ومع بدء المحكمة الدولية الأخذ بإفادات الشهود بشكل مُكثّف وحرفي، كطريقة أولية في مسار قد يطول بعض الوقت، تمهيدا للوصل إلى إثباتات مؤكدة حول الجهة التي تقف وراء اغتيال الحريري، والتي تبيّن من خلال التسريبات أن هناك أشخاصاً إيرانيين تربطهم علاقة بالعملية ان بشكل مباشر او من خلال نقل المتفجرات عبر الحدود داخل سيارات تحمل لوحات دبلوماسية، وذلك بحسب شخصيات سياسية لبنانية مطلعة على ملف التحقيق!
ورطة لا خروج منها!
يشعر حزب الله اليوم أنه تم توريطه في عملية لن يستطيع الخروج منها. النظام السوري برئاسة بشار الأسد ملتهٍ اليوم عن الحزب في مستنقعه الذي يغرق فيه؛ وكذلك الامر بالنسبة إلى إيران المنشغلة بالمفاوضات النووية، والتي أصبحت تحمل (حزب الله) مهمة إدارة الحرب في سوريا والعراق، بالنيابة عنها ومعها، فيما هو قد بدأ يخسر من رصيده العسكري والشعبي لدرجة أصبح يبحث معها، عن مخرج يليق به للخروج من هذه الحرب التي كبدته خلال فترة أربع سنوات ثلاثة أضعاف ما تكبده طيلة 32 سنة من الصراع مع إسرائيل!
لكن نصرالله يعلم جيدا ان اليوم الذي يطلب فيها الإذن من الإيراني الخروج من سوريا سوف يكون اليوم الأخير في حياته!
خيار تكتيكي!
المعلومات تؤكد ان حزب الله لجأ منذ فترة الى خيار تكتيكي يعتبره مخرج له في تورطه بقضية الحريري علّه ينجح من خلالها بإبعاد شبح المشنقة عن رقبته وذلك عبر اعلان لمجموعة منه تعمل ضمن خط "المقاومة" انشقاقها عن القيادة الام تتألف من أكثر من مئة مقاتل وذلك تمهيدا لإعلان مسؤوليتها عن مقتل الحريري بمجرد صدور القرار بإدانة حزب الله. وفي هذا المجال تشير المعلومات الى ان هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن للحزب فيها ان يتهرب من مسؤوليته من خلال هذه المجموعة للقول ان من نفذ عملية الاغتيال مجموعة مستقلّة لا تعمل ضمن ضوابط حزب الله وبالتالي هو غير مسؤول عن ما قامت به او ما يمكن ان تقوم به لاحقا.
سيناريو بدأ التحضير له!
وتكشف المعلومات عن ان المجموعة سوف تعلن في حينه انشقاقها عن الحزب من خلال بيانات واشرطة مصورة لكنها في ذلك الوقت سوف يكون أعضاؤها قد غادروا لبنان إلى إيران، بجوازات سفر مزورة، لكن من دون أن يتركوا أدلة واضحة حول الجهة التي توجهوا إليها!
وتختم المعلومات ان هذا السيناريو بدأ التحضير له إلى حين ساعة التنفيذ، لكنها في الوقت نفسه حذرت من عمليات اغتيال يمكن ان تحصل داخل تركيبة حزب الله الأمنية والعسكرية ضد افراد متورطة بعمليات اغتيال الحريري وغريها تماما كما جرى مع (عماد مغنية) و(حسان اللقيس) وغيرهم من المتهمين بقضية الحريري إضافة إلى (محمود الحايك) المتهم بمحاولة اغتيال الوزير بطرس حرب والذي قيل انه قتل منذ أشهر في القلمون!
التعليقات (10)