احذر من تناول المضادات الحيوية!

وتعطى المضادات الحيوية بناء على المعطيات التي يحصل عليها الطبيب بعد فحص المصاب، وبناء على العوارض التي يعاني منها ونتائج التحاليل المخبرية.

ويتم تناول المضادات الحيوية وفقاً لتعليمات الطبيب، مع الحرص الشديد على تطبيقها بحذافيرها، خصوصاً في ما يتعلق بالجرعة والمدة من أجل ضمان استمرارية مفعول الدواء في الدم على مدار اليوم وكذلك من أجل ضمان القضاء على الميكروبات المسببة.

ولا يجوز بأي حال من الأحوال التوقف عن تناول المضادات الحيوية عند الشعور بالتحسن، فهذا التصرف يخلق الفرصة الملائمة لظهور سلالات جرثومية مقاومة باتت في أيامنا هذه تشكل تحدياً طبياً بالغ الخطورة.

والجراثيم المقاومة هي كائنات حية لها القدرة على التكيف والدفاع عن نفسها ضد المضادات الحيوية بطرق مختلفة، إحداها إفراز بعض الأنزيمات التي تقلل من فاعلية المضادات. وكلما زاد استعمال المضادات الحيوية زادت المقاومة الجرثومية، خصوصاً إذا تم استعمالها عشوائياً أو بجرعة غير مناسبة أو لمدة غير كافية.

وما يزيد الطين بلة، على صعيد المقاومة الجرثومية، هو أن كثيرين من المصابين بأمراض فيروسية، خصوصاً الإنفلونزا، يتناولون المضادات الحيوية ظناً منهم أنها تنفع، وهذا غير صحيح البتة، فالمضادات الحيوية لا تؤثر على الفيروسات لا من قريب ولا من بعيد.

ويعد الاستهلاك الزائد للمضادات الحيوية أثناء هجمات الإنفلونزا في فصل البرد السبب الرئيس لتزايد مشكلة المقاومة الجرثومية، لذلك يقترح الباحثون التقليل من تناول المضادات من خلال التلقيح ضد الإنفلونزا، إضافة إلى تثقيف كل من المريض والطبيب على حد سواء حول كيفية وصف المضادات الحيوية، خصوصاً أن كثيرين من المرضى يستعملونها في شكل عشوائي من دون تحقيق أي فائدة من وصفها، وهنا قمة الكارثة، لأن هذه المشكلة باتت تشكل خطراً على الصحة العامة وعلى الاقتصاديات الصحية للبلدان.