لم يتوقف المزارع عن العمل خوفاً من قصف الطائرات والصواريخ إنما بسبب انقطاع الوقود والكهرباء اللذان يحتاجهما لمضخات الآبار من أجل استخراج مياه الري.
استمرار توقف التيار الكهربائي وأشعة الشمس هي البديل
بعد استمرار انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود في محافظة درعا أدى إلى حدوث كارثة زراعية لم تلبث لتتحول إلى إنسانية وغذائية معاً وذلك بسبب توقف محركات الضخ في الآبار والسدود عن العمل، وبهذا بات البحث عن حل بديل تمثل في العمل بشكل جدي على موضوع الطاقة البديلة.
سارع السكان إلى تفادي هذه الأزمة من خلال الاستفادة من أشعة الشمس في تقنية الألواح الشمسية لإعادة الآبار للعمل من جديد.
ومن هنا بدأ المزارعون بتركيب كم كبير من الألواح الشمسية حيث يحتاج البئر إلى حوالي 60 لوح شمسي وكل لوح عبارة عن 250 واط علما بأن البئر يحتوي على مضخة بقوة 25 حصان، ويعمل البئر لمدة 10 ساعات ما دامت أشعة الشمس موجودة وفي حال الحاجة إلى تشغيله ليلا يمكن تزويده بمدخرات يتم شحنها نهارا عن طريق أشعة الشمس أيضا وبالنسبة لطبيعة المنطقة تجعل من تقنية الألواح الشمسية متاحة لمدة 8 شهور وبشكل جزئي خلال بقية العام، ويلبي البئر الواحد حاجات ما يقارب 3 ال4 آلاف نسمة من مياه الشرب النظيفة وفي حال إدارة البئر في المناطق الزراعية تكفي لإرواء حوالي 10 هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة.
تكلفة الألواح الشمسية 20 ألف دولار مدى الحياة
ويقول أبو أدهم العاسمي رئيس مكتب الخدمات في إحدى المجالس المحلية في ريف درعا: إن هذا المشروع ذو جدوى اقتصادية مرتفعة حيث يوفر شهريا حوالي مليون ليرة أي ما يعادل (4ألاف دولار) كان من المفروض أن تدفع ثمن ديزل، بينما تكلفة الألواح الشمسية كاملة تقارب حوالي 5مليون أي ما يعادل (20 ألف دولار) بدون أي مصاريف مستقبلية ويمكن أن يعكس هذا إيجابا على انخفاض أسعار المنتجات الزراعية بعد انخفاض تكلفة إنتاجها.
ويضيف العاسمي إلى أن هذه التقنية من غير الممكن استخدامها في المناطق التي تقع على خط التماس العسكري مع النظام لتجنب تعرضها للدمار نتيجة المعارك الدائرة حولها والقصف المستمر هي فقط منتشرة في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام منذ فترة زمنية طويلة وباتت بعيدة عن خط المعارك والاشتباكات.
الحصول على هذه الألواح يتطلب إيجاد سوق بديلة عوضا من شرائها من أسواق النظام واضطرار التجار إلى دفع أتاوات ورشاوى للحواجز المنتشرة على كافة الطرق الأساسية والمؤدية إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة وبالتالي ارتفاع أسعارها بشكل كبير جدا ويجعلها غير متاحة للجميع.
وهذه الأسواق متمثلة باستيرادها عن طريق المعابر الحدودية التي تسيطر عليها قوات الجيش الحر مع الحدود الأردنية إذ ما دعم الموضوع سياسيا من قبل الائتلاف من خلال فتح علاقات تجارية مع الأردن لإنشاء سوق بديلة على طرفي الحدود يستفيد منها الطرفان وخصوصا بعد أن باتت جميع معابر المحافظة بيد قوات الجيش الحر
ابو عصام هو مزارع ويمتلك بئراً في ريف درعا وهو الآن واقف عن العمل بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الديزل فهو يعجز عن توفير مبلغ 20 الف دولار اللازمة لإعادة البئر إلى الخدمة, لذلك كما يقول أبو عصام على الائتلاف أن يأخذ دوره من خلال إعطاء قروض وبضمانات يحددها على المزارعين لكي يتمكنوا من تنفيذ هذا المشروع كأن يأخذ دور الحكومة السورية سابقا عندما كانت تعطي المزارعين قروضا من المصارف الزراعية وبهذا يكون الائتلاف قد قدم خدمة للمزارع والمستهلك بنفس الوقت.
فكرة الطاقة البديلة جاءت بعد أن استمر التيار الكهربائي بالانقطاع بالاضافة إلى نقص المحروقات وندرتها في المنطقة التي خرجت عن سيطرة النظام، وفي هذا السياق يطمح المازرع بدرعا والذي يعمل الآن على الطاقة البديلة إلى تعميم فكرته على كل المناطق التي تحت سيطرة قوات الجيش الحر من أجل ان تكون ورقة ضغط على النظام وأيضاً وثيقة تأكيد للجميع وخصوصاً المزارع السوري أن القوى السياسية والجهات الداعمة لن تتركهم وحيدين في مواجهة هذه المشكلة.
التعليقات (5)