لا يستطيع أحد من مفتشي التموين ولا قوات الأمن دخولها والسؤال عمن أحضر كل هذا الدخان المهرب، ولا حتى السلاح الذي لا يحصى عدده ونوعه, فهي برعاية الفرقة الرابعة (السرايا) سابقاً والتي تشكلت من بقايا مجرمي رفعت الأسد ومؤيديهم من بقية الطوائف، وقد حاول ذات مرة باسل الأسد اقتحامها وتفجرت تظاهرات ضده وهوجمت قوته وامتنع سكانها من عناصر الفوج 555 عن الدوام فهو لا يبعد سوى أمتار قليلة عن السومرية وفشلت حملة باسل الأسد وقيل أن هناك من شمت بموته من بينهم.
وكر طائفي
بعد الثورة تحولت السومرية إلى وكر طائفي يجمع أبناء الطائفة الذين غادروا الأحياء والقرى الثائرة في دمشق وريفها، وتم تسليحهم بأنواع مختلفة من السلاح ليضربوا من آواهم, عندما جاؤوا إليه لا يجدون سقفاً ولا وظيفة. وتحول هذا الوكر الطائفي إلى مصدر للقتلة والمجرمين الذين وفدوا من قرى اللاذقية وطرطوس وجبلة لمساندة إخوتهم المجرمين في داريا والمعضمية وبرزة والقابون, ومات منهم كثيرون قبل أن يعلموا لماذا جاء بهم النظام.
وتحولت السومرية إلى سوق كبير للبضائع المسروقة من المدن والأحياء الدمشقية، ونهبوا قرى الريف الغربي بكاملها دون أي وازع من ضمير، وما لم يستطيعوا حمله تم إحراقه أو جعله متاريس قتالية ملئت بالتراب... ويقع فيها الآن أهم سوق من اسواق السنة المنتشرة في المدن ذات الصبغة الطائفية.
مشروب وصورة وموت!
ومما يتندر به السوريون هي صور حسن (زميرة) وعلم حزبه أيام حرب تموز الذي كان خديعة للعرب والسوريين على وجه التحديد, بالحزب المقاوم، فالمحال التي تبيع المشروبات الروحية والدخان المهرب كانت تضع صورة المناضل الشيعي الذي يحمل علمه إحدى آيات القرآن الكريم (ألا إن حزب الله هم الغالبون).
اليوم تحمل واجهات المحال التجارية صورة كبيرة لبشار الأسد وحسن نصر الله وشعارات (هكذا تنظر الأسود)، وعناصر الدفاع الوطني يضعون على أكتافهم شعارات (لبيك يا زينت) و (يا حسين يا مظلوم)، وتصدح مسجلات سياراتهم بأغاني اللطم والحزن على الإمام المخذول ويشربون (xxl) والبيرة الأجنبية ويطاردون فتيات المدارس، ومن ثم يذهبون إلى الجبهات ويموتون باسم الأسد.
السومرية الآن من أهل معاقل النظام، ومحالها المملوءة بالممنوعات لا يستطيع أن يصادرها أحد بينما تطارد الجمارك زبائنهم! وفي أغلبها محال مخالفة وتعتدي على الطريق وتقام فيها الحواجز المزاجية، وتم إفراغ كراج الانطلاق الذي أقيم على أرضها من السيارات العامة خشية على شذاذ الآفاق والمجرمين.
التعليقات (5)