عدوٌ بلبوس صـــديق!

عدوٌ بلبوس صـــديق!
في العلاقة بين إيران وإسرائيل، لن نلتفت الى حقائق دامغة توضح أن ادعاءات ونفاق الملالي لم يكن إلا لخداع محيطهم والعالم ، ولنشر إمبراطورية الزيف والحقد. لن نلتفت إلى الإستثمارات والشركات الإسرائيلية بمليارات الدولارات داخل الأراضي الإيرانية، ولا إلى تلقي آلاف اليهود التعليمات من الحاخام الاكبر الايراني، ولا الى انتشار المعابد اليهودية في طهران والتي تجاوزت المائتين، ولا لإذاعات تبث من داخل اسرائيل ليهود إيران وبتمويل يهودي إيراني، ولا لكون أكبر حاخامات إسرائيل من أصل أصفهاني ولا لكون رئيس الدولة "كتساف" ووزير الدفاع "موفاز" من أصل إيراني، ولا إلى العلاقات الروحية والتاريخية : /جثمان بنيامين/ أو /شوشندخت اليهودية زوجة يزدجرد/ أو / كورش / مخلّص اليهود؛ ولكن نلتفت إلى ذاك الذي يأتيك ويقول هناك فرق بين إسرائيل وإيران بالنسبة لقضايانا العربية ؛ وإن الصراع مع اسرائيل وليس مع إيران؛ و يسوق حججاً خميرتها حق يراد به باطل مستأصلة بالتقية التي تفني الآخر إن لزم الأمر. و من بين حجج هؤلاء:

* إسرائيل كيان دخيل وايران دولة أصلية في المنطقة!

لا يختلف اثنان على أن اسرائيل كيان مغتصب دخيل استعماري، ولكن أصالة ايران لا تبرر لها وضع دول المنطقة في حالة استنفار خشية على كيانها من التوتر الدائم والإرهاب المقنّع وإشعار الآخرين بالعجز والتخلّف وانعدام الوزن عبر مزاودات بالمقاومة والممانعة وتخصيص يوم للقدس؛ وهي في الوقت نفسه تنسق مع إسرائيل وتأخذ منها السلاح في محاربة العرب، وفي تنفيذ أهداف لاسرائيل، هي ذاتها لاتريد أن تظهر أنها تعمل عليها.

* اسرائيل تغتصب أرض الغير، وايران لا تفعل ذلك!

لا يخفى على أحد أن الصهاينة اغتصبوا فلسطين واحتلوا أراض عربية أخرى؛ ولكن إيران بدورها لم تقصر في وضع يدها على أراض عربية ابتداء من عربستان إلى جزر الإمارات. أوليس احتلالها – بالنيابة عن اسرائيل – للجنوب اللبناني عبر " حسن نصر الله " الإيراني احتلالاً؟ وهل يتنزه قاسم سليماني في مختلف بقاع سورية قائداً لميليشيات الحرس الثوري ولواء أبو فضل العباس وميليشيات حزب الله احتلالاً لسورية؟!

* اسرائيل تقمع حركات المقاومة وإيران تدعمها!

الأمر الطبيعي أن تقمع اسرائيل حركات المقاومة الحقيقية؛ ولكن يكفي ايران أنها تقمع من يريد أن يقاوم إسرائيل حقاً بوضعه تحت عبائتها وإجباره على رفع أو إخفاض وتيره المقاومة بما يخدم أغراضها وأغراض اسرائيل حصراً.

ألم تجعل إيران من الجنوب اللبناني بأهله حقل تجارب تشعل فيه وتحته النار بما يخدم اسرائيل من نسفها لأي مصداقية لأي مقاومة حقيقية. وهل كانت المقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية لاسرائيل في الجنوب اللبناني حالة غير مقلقة لاسرائيل حتى تقطع إيران دابرها، وتحول الجنوب اللبناني إلى منطقة عازلة لحماية شمال اسرائيل مستبدلة بالتعاون مع اسرائيل سعد حداد وانطوان لحد بحسن نصر الله وزمرته؟!

* اسرائيل تدعم الدكتاتوريات.. وإيران تقاومها!

أي مقاومة تقاومها ايران للدكتاتوريات؟ وهل بدعمها لمن يقتل شعبه مقاومة لاسرائيل، أم خدمة تاريخية تشترك بها مع اسرائيل في الإبقاء على مدمر بلده وقاتل شعبه؟! ألم تكن أيام دكتاتور سورية معدودة لولا التوافق الاسرائيلي – الأيراني في الإبقاء على القاتل عبر الرخاوة الأمريكية أمام اللوبي الصهيوني الخادم لاسرائيل وعبر النذالة البوتينية الخادمة للصهيونية ولايران معاً؟!

* اسرائيل تسرق المقدرات والخيرات وأيران لا تفعل ذلك!

أمر طبيعي أن تسرق اسرائيل المحتلة المقدرات العربية وتقتل خبراتها. ألم تفعل ايران الشيء ذاته بعلماء العراق ؟! ألم يكن حرسها الثوري وراء تصفية ( خلية الأزمة) السورية عندما كانت تلك الخلية تتواصل وتبحث عن حل للكارثة السورية؟!

* اسرائيل مركز نووي.. إيران نوويها سلمي!

نووية إسرائيل بقرار غربي أوربي أمريكي يعود إلى عام 1954. سرطان يجب أن يكون قاتلاً وقادة الكيان لا يخفون ذلك. أما ايران الملالي التي أفتى مرشدها بأن مشروعها النووي سلمي فهي تمارس الدهاء والدجل ومشروعها امتلاك سلاح نووي دون أن يكون كيانها مهدداً كما حال الإدعاء الاسرائيلي. ولا غاية لنزعتها النووية إلا إطباق أنياب الكماشة مع اسرائيل وايران والتي وجدت استطالاتها بالحوار مع الستة الكبار.

* اسرائيل ضد أي مشروع وحدوي.. إيران تدعم توافق العرب!

أمر طبيعي أن تقاوم اسرائيل أي حالة إجماع عربية؛ ولكن ايران التي تدعي عكس ذلك ما فتئت تنشر العداوة ليس على خطوط مصلحية بين الدوائر العربية بل على أسس مذهبية أعادت إحياءها من عصور توتر غابرة. هناك معابد يهودية لاتزال قائمة في الحواضر العربية. ما قالت اسرائيل يوماً أنها تدخل منطقة عربية للدفاع عن تلك الأوابد. أما إيران- فتحت يافطة زينب وسكينة - فإنها خربت سورية وشردت أهلها عبر أداتها الرخيصة سلطة دمشق.

* اسرائيل تهجّر

أيضاُ الاستعمار الاستيطاني يهجر ويشرد ليتمكن من الأرض المحتلة. وهل فعلت ايران أقل من ذلك عندما أصبح نصف أهل سورية مشردين بفضل املاءاتها وأفعالها في سورية.

إسرائيل عدو واضح يحتل الأرض العربية، ويعرف ذاته، ويعرّف عن الكيان الصهيوني المغتصب كجزيرة ضمن محيط معادٍ؛ أما ايران فإنها تقدم نفسها عبر تقيّتها ودجلها صديقاً حريصاً على المقاومة والممانعة، ولكنها فعلياً تمضي نهارها مع اسرائيل محتلة الأرض العربية وتنام ليلها مع ما تسميه الشيطان الأكبر. وهذا يتضح مؤخراً عبر إطار اتفاقها مع أمريكا. ولكن مصيبتها كيف تسوّق نهاية هذه الكذبة التي عاشتها وعيّشتها لسبعين مليون ايراني بعد غياب " الشيطان الأكبر".

غريب إصرار ملالي إيران أن يجعلوا من إيران إسرائيل أخرى دون أن يلبسوا الثوب الصهيوني. على كل حال؛ عمر الكذب قصير، وتدور الدوائر على الدجالين؛ وهذا امر حتمي. إسرائيل ستبقى إلى أبد الآبدين عدواً محتلاً مغتصبا للحقوق؛ ولكن أهم ما قام به الملالي من إجرام بحق العرب عامة والسوريين خاصة هو أنهم جعلوا من إسرائيل وإجرامها مسألة يمكن أن تُقارن بأي جريمة ارتكبت بحق شعب من الشعوب . يكفي هذا الإنجاز ليحتلوا المكان ذاته في العقل العربي والسوري خاصة كنظام إرهابي مجرم أيضاً إلى أبد الآبدين.

التعليقات (1)

    سوري مهججر

    ·منذ 9 سنوات أسبوعين
    أخيرا استطعت يا دكتور يحيى بنظرتك الثاقبة كشف حقيقة ما يسمى الثورة الاسلامية وماذا تريد في المنظقة العربية، ولك عشرة على عشرة ثابر والى الامام
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات