يوم ميلاده كان يوم وفاته: رحيل الممثل إبراهيم يسري!

بعد صراع مع المرض في القاهرة يوم أمس الممثل المصري إبرهيم يسري عن (65) عاماً، إثر تعرضه بشكل مفاجئ لأزمة صحية، أدخل على إثرها إلى المشفى وتم دفنه بمدافن الأسرة عقب صلاة الظهر اليوم الثلاثاء.

من التجارة إلى التمثيل!

وُلد إبراهيم يسري بالقاهرة عام 1950، ودرس بكلية التجارة لمدة عامين، قبل أن يتركها وينضم لمعهد الفنون المسرحية الذي تخرج منه حاصلاً على درجة البكالوريوس عام 1975

اتجه يسري بعد ذلك لممارسة مهنته وهوايته المفضلة التمثيل، فالتحق بمسرح الطليعة، وقدم عليه أكثر من تجربة مسرحية، قبل أن تخطفه شاشة التلفزيون في بداية الثمانينات حيث شارك بالعديد من المسلسلات منها (أهلاً بالسكان) 1984 و(المحروسة 85) و(رحلة أبو العلا البشري) للمخرج محمد فاضل و(الشهد والدموع) للكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج اسماعيل عبد الحافظ، الذي شارك في العديد من الأعمال التي حملت توقعيهما وأشهرها (ليالي الحليمة)، حيث بدا ممثلا لأدوار الشاب المصري، الذي يحمل هموماً اجتماعية واقتصادية، ويبحث عن مستقبل تطحن فيه الطبقة المتوسطة، في ظل أزمات دأب المجتمع المصري على مواجهتها في الثمانينات!

فهم

ي فارويلة.. والمال الحرام!

في بداية تسعينيات القرن العشرين، قدم إبراهيم يسري أحد أشهر أدواره التلفزينية، حين أدى في مسلسل (المال والبنون) للكاتب جلال الدين عبد القوي والمخرج مجدي أبو عميرة، شخصية (فهمي فارويلة) الرجل الذي نأى بنفسه عن تركة والده مجهولة المصدر والمشكوك في مصادر جمعها، وذهب ليكسب لقمة عيشه بعرق جبينه... وهو ما كرسه في أدوار إيجابية التصقت به، جسد فيها شخصية الإنسان العصامي المتمسك بالمبادئ لاحقاً.

كان إبراهيم يسري نجم الأدوار الثانية في دراما التسعينيات التلفزيونية، حين شارك عام 1991 في مسلسل (ضمير أبلة حكمت) للكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إنعام محمد علين والذي كان أول تجربة تلفزيونية لفاتني حمامة، ثم الجزء الرابع من (ليالي الحلمية) عام 1992، والجزأين الأول والثاني من (المال والبنون) عامي 1992- 1993 فضلا عن مسلسلات: (إمرأة من زمن الحب، هوانم جاردن سيتي، حين لا يغيب القمر، القلب يخطئ أحياناً) ناهيك عن أدواره التاريخية في مسلسلات: (عصر الأئمة) و(أبو حنيفة بن النعمان) و(الليث بن سعد) وصولا إلى آخر أعماله التاريخية (صدق وعده) عام 2009.

حضور سينمائي محدود!

لم يحصد إبراهيم يسري حضورا قوياً في السينما، فقد كانت أدواره محدودة، قياسا لحضوره في التلفزيون، أول أعماله السينمائية كان "البريء والمشنقة" عام 1986، أول أفلام إبراهيم يسري وشارك بنفس العام بفيلم (عودة مواطن) للمخرج محمد خان، و(الإرهابي) مع عادل إمام للمخرج نادر جلال عام 1994، ثم (إمرأة هزت عرش مصر) مع المخرج ذاته عام 1995.

استمر إبراهيم يسري بقوة في دراما مطلع القرن الحادي والعشرين كما في: (أمانة ياليل) و(الليل وآخره) و(ملك روحي) 2003 و(أصحاب المقام الرفيع) و(أهل الرحمة) و(بطة واخواتها) (عيب يا دكتور) 2004 (غدر وكبرياء) و(الجانب الآخر من الشاطىء) و(أماكن في القلب) 2005. (القاهرة ترحب بكم) 2006 (قلب الدنيا) و(قلوب تائهة) 2006 و(راجل وست ستات) 2008، كما ظهر ضيف شرف في مسلسل (الجماعة) الذي تناول قصة نشوء الإخوان المسلمين وأنتج عام 2010، وفي مسلسل (عابد كرمان) عام 2011 الذي يروي قصة من ملفات المخابرات المصرية ودراما الجاسوسية المطعمة بـ "الخيال الوطني"!

رحيل في يوم الميلاد!

رحل إبراهيم يسري يوم عيد ميلاده الخامس والستين، وكتب ابنه الممثل محمد، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى، حين كان والده يرقد في غرفة العناية المركزة بالمشفى:

"أنا طول عمرى بحاول أنى مطلبش أى حاجة من أى حد.. بس النهاردة 20 أبريل عيد ميلاد أبويا.. ضهرى وسندى في الحياة.. أبويا بقاله أكتر من يوم فى العناية المركزة.. أرجوكم والنبى ادعولوا بالشفا.. أرجوكم".

لكن دعوات من استجابوا لندائه، لم تدفع قدر الأجل المحتوم... فرحل والده تاركاً خلفه عشرات الأعمال الفنية، وسيرة هادئة، بعيدة عن فضائح نجوم الفن، ومقلة في حواراتها التلفزيونية والصحفية.