كيف تهاوت حواجز النظام حول المسطومة
ومنذ الساعات الأولى للمعركة تهاوت حصون قوات النظام، نظراً لانهيار معنويات العناصر فيها، فحرر مقاتلو الفتح حاجز (المدرسة الإبتدائية) بعد ساعة فقط من بدء المعركة واغتنموا في هذا الحاجز العديد من الأسلحة والذخائر أهمها دبابة (T72) وعربة (شيلكا) مجنزرة، ومن ثم واصلو دك قرية (المقبلة) غرب المسطومة، والتي خلت من سكانها بعدما احتلتها قوات النظام، وأيضاً تم تحريرها هي الأخرى بزمن قياسي بعد تدمير عدد من الآليات فيها، ليأتي الدور على (تلة المسطومة) الإستراتيجية في التحرير وهي الواقعة شمال قرية المسطومة، وتعد أهم خطوط الدفاع عن المعسكر نظراً لموقها المرتفع الذي يؤمن للمعسكر حماية جيدة على الأرض، لكن تلك الحماية انتهت بتحرير تلك التلة، ما سهل على مقاتلي الفتح أيضاً تحرير حاجز ( معصرة الطه) قرب قرية المقبلة، وأكملوا الطريق باتجاه حاجز (الصناعة) داخل القرية، الذي تم تحريره بالكامل أيضاً.
استشهادي لم يستشهد!!!؟
وتمكن الثوار أيضاً من تحرير عدد من النقاط التابعة لتلك الحواجز، ما جعل الطريق سالكة باتجاه معسكر المسطومة، ليخترق الاستشهادي – الذي لم يستشهد - (أبو سامر الحموي) الذي ركن سيارته المفخخة قرب المعسكر وعاد سالما ليفجرها عن بعد، علما أنها المرة الرابعة التي يفعلها بذات الطريقة، بعد (خزانات) خان شيخون، ووادي الضيف (معرة النعمان)، ومعسكر القرميد قبل أقل من شهر، لتكون نجاته الرابعة من موت يريده، في المسطومة.
خسائر النظام
وفي طريقهم أيضاً، أغتنم الثوار العديد من الآليات ودمروا أخرى، وكانت الإحصائية الأولى تشير إلى تدمير 6 دبابات و5 سيارات عسكرية، وعربتان لنقل الجنود ومثلهما (شيلكا)، واغتنموا أكثر من 6 آليات متنوعة بين دبابة وعربة وسيارة عسكرية، في حين تمكنوا من قتل العشرات من الجنود ولاسيما بتلك المفخخة التي ذكرناها سابقاً، وتأكد مصرع العميد (يوسف اسماعيل الظاهر) أحد ضباط حامية المعسكر، كما نعته صفحة حي الزهراء الموالي في حمص، الذي ينتمي إليه.
كما أوقف الثوار تقدم رتلٍ خرج من مدينة أريحا باتجاه قرية المسطومة واستطاعوا رده من حيث خرج، كما فعلو ذلك أيضاً في قرية (الكفير) بصد رتل كبير خرج من قرية (فريكة) جنوب الجسر، وأعادوه من على تخوم (الكفير) بعد تدمير دبابة وعربتي نقل للجنود من قوامه.
المهاجر: ساعات ونعلن التحرير
وللوقوف عند تفاصيل أكثر، (أورينت نت) اتصلت بالقيادي (أبو يوسف المهاجر)، القائد العسكري في غرفة عمليات (جيش الفتح) وسألته عن ما تبقى للوصول إلى داخل المعسكر فأجاب: "بعد تحريرنا لحاجز المدرسة والصناعة من جهة الشمال، لم يتبق سوى الوصول إلى المعسكر الذي يعد الثقل العسكري الأهم في قرية المسطومة، وهناك سيكون الحسم ولن تكون المهمة سهلة، لكننا لن ندخر جهداً من شأنه تحرير هذا المعسكر الضخم".
أما عن حجم القوة التي يملكها النظام داخل المعسكر, فقال المهاجر: "هناك العديد من الدبابات والآليات، ومدافع الفوزيليكا والعربات المجنزرة (شيلكا) وما يقد بـ 300 عنصر للنظام، فر أغلبهم إلى مدينة أريحا بعد الضربات الصاروخية التي وجهتها مدفعيات جيش الفتح إلى داخل المعسكر، علماً أننا تركنا الطريق مفتوح إلى أريحا ليكون ملاذاً للفرار أمام قوات النظام لتسهيل المهمة عليناً، لكننا أيضاً استطعنا كشف ذلك الطريق ومراقبته جيداً لمنع الإمداد بين أريحا والمسطومة.
