الائتلاف والتحديات الراهنة

الائتلاف والتحديات الراهنة
إسقاط نظام بشار الأسد والطائفة التي يمثلها، أصبح أمراً واقعاً نؤكده للثورة السوريّة ومشروعيتها، فالأمر اللا شرعي هو بقائه في السلطة بعد كل هذه الجرائم، نتيجةً لغياب التوافق الدولي والإقليمي على شكل البديل، وهذا الواقع الراهن يسري على كل الأطراف الإعتراف به الآن وليس غداً!

إذا كان بشار الأسد معنياً حقاً بأمر الطائفة العلوية التي يتزعمها، فالأمر بغاية السهولة. عليه الإعتراف بخسارته للمعركة التي أشعلها بعد اندلاع الثورة السورية، وتقديم نفسه وأزلامه للمحاكمة، والثورة تعترف بكون العلويين مكون من مكونات الشعب السوري، وهو الأمر الذي قد يعجب البعض ويزعج البعض الآخر، فما يحدث في سوريا لا يخص العلويين والسنة لوحدهما، كون عسكرة الثورة من قبل النَّظَّام، فرضت تواجد طرف ضحية/السنة وطرف جلاد/العلويين، وإنما يعني كل مقومات الشعب السوري من مسلمين ومسيحين وأكراد.

هذا الراهن المصيري، يستدعي من قيادة الإئتلاف الحالية اتخاذ خطوات ضرورية:

أولاً: لايمكن إنكار أن"المليشيات العلوية"هي إرهاب المرحلة، والإرهاب الأساسي المنتج لكل أشكال التطرّف، وحالة الطوارىء ضد الإرهاب التي تعيشها سورية حالياً، تستلزم ضم شمل المليشيات العلوية كإحدى الأهداف للحرب على الإرهاب، حيث لا يمكن إنكار أن الطائفة السنية اليتيمة، تواجه منذ اندلاع الثورة السورية، خطراً إرهابياً مصدره المليشيات العلوية التي تتخفى وراء أسباب دينية وأخرى إيدلوجية للتستر على جرائمها، ومن العدل بمكان تحميل هذه المليشيات مغبة الإرهاب بجميع أنواعه، وبذلك على قيادة الائتلاف الحالية إعتبار ما يتعرضوا له السنة اليوم على يد المليشيات العلوية، الإرهاب سببه الجذري وليس الخلافات السياسية لوحدها، وإغلاق الملف الأمني والعسكري يستلزمه حوار سياسي يُعتَرف بكل هذه التفصيلات التي تجلب حقوق المظلومين.

ثانياً: المساءلة والإنتقاد التي تتعرض لها قيادة الإئتلاف، عقب السلوك الصادر عن الائتلاف بإبعاد علم الثورة كسلوك شكلي منتج لسلوكيات مضمونها سياسي، يجب التعامل معها إعلامياً بشكل جدي، والعودة إلى تبني سياسة الإعلام الحر، وتسليم الملف الإعلامي لكفاءات تتعامل مع الحقائق، فلا يليق بتمثيل الثورة، أن تتحول الماكينة الإعلامية لها لمجرد بروباغاندا صرفة.

ثالثاً: البحث عن طريق للشراكة مع العلويين عن طريق إطار سياسي لا يحيد عن أهداف الثورة، والصيغة التي تعود بهم كشركاء لنا بالوطن، تلزم الأصوات الخارجة لتمثيلهم بالاعتذار عن مرحلة الحكم العلوي بصفحتيه الأسديتين الملئيتين بالمجازر، والاعتذار بنفس الوقت عن الإساءات بحق الثورة والثوار والتي صدرت عن (لؤي حسين) وأمثاله، ولا يصح بذات الوقت ارتفاع الأصوات بمناسبة وبلا مناسبة كما فعل حسين، بتوصيفات سياسية مغلوطة تساوي بين الضحية والجلاد وإعتبارهما متساويين من الناحية الإجرامية، مما يتنافى مع التوصيف السليم بكون المليشيات العلوية هي الإرهاب، الذي يهدد ليس السنة فحسب وإنما كل مكونات الشعب السوري.

رابعاً: تلتزم قيادة الإئتلاف بالتصويت على القرارات الكبرى عبر الهيئة العامة للإئتلاف، وخاصةً بالموضوعات المتصلة يالمؤتمرات الدولية والتفاوض، وهو ما خرقته مراراً، oلضمان التعاطي الحر من قبل الإئتلاف مع جمهور الثورة.

خامساً: الثورة تعريفاً هي شعب ثائر ضد سلطة قائمة، وبالتالي على النخبة السياسية استرداد السلطة من النظام الشعب، وليس المقايضة الخارجية من أجل مقصد الحصول على السلطة له، مما يجعله سلطة أخرى تعرض مكتسبات الشعب وطموحاته للخطر.

برأي النقاط السابقة أولويات يتعين على القيادة الحالية للائتلاف التعاطي معها بجدية، لمواجهة الراهن المصيري للثورة.

التعليقات (1)

    زهران

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    لا أرى فرقاً في الرأي بينك وبين أي منظر في داعش أو النصرة، فهذا الخطاب الذي تمثله والآراء التي تطرحها قائمة على قراءة إلغائية للواقع تفرض التماهي بين الفرد والجماعة وتلغي الفروق داخل أي شيء، نظرة دينية مطعمة بستالينية فجة، وتسيء إلى ثورة السوريين بكونها مطعمة بنزعة ثأرية. لماذا لا نتحدث بلغة أكثر طمأنة للسوريين. اللعنة، حقاً إن الكتاب أصحاب اللغة الركيكة والأفكار الركيكة ينطبق عليهم مثال عربي "أفكار عمت حتى خمت".
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات