التعميم ، فأنت بذلك تجحد تضحية كل من ضحى وخرج عن النظام ,,, وهنا يأتي مقالك مجرد تشويه لمناف طلاس بدافع شخصي. صدقاً انا لا اعرفه ولم ألتق به وليس لي مصلحة معه وأنا مع إبعاد هذه العائلة نهائياً عن السلطة ولكن كلمة الحق يجب أن تقال ، او على الأقل هكذا فهمتك انا...

    أبو نضال

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    عجبا لجمهور ثورتنا مختلف في كل شيء وعلى كل شيء ويسعى بحرقة لايجاد قضايا ونبش أخرى خلافية. هل الوقت مناسب لاثارة مثل هذه الأمور؟ ما هكذا ترفد الثورات!

    ًMohammad Ayoub

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    اخي العزيز انت لم تذكر اي شي من مناقب هذه العائلة القذرة وهذا المال الذي يتفزلك به النصاب فرأس ما هو الا مال الشعب وليس من تعبه هو حصيلة ما قام آبه من سرقته من الشعب وأجرا لما ارتكبته إيديه من جرائم والايام قادمة والسوريون لن يتسامحوا مع من ظلمهم

    أحسنت

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    احسنت. فكل الإعدامات في حماة وغيرها قام بالتوقيع عليها مصطفى طلاس. وكذلك الإعتقالات في سجن تدمر. ولولا مصطفى طلاس وعبد الحليم خدام لكان من الصعب جداً ان يكون هناك الرئيس بشار. وما الإدعاء بأنهم كانوا مجبرين على فعل ما فعلوا ، إلّا كلام فارغ. والحقيقة انه يجب محاسبتهم على خياناتهم وسرقاتهم وتشبيحاتهم التي تجاوزت حتى الخيال.

    kk

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    سفالات هذا الشئ .. وعلى مرأى من عيوني.. وأقلها كان يبعت سائقينه الى لبنان مشان يجيبولو ال تشيز بورد بسيارة الرنج روفر أو المرسيدس ع حساب الشعب وكانو شوفيريتو يهربو بضايع ودخان بهالطلعات..شي الو وشي من ورا ضهرو..وهلئ عاملين حالون ذوات ومدللين وولاد نعمة .. وبدون يركبو ع ضهر الثورة والناس.. لك فشروا.. يرجعو حقوق الناس وبعدين يطمطئو ويبوسو ايادي الشعب ويطبوزو..فيا بيرضى الشعب يا لا..ولا عفو لمن مارس اجرامه في حماة العصية..آخ ياشام.. شو طلعلك سفلة..ونسي حالو مناف فرزاتشي الشام بسيارتو الهمر

    kk

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    واحد مهرب دخان ومشروب والتاني بيبيعهم عالبسطة وحاطط سولوك مشان ماينفضح اذا مسكوه الريجي.. بيترك البسطة وبيهرب رجليه بتدء بطـ××× ..

    أ أ

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الشوك ﻻ يخلف إﻻ شوك
12

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات