ولعل الظهور التلفزيزني المُرتبك لبشار. كان ضرورياً، لوقف تداعي ما تبقى من، جيشه وحاضنته دراماتيكياً. عدا الاستماتة في تحقيق أي نصر عسكري "مشفى جسر الشغور" مثالاً، بالاعتماد أساساً على حزب الله. الذي يحتاج لمن يُعينه في القلمون على ما يبدو. (وقد استعان بحركة أمل بالفعل) لكن المُفارقة، بل "أم المُفارقات"، أن الثوار أنفسهم، هم من يمنع سقوط بشار. الأدق يؤجله، عن سبق إصرار.
مصدر عربي موثوق، لا يرغب بنشر اسمه. "أكد لأورينت نت"، أن شبه اجماع اقليمي دولي على "رحيل الأسد" أنُجز. إنما يُفضل عبر تنفيذ اتفاق جنيف1. تفادياً "لتكرار"، ما حدث في العراق وليبيا. حيث أدى انهيار ما تعتبرها القوى الدولية "مؤسسات دولة"، إلى فوضى خارج السيطرة. المصدر، أشار إلى أن الدول صاحبة النفوذ، داخل تشكيلات الثوار. أعادت تذكيرهم بالخطوط الحمراء، للدول الفاعلة في المجتمع الدولي. مُشددة على ضرورة الالتزام المُطلق بها.
تلك الخطوط، تتركز على عدم اقتحام مناطق العلويين بالدرجة الأولى، خصوصاً في الساحل، ثم مناطق الأقليات. تجنباً لإمكانية حدوث أعمال انتقامية، على شكل مجازر. لا سيما أن "الأسد"، لن يتردد بالدفع نحو وقوعها، أو تنفيذها، من خلال ميليشياته. بهدف إلصاق التهمة بالثوار. في محاولة مُتجددة، لشد عصب مؤيديه المذهبي الطائفي. وجعلهم أكثر استعداداً لمواصلة القتال. إضافة إلى خلط الأوراق السياسية من جديد، على أمل إعادة تسويق نفسه، ضمن "التحالف ضد الارهاب". بعد أن أصبحت المعادلة المُعتمدة دولياً، هي "ترحيله بالتوازي مع مواصلة الحرب على داعش".
النقطة، الأكثر أهمية "وفقاً للمصدر". تتمثل بتأجيل الزحف باتجاه دمشق. لأن تحريرها، يعني انهيار سلطة بشار تماماً، بالتالي الوقوع بفوضى شاملة مجهولة الأفق. ولعل هذا ما يُفسر، عدم قيام ثوار حوران، بهجوم مُضاد نحو العاصمة، أو أطرافها. إثر صدهم هجوم جيش الأسد، والميليشيات الشيعية المُتحالفة معه، على رأسهم حزب الله، أواخر شهر آذار.
تحرُص السعودية، بالتنسيق مع الأردن و قطر، على ضبط أوضاع الجنوب "حوران – الجولان – دمشق وريفها". في حين تمتلك تركيا، التي تُجهز نفسها، لاستقبال موجات هروب "علوية" ضخمة مُحتملة. تمتلك أدوات الضبط، والسيطرة على أوضاع الشمال السوري، وصولاً إلى الشريط الساحلي وجباله في "اللاذقية – طرطوس". ولن تسمح بوقوع "مجازر". كما لن تسمح "حسب المصدر" بإقامة "كانتون علوي"، مثلما يُشاع.
أضاف المصدر، ان للساحل خصوصية إضافية معلومة، يفرضُها وجود القاعدة البحرية الروسية. لذا توليه الإدارة الأمريكية أهمية خاصة، لضمان عدم الانزلاق، إلى مواجهة سياسية حامية، مع موسكو.
ما يجري، منذ انطلاق "عاصفة الحزم". هو حشر بشار الأسد، لدفعه إلى طاولة التفاوض، والتسليم برحيله. عبر تغيير ميزان القوى العسكرية على الأرض، و استكمال عزله باغلاق المعابر الحدودية. لكن أمر بشار بيد إيران، " بحسب المصدر". إذ سلمت طهران ضمناً، باستحالة "تعويم" بشار. بيد أنها تنتظر عروضاً للتفاوض حول الثمن. بعد أن استنزفتها حروب التمدد، على ثلاث جبهات، وأنهكها الحصار الاقتصادي، وتدهور أسعار النفط.
المصدر، اعتبر أن "مصير بشار" حُسم فعلياً. لافتاً إلى أهمية ترقب، البيان الختامي لقمة كامب ديفيد، بين أوباما وقادة دول الخليج. الذي من المتوقع أن يُشدد، على فقدان بشار الأسد لكامل شرعيته. ورفض أي دور له في مستقبل سوريا. أو خلال المرحلة الإنتقالية. كذلك الدعوة إلى تغيير سياسي شامل، يضمن حقوق الأقليات. بالتساوي مع الاشارة إلى الاتفاق، على دعم الجيش الحر.
لم يبدِ المصدر تفاؤلاً، بتجاوب بشار مع الدعوة المُرتقبة. عندئذ، لن تكون عملية اسقاطه عسكرياً، بالطويلة أو الصعبة. هذا إن لم ينهار تلقائياً، على حد تعبير المصدر.
التعليقات (27)