وكان الزائر الاميركي اعتبر بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ان دعم “حزب الله” نظام الأسد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع والمعاناة ويقدم لـ”داعش” أداة لتجنيد المقاتلين ويدفع بالمزيد من اللاجئين الى الفرار الى لبنان”, مؤكداً أن “أعمال حزب الله في سورية سيئة لشعبي سورية والبنان كما ان ديكتاتورا وحشيا مثل بشار الاسد لا مكان له في مستقبل سورية”. وفيما وضع “مستر بلينكن” إصبعه على الجرح اللبناني النازف, لم يكلف نفسه عناء وصف الدواء له على الرغم من تكراره تلاوة أسطوانة “معلمه” في واشنطن من ان الولايات المتحدة “تعزز قدرات الحكومة اللبنانية على حماية الشعب وهزيمة المتطرفين وتأمين الحدود”, من دون ان يشير بالاصبع الى هؤلاء “المتطرفين” الذين يعتبرهم اللبنانيون “ليسوا سوى وجه العملة الآخر لداعش والقاعدة وجبهة النصرة وبوكو حرام وطالبان وابوسياف, وجميع قطاع الطرق والرؤوس والأرزاق وقتلة الاطفال والابرياء حول العالم”, حسب عضو بارز في لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني (البرلمان).
وتوقع البرلماني البريطاني أن تتركز تداعيات الاتفاق النووي الاميركي – الايراني على إمكانية شموله “اخراج اسرائيل من الاجندة الايرانية نهائياً”, وهذا الاخراج مطلوب من الرئيس باراك أوباما لإقناع الاسرائيليين وحلفائهم وأعدائهم الداخليين والخارجين به, كي تكون خاتمة حكمه سعيدة, في الوقت الذي تتخوف فيه استخبارات دولية, خصوصاً روسية, من “تصفيته جسدياً, بسبب انجازه هذا الاتفاق النووي الذي يطلق يد الإيرانيين في صناعة القنبلة النووية غداً أو بعد غد أو بعد عشر سنوات”.
وقال البرلماني لـ”السياسة”, امس, إن أوباما ليس مهتما كثيراً لغضب الخليجيين والعرب ومصر وتركيا وباكستان من خطوته النووية هذه, بقدر اهتمامه برضى اسرائيل واليهود الاميركيين, خصوصاً انه يأخذ على المنضوين تحت راية تحالف “عاصفة الحزم” عدم حماستهم للتحرك عسكرياً ضد نظام الأسد وترك عبء الخلاص منه على عاتق الولايات المتحدة, مقابل حماستهم الشديدة لتأديب الحوثيين وعلي عبدالله صالح بهذا الجهد العسكري الهائل في اليمن.
وقال النائب العمالي في البرلمان البريطاني ان دعوة أوباما قادة الخليج العربي إلى اجتماع في كامب ديفيد “يبدو حيوياً جداً له في جس نبضهم, ليس بشأن حرب اليمن وتداعياتها وحسب وما إذا كانوا يطالبون بدعمهم لوجستياً بعدما بدأت طائرات النقل الأميركية العملاقة تنزل مئات الأطنان من ذخائر وصواريخ المقاتلات السعودية والاماراتية والبحرينية والقطرية في مطاراتها, بل بشأن إمكانية إصلاح ذات البين بينهم وبين إيران بعد توقيع الاتفاق النووي المثير للجدل معها لنزع فتيل أي تفجير مستقبلي في المنطقة, عن طريق توقيع الخليجيين بواسطة إدارة أوباما اتفاقات منفردة أو جماعية مع دولة الفرس, مهما كانت مؤلمة لن تصل إلى مرارة الاتفاق النووي المنتهية صلاحياته بعد عشر سنوات”.
وأعرب البرلماني عن اعتقاده “ألا تنتهي قمة كامب دايفيد بأقل من الاتفاق على وضع نهاية سريعة لحرب اليمن للانتقال بعدها الى سورية, وقيام التحالف العربي بمساعدة تركيا وباكستان هذه المرة بخوض “عاصفة حزم” أخرى تطيح بشار الأسد وعصاباته قبل أن يقضي على ما تبقى من سورية”. وهنا تساءل النائب البريطاني: “وبالنسبة لكم في لبنان ماذا سيكون مصير “حزب الله” في أي حرب تحالفية على سورية? فالأميركيون والفرنسيون خصوصاً يكافحون من أجل عدم انتقال النيران إلى هذا البلد الصديق والديمقراطي, ومن أجل اجتثاث الوجود الايراني من دون تدميره بالكامل, وليس من المستبعد عندئذ أن يجري تلزيم هذه الخطوة إلى إسرائيل مقابل اعتراف عربي كامل بها في المنطقة”.
* العنوان الاصلي للمادة ( ديبلوماسي بريطاني: نقل الحرب الخليجية إلى سورية يتقرر في قمة كامب ديفيد)
* المصدر: صحيفة السياسة الكويتية بتاريخ 12/04/2015
التعليقات (1)