وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية وتحديداً البيت الأبيض بأعلى مستوياته «غير مرتاح» للتغييرات في المشهد السوري و «قلق من استفادة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة من الانتصارات الأخيرة في إدلب وجسر الشغور» في شمال غربي البلاد. وإذ لا تبدو أن هناك خطة محددة في جعبة الإدارة، هناك «تذمر واضح من الدور التركي قبل غيره في هذه المعادلة الجديدة على الأرض»، وفق المصادر التي اشارت الى ان ادارة اوباما «تحاول ابقاء الجانب الخليجي بعيداً من هذه التطورات، واستمهال تزويد أي أسلحة نوعية مثل مضادات للطائرات الى ما بعد تجهيز المعارضة التي تشرف على تدريبها واشنطن».
وأشارت المصادر الى «تضارب واضح» في موقفَي البيت الأبيض والخارجية حول دعم المعارضة ما بين «انفتاح أكبر» من الوزير جون كيري وفريقه لدعم الثوار وهو ما نقله كيري لرئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة و «تفضيل» البيت الأبيض وتحديداً مستشاري أوباما سوزان رايس وروب مالي «الإبقاء على مسافة من الثوار والبقاء بعيداً من الحريق السوري». وينقل أحد الذين التقوا مالي أخيراً قوله إن الإدارة مستعدة «للتعايش مع (نظام) أسد ضعيف وعلى شفير الاستسلام».
وتبدو أن أولوية البيت الأبيض تكمن في «احتواء خطر الإرهاب في سورية بالضغط على الجانبالتركي لمنع تسلل المقاتلين، واستكمال الضربات الجوية بوتيرة غير كافية لإحداث تحول نوعي على الأرض»، وفق المصادر.
كما تحاول واشنطن العمل مع روسيا والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «إنضاج حل سياسي رغم أن التحولات على الأرض تفاجئها وتسابق تحركاً كهذا»، ما يعني أن هذه التحولات «قد تضع الإدارة أمام معطيات جديدة حذّرت منها في السابق مثل خوض معركة دمشق، أو إيصال مضادات للطائرات للثوار على الأرض».
التعليقات (12)