آن الأوان لتتحرك تركيا وأرمينيا!

آن الأوان لتتحرك تركيا وأرمينيا!
إحياء ذكرى «مئوية الأرمن» سوف تنتهي قريبا، لكنها ستترك وراءها مزيجا من الغضب والارتياح على كل من الجانبين التركي والأرميني.

على الجانب التركي، هناك الكثير من الغضب من مواقف بابا الفاتيكان والبرلمان الأوروبي والبرلمان الألماني بسبب تأكيدهم على أن المذابح التي تعرض لها الأرمن على أيدي العثمانيين في 1915 كانت «إبادة جماعية».

وسيكون هناك ارتياح أيضا على الجانب التركي لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن يستخدم عبارة «إبادة جماعية» ـ بحسب ما تؤكد التقارير الواردة من واشنطن- في رسالته بمناسبة الذكرى المئوية للأرمن في 24 أبريل.

وعلى الجانب الآخر، سيشعر الجانب الأرمني بالارتياح بسب تصريحات بابا الفاتيكان والبرلمان الأوروبي والبرلمان الألماني.

لكن الجانب الأرمني سيشعر بخيبة عميقة للأمل والغضب مرة أخرى لأن الرئيس أوباما، مثل جميع الرؤساء الأمريكيين الآخرين، رفض الإشارة إلى ما حدث مع الأرمن على أنه «إبادة جماعية».

بعد مرور الذكرى المئوية، سيستمر هذا السجال العاطفي بين الطرفين مع استمرار الجدل حول المذابح الأرمنية بشكل أو بآخر.

هذا الأمر سوف يسمم أي فرصة للمصالحة بين تركيا وأرمينيا، بالرغم من أن التواصل الإنساني بين الشعبين اليوم أكثر من أي وقت مضى.

فرص المصالحة بين الدولتين ستبقى بعيدة حتى تقرر تركيا وأرمينيا، كدولتين مستقلتين جارتين، العمل على تحطيم هذا الجدار الذي يبدو صلبا.

لذلك على هاتين الدولتين العودة إلى خارطة الطريق التي أشارت إليها «بروتوكولات زيورخ» التي اتفقتا عليها في 2009 لكنهما فشلتا في تطبيقها.

إن قيام رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بإرسال تعزية إلى الأرمن هذا الأسبوع، سواء كانت صادقة أو مجرد لعبة سياسية للتأثير على الرسالة التي سيبعثها أوباما إلى الأرمن، تلزم تركيا بمسار جديد تجاه القضية الأرمنية.

أهم ما قاله أوغلو في رسالته هو أن «الواجب التاريخي والإنساني لتركيا يقتضي تؤيد ذكرى الأرمن العثمانيين والتراث الثقافي الأرمني».

تأييد ذكرى الأرمن يجب أن يشمل فهم ما حدث لهم في 1915. وتأييد التراث الأرمني يعني إظهار مزيد من الاحترام لما بقي من الحضارة الأرمنية في الأناضول.

الحفاظ على هذين الالتزامين سيساعد على تخفيف التوتر بين أنقرة ويريفان.

لذلك على أنقرة أن تثبت مصداقية داود أوغلو في هذا الخصوص. كما أن على أنقرة أن تتوقف عن الاختباء وراء مشكلة ناجورنو كاراباك بين أذربيجان وأرمينيا. هذا يتطلب إقناع أذربيجان أن تركيا تقدر علاقاتها معها، لكن مصالحها تتطلب أيضا تقاربا مع أرمينيا.

إذا استطاعت تركيا أن تفعل ذلك ستكون في وضع يسمح لها بلعب دور أقوى في استعادة السلام إلى منطقة القوقاز. هناك أمور يجب أن تفعلها أرمينيا أيضا.

إذا أرادت أرمينيا أن تحتفظ باعتقاداتها حول ما حدث في 1915، سيكون عليها أن تضمن أن لا يقف ذلك حاجزا أمام علاقاتها مع تركيا. إذا أظهرت كل من تركيا وأرمينيا ما يكفي من الشجاعة لتقوما بما يتوقع منهما العالم أن تفعلاه، فسيكون هناك فجر جديد لكلا البلدين.

إذا لم تفعلا ذلك، سيستمر الجدل حول المجازر الأرمنية بلا نهاية، ولن يكون ذلك في مصلحة أي من البلدين.

* المصدر: صحيفة (مكة) 26/4/2015

التعليقات (4)

    اب فراس الكردي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الصلح سيد الأحكام، و يجب العمل على حل هذا الخلاف التاريخي و الإبادة (إن حصلت) فقد صارت موضوعاً للمتاجرة به من قبل من لا يهمه الشعب الارمني، لكنه يريد الشر لتركيا

    احمد عبد الله

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    احيي تركيا وارفض الاعتراف بالمجازر ضد الارمن ... حتى تعترف ايطاليا بمجازرها في ليبيا .. وتعترف فرنسا بمجازرها في سوريا والجزائر... وتعترف انكلترا بمجازرها في 20بلد واكثر حول العالم .. وتعترف اسبانيا والبرتغال ايضا وتدفع معا ما يعوض هذه الشعوب عما ارتكبوه من جرائم ..... ساعتها نقبل ان يكون هناك تحقيق حقيقي بالمجازر التركية لنعرف هل حقا هناك مجازر ام انها كذبة

    Mal

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الأرمن خانو القوقازيين وتحالفو مع روسيا آنذاك وقتلو من اهل القوقاز نصف مليون في حين ان قتلا الأرمن 300000 فقط اي اقل من اهل القوقاز وهجروهم واستولو على دولهم ,,يجب على الأرمن وروسيا ارجاع بلادهم والاعتراف بهم قبل اعتراف تركيا لهم

    Mortaza

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    Viva to Armenia
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات