لم تعد الثقة بين عناصر أمن حزب الله موجودة، الثقة كما يقول العديد ممن ينتمون الى هذه الجماعة تبخّرت واصبحت من الماضي وذلك نتيجة الخوف الذي بدأ يتسرّب إلى داخل نفوس العناصر والقياديين والذي بات يتحكم في جميع تحركاتهم وافعالهم. الأولوية داخل حزب الله أصبحت اليوم للأمن وليس للعسكر. تجاوزات، اختلاسات، عمالة لإسرائيل وبيع أسلحة من داخل مخازن الحزب لتجار الاسلحة.
خلال أقل من ستة اشهر تمكنت اسرائيل عبر جهاز الموساد من تجنيد أكثر من اربعين عنصرا في "حزب الله" لم يتم الكشف عن اسماء معظمهم، واللافت ان معظم هؤلاء العملاء هم من سكان الضاحية الجنوبية لكنهم يخدمون في أماكن متعددة، وإن سألت أحد ابناء الضاحية عن سر ما يجري داخل بنية الحزب، فسيخبرك عن انشقاقات وإستقالات من اجهزته الامنية التي ما عادت تدفع رواتب عناصرها واصبحت تشغلهم فترات طويلة وإضافية من دون أن يحصلوا على مستحقاتهم كاملة.
قبل نحو عام واحد، كان معلوماً لدى البعض، أن أمن "حزب الله" منقسم إلى فئتين، الأولى تتبع لإيران ومركزه حارة حريك، والثاني يتبع للقيادة السورية ومركزه في منطقة صفير. أما اليوم زاد هذا الامن أمناً جديداً ، فأصبحت المعادلة ثلاثية أمنية بعدما استقرت مجموعة ايرانية في الضاحية الجنوبية قوامها مئتي عنصر توزعوا على مراكز عدة مثل: حارة حريك، بئر العبد، صفير، الكفاءات ومحيط صحراء الشويفات. وهنا تقول مصادر مطلعة على أجواء هذا الحزب إن التقارير التي تصل إلى مكتب الخامنئي في طهران والتي تتعلق بمعظمها حول الاختلاسات الحاصلة داخل بنية الحزب يقابلها تقارير أمنية وسياسية تصل إلى دمشق تُفشي النوايا الإيرانية المتعلقة بالوضع السوري التي يبدو أنها بدأت تتجه نحو إحداث صفقة كبيرة تتعلق برحيل الرئيس السوري بشار الأسد".
وترى الاوساط نفسها أن "هذين الامرين يُعبران عن الحالة التي وصل اليها الحزب حيث بدأت قيادته تفقد سيطرتها على معظم عناصرها الذين خرجوا عن طوعها بحثاً عن لقمة عيشهم، ليجدوها لاحقاً إما في مخازن السلاح فباعوا ما خفّ وحُمل في جنح الليل، وإما في أرزاق عامة الناس بعدما تحوّلوا إلى مافيا منقسمة على نفسها تتوزع المغانم على اساس المناطق المُقسّمة بينها". وتلفت أيضاً إلى أن "القيادة الايرانية تسعى إلى لم الشمل مجدداً داخل حزب الله لكنها حتى اللحظة لم تنجح في مسعاها هذا خصوصا وان اعتراضات كثيرة تطالب بإستقالة عدد من قياديي الحزب على رأسهم رئيس لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا".
ومن ضمن التباين الواضح بين قيادييّ الحزب، تكشف المصادر عن "خلافات عميقة ظهرت خلال الأسابيع الماضية بين السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم حول الأسماء التي ستتولى مراكز حسّاسة في جسم الحزب و"مقاومته" وان هذا الخلاف قد ترجم خلال الاجتماع القيادي الذي انعقد منذ اسبوع تقريبا والذي تغيّب عنه قاسم ومتوعّدا عبر مقربين منه بفضح العديد من الارتكابات داخل الحزب ما لم يُصار إلى الأخذ بأرائه حول التركيبات الجديدة وتحديدا الامنية منها".
التعليقات (9)