أين ينفق أثرياء الغرب أموالهم؟

أين ينفق أثرياء الغرب أموالهم؟
مليارات لا تحصى ولا تعد أصبح عشرات الأثرياء في العالم يتبرعون بها. ومن الأثرياء هناك مليارديرات باتوا يتنافسون على من يتبرع أكثر من غيره... هناك أثرياء بلغ بهم الأمر إلى التبرع بكل ثرواتهم وكل ما يملكون إلى جمعيات خيرية تُعنى خصوصا بالأطفال الفقراء البائسين أو المرضى. هاتان الفئتان هما من أكثر فئات المجتمع التي يرق لها قلب الأغنياء والمشاهير.

لكن اليوم أصبحت هناك فئة مهمة جدا يحرص الأغنياء على إعطائها كل ما تحتاج بسخاء ويغدقون عليها بكل أنواع الرعاية، هذه الفئة التي أصبحت تستهوي مليارديرات العالم اليوم هم الأطفال والشباب الراغب في التعلم وخصوصا من لديه مواهب خاصة وذكاء، وأيضا من لديه استعداد لتعلم تخصصات مستقبلية في التكنولوجيات الحديثة بالأساس.

وأصبح الأطفال والشباب في دول غربية وفق دراسة لـ«الراي» يجدون خيارات أكثر من ذي قبل في الحصول على منح أو دعم مالي لمواصلة دراستهم أو للحصول على رعاية صحية أو للتدريب في مؤسسات كبيرة، منظمات خيرية حكومية وغير حكومية ومؤسسات خاصة وأفراد باتوا أكثر من ذي قبل يوفرون الأموال من أجل رعاية الأطفال من ذوي محدودي الدخل وتمكينهم من فرص التفوق والنجاح.

فرص ما يزال أطفال وشباب عرب كثيرون لم يجدوها حتى أن أرقاماً تشير إلى محدودية التبرعات والمنح التي توافر للطلبة والأطفال بقصد دعم دراسي أو معيشي، وفيما تدنى مستوى التعليم الأساسي والعالي في معظم الدول العربية قياساً بمؤشرات التقدم العلمي في العالم فإن حكومات دول غربية (أوروبا، أميركا، إسرائيل، ودول آسيوية)، تخطط لتفوق أكبر لأجيالها المستقبلية في العلوم والتكنولوجيا خصوصا، حيث أصبحت منظمات كثيرة حكومية وغير حكومية تهتم بضمان مستقبل تفوق أجيالها عبر تطوير التعليم.

وأضيف إلى هذه المنظمات الداعمة لنجاح الأطفال مليارديرات يدعمون زيادة محفزات نجاح الطفل في دراسته وتعزيز معارفه وتوجيهها توجيها صحيحاً في مجالات واعدة تمكنهم من العمل سريعا وإفادة مجتمعاتهم وتقديم انتاج ذي قيمة مضافة أكثر.

في المقابل فإن أطفال العرب يسجلون تراجعات معرفية وإبداعية إضافة إلى تراجع ترتيبهم وتكوينهم التربوي مقارنة مع طلبة في دول غربية وهذا ما يدفع بتوقع زيادة الهوة المعرفية بين الغرب والعرب وتأخر اللحاق بركب التقدم في ظل غياب استراتيجية مستقبلية لدعم التعليم الذي يجب أن يشهد اصلاحات كبرى في الدول العربية خصوصا في مناهج التعليم ومتطلبات سوق العمل المستقبلية وطريقة التلقين.مليارات من الدولارات قدمها أثرى أثرياء العالم المشهورين مثل بيل غيتس ووراين بافيت ومارك زوكربيرغ ورئيس آبل تيم كوك الذي اعتزم التبرع بثروته لأجل الأعمال الخيرية، ومعظم تبرعات هؤلاء كانت لمصلحة المدارس والمستشفيات ومقاومة الأمية والتحفيز على التعليم. عائلة كوش الأميركية الغنية جدا تبرعت لوحدها فقط بأكثر من 167 مليون دولار حسب موقع «فري بيكون» لمصلحة عشرات المدراس والجامعات، وحسب موقع «اوكسفورد ميل» فإن «رجل أعمال في بريطانيا يدعى لين بلفاتنيك تبرع إلى جامعة أوكسفورد بنحو 75 مليون جنيه استرليني».

رجل أعمال أميركي يدعى ألين كويستروم تبرع بأكثر من 50 مليون دولار من أجل تطوير جامعة بوستن. وبين تقرير متخصص أعدته شركة للمحاسبة القانونية تدعى «غيلمان، روزنبرغ وفريدمان» على موقعها وهي شركة تقدم الخدمات المهنية للعملاء المالية والضريبية وحلول الاستشارات أن «أكثر من نصف الأفراد من أصحاب الثروات في دول الغرب يخططون لترك بعض من ثرواتهم للأعمال الخيرية، وفقا لدراسة حديثة، وأن تسعة من 10 يشاركون في نوع من الأعمال الخيرية».

