وللوقوف بشكل تحليلي على نتيجة التصويت، سألت (أورينت نت) ثلاث شخصيات من اتجاهات متنوّعة..
يحيى العريضي:النتيجة تعكس رأي الكثيرين بسبب الخيبات المتتالية
من جهته يرى الدكتور يحيى العريضي أن ارتفاع نسبة المصوتين الذين يرون أن "جنيف3" لا يمكن أن يكون بديلاً للحل العسكري، يعكس رأي الكثير من الناس، وسبب ذلك، حسب قوله، هو الخيبات المتتالية التي عاشها السوريون في كل العملية السياسية التي جرت خلال السنوات الفائتة، لقناعتهم أن النظام من الأساس لا يريد أي حل سياسي يضر بمصلحته.
يتابع العريضي: "سورية دولة تغيب عنها الديمقراطية والتعددية وتعاني من (التصحّر السياسي).. بل ويحكمها طاغية أعطى الدولة كنيته، وأستذكر هنا عبارة أحد الناصريين من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية عندما قال يوماً (يختصر الوطن برجل.. ورجل بالوطن!."
يضيف العريضي: "حتى اليد الخارجية الفاعلة بالقضية السورية منها ما كان يرفض الحل السياسي مثل إيران وروسيا، ومنها أمريكا التي لم تستخدم ثقلها السياسي، وكذلك الغرب لم يكن جاداً."
ويلفت العريضي إلى أن هناك سبب موضوعي يتعلق بالتاريخ السياسي للمعارضة خلال سنوات الثورة، قائلاً: "بصراحة هي لم تقدم نفسها بمظهر الفريق الناضج والند، ولم تكسب زحماً شعبياً ولم تحظى بصلاحيات لتحقيق مكاسب للناس في أي نصر سياسي."
من جانبٍ آخر، يقول الدكتور العريضي: "هناك حالة الغليان في الشارع الثوري حيث مرجل الحرية يغلي، والناس يشعرون أنهم قادرون على مواجهة العالم.. ولم يعد هناك ما يشفي غليلهم إلا الانتقام من هذا النظام الذي دفع بإجرامه ودمويته الناس إلى طريق لم يختاروه."
الرائد عصام الريّس: أوافق قرّاء أورينت في عدم التفاؤل بحلّ سياسي قريب
في حديث لـ(أورينت نت) اعتبر الرائد عصام الريس الناطق باسم الجبهة الجنوبية أن القول بوجود مؤتمر "جنيف3" غير مطروح حالياً، لأنه، حسب قوله، لم يولد أساسا حتى يمكن البناء على نتائجه، فما يجري حالياً هو مجرّد مباحثات ومشاروات بين الأطراف السياسية مع المبعوث الدولي ديمستورا.
وقال الريّس: "التصويت تمّ على احتمالية ضعيفة في إقامة المؤتمر، التي ترتبط بشكل مباشر بمدى جدية مباحثات ديمستورا، حيث تتسم كحل سياسي بالغموض وعدم الوضوح حتى الآن."
ويرى الريّس أن نتيجة التصويت "لا شكّ أنها تعكس رأي عام واقعي، فالناس في سورية فقدوا الثقة بالمبادرات السياسية، وأنا لا ألوم القراء على خيارهم، لاسيّما بانعدام الحلول السلمية التي تلبّي طموحاتهم، فلا يوجد ما يضيء في الأفق بالنسبة لحل سياسي قريب".
وأضاف الرائد عصام الريّس: "لا يمكن أن نفصل الحل السياسي عن العسكري، فكلما تقدم الثوار على الأرض وحققوا انتصارات نوعية، سيحقق ذلك ضغطاً أكبر على النظام، وبالتالي إرغامه على تقديم تنازلات سياسية حقيقية، التي أراها الحلقة الأخيرة من مرحلة إسقاطه."
وختاماً أكّد الناطق باسم الجبهة الجنوبية: "نحن لا نريد تدمير الدولة، بل نريد إسقاط النظام ومجرميه مع الحفاظ على ما تبقى من بنية الدولة التي دمرها الأسد، ولذلك أؤمن بالحل السياسي، رغم أني أشارك القراء في عدم التفاؤل به في الوقت القريب."
أبو ماريا القحطاني: جنيف3.. (جاي وجذب)!
تحاول (أورينت نت) في هذا التقرير تقديم وجهات نظر متنوّعة ذات صلة بالشأن السوري، ولذلك توجّهت بالسؤال إلى الشيخ أبو ماريا القحطاني أحد منظّري الفصائل الإسلامية في سورية، عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، عن رأيه بمؤتمر (جنيف3) وإمكانية أن يكون حلاً بديلاً عن الحسم العسكري على الأرض، فردّ القحطاني بداية بالاستشهاد بأحد الأمثلة العراقية قائلاً: "بالنسبة لجنيف.. هناك مثل عراقي يقول (جاي وجذب)." وأضاف القحطاني: "الحل بيد الثوار والمجاهدين.. الحل بيد من قدّم الدماء"..
ويشير المثل الشعبي (جاي وجذب) وهو مفردة بغدادية قديمة، حسب الرواية المتداولة، إلى رجلٍ جاء ضيفاً ثقيلاً يشرب ويسرد الكذب".. ويبدو أن القحطاني يقصد في ذلك "أنه لا يرى مؤتمر "جنيف3" أكثر من كذبة على الشعب السوري، كما سبقه من مؤتمرات (جينف وجنيف2).
الجدير بالذكر، أن حملة من الهجوم والدفاع اشتعلت على تغريدة أورينت نت التي تضمّنت
السؤال حيث تبادل أنصار القحطاني من جهةٍ، ومناهضيه من تنظيم (داعش) من جهةٍ أخرى الاتهامات والقدح، حيث يُعتبر القحطاني المعروف بالهراري نسبةً لمدينة هرارة في الموصل من ألد أعداء تنظيم البغدادي.
التعليقات (7)