ويقول خبراء بعمل الإستخبارات «إن ضرب زعيم داعش أبو بكر البغدادي مهم لضرب الرأس ومعنويات هذا التنظيم - عندما تتوفر المعلومات الأكيدة لهذا الهدف - الا ان معرفة الشبكة الأخطبوطية الاقتصادية والسوق النفطية التي تتكوّن منها عناصر اقتصاد داعش، لا تقل اهمية عن قتل وتصفية الرموز والقادة. وقد أمضت الاستخبارات الاميركية وقتاً غير قليل لتحديد الهدف ودرس عملية الإنزال والهجوم والتدرب عليها واختيار القائد المناسب في داعش لإستهدافه حيث كان من المفروض إلقاء القبض عليه لضرب المعنويات اكثر، الا ان حماية القوة المهاجمة هي اكثر اهمية من الهدف نفسه، وان المعلومات المخزنة في الحواسيب والاوراق التي اخذت من الموقع لا تقلّ اهمية عن والي داعش ابو سياف، ولذلك فان العملية من حيث تحقيق الهدف، قد أعطت ثمارها المطلوبة».
أما من النواحي الأخرى، فقد حمل استهداف «ابو سياف» رسالة من الولايات المتحدة لـ «داعش» تقول: «اننا نراقبكم ونختار اهدافنا ونحاول إحتجازكم حتى ولو كنتم في قلب ما تدّعون انها عاصمتكم. وان معلوماتنا مدروسة وما من احد بمنأى عن ضرباتنا عندما نريد ايصال الرسائل اليكم».
وباختطاف امرأة «ابو سياف»، أنزلت اميركا الذلّ المعنوي على «داعش» الذي فشل بحماية امرأة مسلمة في قلب «دولته» المزعومة، فكيف به يطلب من المسلمين الهجرة إليه؟ وتالياً فمن الطبيعي أن تترك هذه العملية الأثر السلبي على «داعش»، هذا التنظيم الذي اعتقد ان قتل الأميركيين على شاشة هوليودية تخوّله دخول عالم بروس لي او جان كلود فان دام او رامبو والخروج سالماً، فها هي طائرات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة تقصف الموصل والرقة يومياً وتدمّر المراكز العسكرية المتنقلة والثابتة للتنظيم، وها هو «الخليفة» يطلب «دعم عالم المسلمين ضد الصليبيين» بعدما شنّ الحرب على الجميع لينتهي به الامر وبأمرائه مطارَدين وعرضة للخطف في عقر دارهم.
التعليقات (4)