وعن الوقت قد يستغرقه تحرير المعسكر، والوجهة القادمة بعده, توعد المهاجر بأن تكون "ساعات بإذن الله ونعلن المعسكر محرر بالكامل، والخطوة القادمة ستكون مدينة أريحا التي باتت على مرمى حجر منا من عدة جهات، ولاسيما بعد تحرير المعسكر الذي سيسهل عملية الوصول إليه بأقل الخسائر ودون كثير عناء، وأيضاً في خطتنا قرية بسنقول التي تحوي واحدا من أخطر حواجز النظام إجراماً على طريق (إدلب – اللاذقية) الدولي.
وختم القيادي كلامه بأن "جيش الفتح مستمر حتى تحرير كافة التراب السوري وهناك سعي لنقل التجربة (جيش الفتح) لباقي المحافظات وفي القلمون كانت أول ثمرة والفتوحات قادمة إن شاء الله".
العدل: معنويات قوات النظام منهارة
وأكد الصحفي وسيم العدل الذي يواكب سير المعركة عن قرب، بأن معنويات قوات النظام في معسكر المسطومة باتت منهارة بالكامل، وأكد بالأسماء النقاط التي حررها جيش الفتح والخسائر التي كبدتها عناصره لقوات النظام، حيث قال لأورينت نت:
بعد الإعداد الجيد لجيش الفتح وتحرير قرية مصيبين قبل أيام، أراد جيش الفتح اليوم الإسراع بعملياته العسكرية في أريحا للثأر من عصابة الأسد على المجازر التي ارتكبتها يوم أمس الأول في جبل الزاوية وسراقب، وليكمل خط النصر الذي بدأ به في ادلب المدينة ليصل إلى معسكر المسطومة ضمن خطته لتحرير مدينة أريحا والقرى المحيطة بها، وضمن هذه المعركة تم تحرير كل من: (حاجز المدرسة - حاجز لؤي- حاجز الطيار -حاجز مصطفى قدور- حاجز حج اسماعيل - حاجز عبد الهادي-حاجز عبد الفتاح خالد- حاجز البكور - حاجز معصرة الطه - حاجز المدرسة - حاجز الصناعة) بالإضافة لتحرير (تلة المسطومة) الإستراتيجية
وأضاف : استطاع جيش الفتح من تنفيذ عملية استشهادية داخل المسطومة بالإضافة لقتل ما يزيد عن 40 عنصر بينهم ضباط وقد عرف من بين الضباط (العقيد يوسف اسماعيل ضاهر )، في حين استطاع جيش الفتح تدمير أكثر من 5 آليات واغتنام 4 أخرى ، ووسط التقدم الكبير لجيش الفتح، أصيب عناصر النظام بحالة خوف وهلع كبيرة، الأمر الذي جعل حواجز النظام في المسطومة تتهاوى الواحد تلوا الأخر، وتعد هذه المعركة هي الأعنف من بين المعارك التي خاضها جيش الفتح نظراً للتقدم السريع الذي يسير به مقاتلو جيش الفتح في أرض المعركة التي امتلكوا زمامها منذ اللحظات الأولى.
ما هو معسكر المسطومة (الطلائع)؟
معسكر (المسطومة)، أو ما يعرف سابقاً بمعسكر (الطلائع) يقع بالقرب من قرية المسطومة جنوب مدينة إدلب 5 كم على طريق (إدلب – أريحا – جسر الشغور) الذي يصل إلى اللاذقية أيضاً، يتربع على مساحة جغرافية كبيرة بين مدينتي إدلب وأريحا، تبلغ مساحته حوالي 2.5 كم متر مربع، ويحوي العديد من الخيام الإسمنتية المسبقة الصنع والمستودعات التي تتحصن بها قوات النظام. وسابقاً كان هذا المعسكر يستخدم لتدريب الطلاب لمنظمة (طلائع البعث) الرديفة لحزب البعث، وداخله كانت المنظمة تبث فكر البعث للأطفال في سن الـ 11 عام، أي في الصف الخامس الابتدائي، قبل أن يكون هذا المعسكر مصدراً للموت بعد دخول الثورة، وتحويله لواحد من أكبر قلاع قوات النظام في بداية الثورة عام 2011.
يذكر أن أول مجزرة كبيرة ارتكبتها قوات النظام في محافظة إدلب، كانت على أيدي عناصر هذا المعسكر، حين فتح جنود النظام فيه نيرانهم على العشرات من المتظاهرين الذي تجمعوا من قرى جبل الزاوية وأريحا وريفها وساروا باتجاه مركز محافظة إدلب سير على الأقدام، قبل أن يردي منهم هؤلاء العناصر القتلة أكثر من 50 متظاهراً شهداء، كان ذلك في الشهر الخامس 2011، وفي جمعة الحرية (آزادي) تحديداً.
التعليقات (7)