ويقدم المليارديرات عادة نحو 7 في المئة من دخلهم السنوي للجمعيات الخيرية، وقد ترك غالبية الأثرياء على سبيل المثال في الولايات المتحدة ما معدله 28 في المئة من أصولهم لمصلحة الأعمال الخيرية حسب ما قام به مسح مصرف (يو بي اس) لثروات 2200 أميركي من الأثرياء».

وذكرت دراسة«غيلمان، روزنبرغ وفريدمان»ان«المتبرعين غالبا ما يختارون جزافا الجمعيات الخيرية التي يتبرعون لها. إلى ذلك فإن 9 في المئة فقط من المتبرعين الأثرياء لديهم خطة لعطائهم الخيري».

وبينت الدراسة أيضا أن الأثرياء يشعرون بمزيد من الارتياح بفضل العمل التطوعي وإعطاء المال. وقالت ان«20 في المئة فقط يعتبرون التبرع كهدايا مالية».

ووجدت الدراسة ان الأثرياء في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة يتبرعون أكثر إلى المنظمات الدينية بنسبة 42 في المئة والمنظمات الطبية 42 في المئة.

ويميل المتبرعون الأكبر سنا في الغرب لإعطاء المزيد من التبرعات لمصلحة المؤسسات التقليدية مثل دور العبادة والكنائس، في حين يركز المانحون الأثرياء الأصغر سنا على التبرع لمصلحة مكافحة الأمراض ومنظمات الأطفال ودعم التعليم.وتبين أن أكثر من نصف المانحين في دراسة قام بها مصرف «يو بي اس» يفضلون أن تبقى تبرعاتهم مجهولة. وأضافت الدراسة أن الأثرياء يتبرعون أكثر من أجل المساهمة الخيرية وأيضا لأسباب اخرى منها الحد من ضرائبهم وأيضا بدافع ووازع ديني أو روحي.

وفيما ذهبت أكثر تبرعات العرب للمساعدات الإنسانية، اهتمت مؤسسات وشخصيات غربية ثرية بالتبرع للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وللتعليم والبحث العلمي، حيث تبرعت على سبيل المثال عائلة بالفتنيك الأميركية الثرية بنحو 50 مليون دولار لتشجيع البحث العلمي وتطور معارف الطلبة في جامعة هارفارد حسب بيان المتبرعين على موقع الجامعة.

وتعتبر المجموعات اليهودية من أكثر الأطراف التزاما بالتبرعات حيث إن المؤسسات والشخصيات اليهودية حسب «فوربس» وحسب موقع «فورورد» من أكثر المتبرعين في العالم للمنظمات الخيرية التي تدعم أساسا تعليم الأطفال تعليما جيدا، ودعم كبار السن ودعم العلوم والجامعات وتقديم المنح الجامعية إضافة إلى دعم النشاط الصهيوني ودعم دولة إسرائيل. وحسب موقع «فورورد» فإن «هناك نحو 3600 منظمة يهودية عالمية تستقطب سنويا أكثر من 26 مليار دولار كتبرعات توجهها لتمويل برامج دعم فئات من اليهود وغير اليهود في العالم. وتوزعت تبرعات اليهود حسب القطاعات التالية: 38 في المئة لمصلحة دولة إسرائيل، 20 في المئة لدعم التعليم، 20 في المئة لدعم الصحة، 12 في المئة لدعم نشر الثقافة، و4 في المئة لدعم النشاطات الدينية».

واعتماداً على التحقيق الصحافي الذي أجراه موقع «فورورد» فإن نحو «500 مؤسسة من بينها كازينوهات ومحطات إعلامية وشركات تكنولوجية قدمت تبرعات مليارية للمنظمات اليهودية». وحسب ترتيب اهتمام اليهود في مجال التبرعات فإن التعليم يحوز على مكانة خاصة عندهم بالتبرع للمدارس والجامعات ومراكز الأبحاث بغاية تعزيز نشر العلم حيث يستقطب قطاع التعليم نحو أكثر من 5 مليارات دولار سنويا من تبرعات اليهود.

ويتبين اهتمام اليهود بالتشجيع على التعليم واعتباره استثماراً له عوائد على المدى الطويل. لكن في الدول العربية مايزال التبرع لدعم التعليم محدوداً جدا حيث إن مدارس وجامعات كثيرة في العالم العربي ماتزال متأخرة عن ركب الجامعات في العالم بسبب نقص البنى التحتية التكنولوجية خصوصا بالاضافة إلى نقص في الأجهزة وبيئة التعليم والمنح لمواصلة الدراسات العليا.

التعليقات (1)

    عراقي مغترب

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    العرب شاطرين بالكذب والنفاق واذا كان لديهم مال يستغلون به فقراء الناس ويمارسوا كل امراضهم وعقدهم النفسية ضد ابناء بلدهم ولكنهم في نفس الوقت يتملقون للاجنبي وكما قال الشاعر (عبيد للاجانب ولكن على ابناء جلدتهم اسود)
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات