"نحن على مسافة قليلة من الحرب التي تحدث بالقرب منا في سوريا، لا أعرف إن كنتم تعرفون الحرب، حرب سوريا مثل الحرب العالمية الثانية فيها براميل وسكود وطائرات ودبابات، هنا لا توجد حرب ونرجو ألا تقع أية حروب، لكن من المهم أن نشعر بأن هؤلاء الأطفال هم ضحايا حرب، إنهم ليسوا ممثلين ويقفون على المسرح للمرة الأولى".
بهذه الكلمات قدم المخرج جلال الطويل لعرضه المسرحي (طلعنا على الحرية) الذي قدمه مع مجموعة من الأطفال السوريين في عمان، مبدياً أسفه لقسوة محتواه التعبيري... ومنوهاً بأن هذا هو العرض الخامس عشر في الأردن والخامس والعشرين في دول اللجوء السوري (الأردن, مصر, لبنان, تركيا).
10 آلاف دولار!
قدم مجموعة من الأطفال السوريين العرض الخامس عشر والأخير من مسرحية "طلعنا على الحرية" في العاصمة الأردنية عمان, وسيذهب ريع العمل للأطفال السوريين المصابين بالسرطان والمحاصرين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
فعلى الرغم من أن عدد مقاعد المسرح لا يتجاوز المائتين إلا أنه تم جمع 10 ألاف دولار في أربعة عروض فقط.
(منار بلال) الذي أدى دور "الشبيح" في العرض قال لأورينت نت إن فترة التدريب استمرت لمدة ثلاثة أشهر بهدف مساعدة هؤلاء الأطفال المصابين بتروما الحرب الذين يعانون من أزمات نفسية أو آثار جسدية كالبتر أو خضعوا لعمليات جراحية كبيرة بسبب إصابات الحرب
وذكر منار الطفلة (رزان خوجة) بطلة العروض السابقة والتي كانت مصابة بالسرطان، منعها المرض هذه المرة من المشاركة في المسرحية لأنه عاد إليها بشكل أقوى من السابق.
معاناة أطفال السرطان
ولفت (منار) إلى أن الأمم المتحدة أوقفت الدعم الصحي عن اللاجئين السوريين فتسبب ذلك لرزان وأسرتها بمعاناة امتدت لشهور في سبيل تأمين ثمن الجرعات المكلفة وحالها كحال بقية الأطفال السوريين المصابين بالسرطان وأضاف منار" نأمل أن نتمكن من علاج ولو طفل سوري واحد "
الطفلة هند والتي حلت مكان رزان في دور الأميرة الحالمة أبدت تعاطفها مع الأطفال السوريين المصابين بالسرطان وأبدت رغبتها في مساعدتهم، وعبرت عن سعادتها لان أسرتها جاءت وحضرت المسرحية وقدموا لها الدعم المعنوي وقالت "لا أخاف من الوقوف على خشبة المسرح والنظر إلى الجمهور لان لدي رسالة أريد أن أوصلها".
أطفال موهوبون
الطفلان عمر وشادي يتمتعان بموهبة الغناء، ويمتلكان خامة صوتية جميلة، حيث افتتحا العرض بأغنية باللغة الانكليزية تتحدث عن الآلام أطفال سوريا.
شادي كان من المشاركين في عروض السنة الماضية وقال إنها المرة الخامسة التي يصعد فيها على خشبة المسرح ويعتقد انه رغم صغر سن أطفال سوريا إلا أنهم على قدر كبير من الوعي
(أحمد أبو شعر) من فريق ملهم التطوعي قال لأورينت نت إن دورهم كفريق كان تنظيميا حيث اشرفوا على التدريبات وأشار إلى الإقبال المتزايد من قبل الجمهور لحضور المسرحية التي تحكي قصة سوريا بشكل عام على مدار خمسة أعوام
وقد حضر عروض المسرحية فنانون وشخصيات سورية وعربية مثل يارا صبري عبد الحكيم قطيفان مازن الناطور وفارس الحلو والممثلة الأردنية نادرة عمران، والإعلامي أكرم خزام ووزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب.
التعليقات (0)