الإرهاب والتعذيب النفسي: سلاح الأسد الأشد فتكاً في المعتقلات

الإرهاب والتعذيب النفسي: سلاح الأسد الأشد فتكاً في المعتقلات
التعذيب النفسي هو نوع من أنواع التعذيب الذي يعتمد بشكل رئيسي على التأثر النفسي أكثر من الجسدي. على الرغم من أن التعذيب النفسي لا يعتمد على العنف الجسدي بشكل أساسي، لكن هناك ترابط بين الاثنين. فكلاهما يستخدم بشكل مرتبط مع الآخر ,وأحيانًا يمتزج الاثنان أثناء التعذيب حيث تنتج اضرار نفسية قد تستمر لمدة أطول من الأضرار الجسدية وزوالها قد يكون أصعب من الأضرار الجسدية

أساليب التعذيب النفسي التي يستخدمها النظام

يعتمد نظام الأسد هذا النوع من التعذيب بشكل واسع وبشدة وخصوصاً أن آثار هذا التعذيب لاتظهر بشكل جلي على المعتقل إلا عن قرب ويمتلك النظام خبرة وباعاُ طويلاُ في هذا النوع من التعذيب فقد استفاد بشكل كبير من أكثر الأنظمة إجراماُ في هذا المجال أولها الاتحاد السوفييتي (روسيا) حيث كان يستقدم الخبراء في هذا المجال من أجل تدريب عناصره على ذلك وقد قدمت في ثمانينيات القرن شكاوى كثيرة للمنظمات حقوق الإنسان في روسيا تتحدث عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وتروي أساليب التعذيب الفظيعة التي كانت متبعة...من هنا كان يستقي النظام خبراته بشكل أساسي.

وسنتكلم عن تلك الأساليب بالتفصيل وحسب شهادات المعتقلين الذين عاشوا ورأوا ذلك وأول ما يستخدم عند النظام هو:

الإذلال: يروي محمد (أحد المعتقلين من قبل فرع الأمن العسكري بحماة) ما حصل معه يقول: كنت جالساً في منزلي وقت الظهر وإذا بالأبواب تقرع بشده فتحت الباب فانهالوا عليي بالضرب بأيديهم بأرجلهمم بالبنادق أحسست بأني عديم القيمة والشجاعة وأنا أرى أولادي وزوجتي ينظرون إلي وأنا أضرب وأهان بكل استسلام دون أن أنطق حتى اما أمام أهل الحي فلم أكن أحسن حالاً عندما قرروا أن يلعبوا بي كالكرة فهذا يقذفني برجله وهذا بيده... يضيف مضى سنة ونصف على الإفراج عني ومازلت أذكر تلك اللحظات في داخلي بل وحتى اني اشعر بالخجل من نفسي عندما اتذكرها بالرغم من مواساة الناس لي. ما حصل مع محمد ترك داخلة ما يسمى ندبة نفسية دائمة تؤثر على مشاعره وتعامله مع من حوله وتعيق تواصله معهم بسبب شعوره بالذل أمامهم وبانه لا يستحق ذلك الموقع الذي كان عليه قبل أن يحصل ذلك معه يشار إلى أن الاعتقال بهذه الطريقة يعتبر مخالفاً للاعلان العالمي لحقوق الانسان لعام 1948 والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 حيث ذكرت في المادة 3أنه لا يجوز الاعتداء على الكرامة الشخصية وعلى الاخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة.

إزالة المؤثرات الحسية بعصب العينين

الطريقة المتبعة عند الاستدعاء للتحقيق في معتقلات الأسد هي أن تعصب عيني المعتقل حيث يوضع عليها ما يسمى (الطميشة) في تلك اللحظة يصل الفرد إلى اعلى درجات التوتر العصبي فمؤثراته الحسية ضعيفة حيث يكون معصوب العينين ومكبل اليدين وهو معرض للضرب في أي لحظة ولكنه لايعرف الجهة التي سوف يأتي منها الضرب ولا يعرف من الشخص أو الأشخاص الذين سيضربونه.

زاهر أحد المعتقلين في فرع الامن العسكري بحماة يقول: فتح السجان الباب ونادى علي وصلت للباب فوضع الطميشة على عيني وقادني لغرفة التحقيق دخلت فسمعت صوت اكثر من شخص موجود في الغرفة وسمعت صوت التلويح بالعصا من الهواء أصابني ذلك بتوتر شديد وحاولت عبثاً أن أعرف مصدر الصوت لكن بدون جدوى بل كان المارة من المحققين والسجانين يقومون بضربي أثناء مرورهم من مكان تواجدي حتى صار صوت الأقدام يرعبني. هذا الشد العصبي والتوتر إن دام لفترة طويلة قد يكون له آثار سلبية على الجهاز العصبي للفرد وقد يؤدي لتعطل بعض الوظائف الحسية.

إجبار المعتقل على مشاهدة أو سماع صوت شخص يتم تعذيبه

يتعمد نظام الأسد في معتقلاته أن تكون غرف التعذيب قريبة من زنزانات المعتقلين وعندما يبدأ استجواب المعتقلين وتعذيبهم يكون الصوت مسموعا لدى الجميع في الزنزانة في تلك اللحظة تختلط مشاعر كثيرة لدى الفرد فهو يشعر بالأسى والحزن على ذلك المعتقل الذي يعذب وأصوات أنينه وآلامه تؤلمه هو بل ويتمنى في بعض اللحظات أن يعترف المعتقل بأي شيء حتى يرتاح ويريح الآخرين من ألم سماع صوت اناته ويقول زاهر: أنه عندما تكون في التعذيب يكون الأمر أهون من أن تسمع صوت التعذيب فبالغاب تفقد إحساسك بالألم بعد فترة من التعذيب أما ذلك االخوف والقلق الذي يكون عندما تسمع صوت التعذيب فهو أكبر وأشد من التعذيب نفسه كان المعتقل الذي يعذب شاب عمره ستة عشر عاماً كنت أسمع صوت الكبل وهو يهوي عليه وأسمع صراخه وأسمع صوت المحقق يطلب منه أن يعترف بضرب حواجز النظام كان صراخه يخيفني ويرعبني وتمنيت أن يعترف ويرحمني فصوت بكائه وصراخه كان يؤلمني كثيراُ.

أما عبد الله أحد المعتقلين في فرع الجوية بحماة يقول: كنت أسمع صوت التعذيب للمعتقلين فقررت أني عندما أستدعي للتحقيق أن أقول كل ما يريده المحقق من دون مقاومة حتى لا يحصل معي مثل ما يحصل مع البقية فأصواتهم ومناظر أجسادهم عند عودتهم للزنزانة كانت كافية لي كي أعترف بما يريدونه. ما حصل مع عبد الله هو الغاية من أن يسمع البقية أصوات التعذيب وهي أن يصابوا بالرهاب والخوف مما سوف يحصل لهم ويعترفوا مباشرة بما يريده المحقق كي لايتعرضوا لما تعرض له.

ما يحصل مع المعتقلين في ظلمات سجون الأسد هو مالايراه المراقبون ولا يخضع لأي سلطة سوى مزاج المحققين والسجانين ويحس المعتقل عندما يدخل فرع الأمن أنه فقد كل حقوقه وأولها حق الإنسانية فتلك المعاملة هي لاتليق بالحيوان فضلاُ عن إنسان في القرن الواحد والعشرين.

*اختصاصي في علم النفس ومعتقل سابق في سجون الأسد

التعليقات (1)

    Chaza.Tahan

    ·منذ 9 سنوات 4 أسابيع
    ياالله مافي وجع وقهر وخوف من لحظة اعتقال حدا من أهلنا ..مافي موت وعذاب واهانات وذل ما داقوه السوريين ..ببداية الثورة ركز كتير النظام على الاعتقالات ليرهب البشر لما يبعتولون ولادون معذبة ومقتولة ومنكلة وشو في صبايا وشباب اختفوا واندفنوا احياء واهلون ناطرينون..صرنا نتمنى الموت لاهلنا تحت القصف عن الاعتقال..يارب يخفف عن المعتقلين البنات والأطفال والشباب والشيوخويعمي عنون ويشل الأيدين فبل ماتنمد عليهون وينصر ثوارنا ويرحم شهدائنا ويخلص البلد من جحيم الموت من النظام وكل أتباعو وكل مين بيساندو
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات