الممارسة السياسية للمعارضة والنظام على حد سواء، هي حفلة تنكرية، أو هي في أحسن الأحوال مباراة في المزاودات الوطنية.
غالبية المتحدثين باسم الثورة أو باسم النظام، ينطقون باسم جميع السوريين، وهنا المصيبة. السوريون اليوم ليسوا كتلة واحدة، ولا هم أصحاب مشروع واحد. هم مجموعات اختلفت مصالحها وآلامها وآمالها بحكم الحرب الطائفية التي فرضها النظام عليها، باستحضاره منذ اليوم الأول للثورة اللغة الطائفية والرموز الطائفية المستعارة من دول الجوار.
السوريون اليوم يختلفون على كل شيء، على العلم والنشيد، على الصديق والعدو. يختلفون على جميع المفاهيم الأخلاقية، فالشهيد عند هؤلاء هو قاتل متسلسل عند أؤلئك، والبطل هنا هو مجرم هناك.
الحرب الطائفية أصبحت حقيقة واقعة لابد من الاعتراف بها حتى نتمكن من معالجتها والتخلص منها ومن عقابيلها، لا أن نداريها بالادعاء أننا بعيدون عن الطائفية وأن الطائفية ليست من تراثنا.
لؤي حسين قطع شوطاً لابأس به على هذا الصعيد. وأظن أن المشكلة في أنه قدم نفسه بداية كناطق باسم جميع السوريين ولذلك بدا خطابه في المؤتمرالصحفي مع رئيس الائتلاف خالد خوجة باهتاً بلا لون، إن لم نقل كاذباً أو غير معبر عن الحقيقة، والتي تبين أنها غير ذلك في الحديث المسجل والمسرب.
شخصياً تعاطفت مع لؤي حسين بعد أن شاهدت مقابلته على قناة سكاي نيوز. لقد تخلص من عنجهيته وادعائة تمثيل آمال وطموحات السوريين، كل السوريين، وبدا رجلاً واقعياً تحدث كعلوي ينطق باسم شريحة واسعة من العلويين، قال إنها ترفض بشار الأسد وعائلته وتتطلع إلى عقد جديد في سوريا المستقبل.
لؤي حسين دافع عن طائفته، فبرأها من جرائم النظام وتحدث عنها كطائفة قوية يمكن أن تساهم في سوريا المستقبل بحصتها حتى من الجيش الوطني القادم. برأ جيش النظام من جميع ارتكاباته، ورفض منطق الاعتذار أو أن تدفع الطائفة ثمن جرائم النظام؟! لا أعرف إن كان هذا الكلام واقعي، أو أن هناك من يأخذه على محمل من الجد، ولكنه قيل، ولا شك في أنه يعبر عن رأي شريحة من العلويين.
قال لؤي حسين الكثير بكلمات قليلة. أفصح عن موقعه الحقيقي، وظهر ممثلاً لمجموعة سورية لا نعرف كم هو حجمها، ولكن لديها وجهة نظر قابلة للتفاوض في عند رسم عقد سوري جديد. ومن هنا فرادة لؤي حسين وتميزه عن باقي المعارضين العلويين المنضوين في الثورة السورية.
التعليقات (10)