بعد خسارته لليرة... هل يخسر النظام معركة الخبز أيضاً؟!

بعد خسارته لليرة... هل يخسر النظام معركة الخبز أيضاً؟!
الخبز هو خط أحمر طالما كانت هي العبارة السحرية التي يطلقها النظام مع حكوماته المتعاقبة، والعبارة التي يتفاخر بها المؤيدون ويتبعونها بالقول: رغم كل الحرب الدائرة والمؤامرة الكونية ما زالت ربطة الخبز بـ15 ليرة سورية.

أما الحقيقة فهي عكس ما كانوا يرددون, هم خسروا هذا الخط الأحمر قبل الإعلان عنه عندما رفع النظام سعر ربطة الخبز إلى 25 ليرة ومن ثم بعد أقل من شهر إلى 35 ليرة سورية، ويترك للسوق حرية تسعير بقية أنواع الخبز ومكوناته.

أخيراً بدأت الخسارة بالوضوح أكثر، وبدأت اعترافات أركانه بان الخميرة الإيرانية هي السبب في سوء الخبز المصنوع، وهي التي تتسبب في الرائحة البغيضة التي تنتج عن الخبر بعد وقت قليل من خروجه من الفرن، وذهبوا إلى أبعد من ذلك في أنهم بدؤوا يستخدمون الشعير في صناعة الخبز وهذا ما يترك لوناً أسمراً على الرغيف، وأنهم ربما بدؤوا يعيدون حساباتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية والمواسم المتعثرة، وأخيراً الحصار المفروض على البلاد، ونوعية القمح المستورد وهو من إيران الحليفة وروسيا الصديقة، وهذا يعين أن وداعاً للخبز السوري الأبيض؟.

على الأرض ما زال المسؤولين عن الأفران الاحتياطية يتاجرون بخبز المواطن من خلال افتعال الأزمات، وصناعة الزحمة من أجل توفير الغطاء لعملائهم من باعة الخبز الذين يقبضون منه أتاوات وعموله، ومن ثم يبع هؤلاء الربطة بـ 75-100 ليرة كما يجري أمام أكبر تجمع للأفران الاحتياطية في (المزة- ركن الدين).

أما كيف يتعامل النظام وأتباعه مع المواطنين أمام الأفران فالأولوية للعسكري الذي يدافع عن الوطن ومن ثم يأتي دور المواطن، وفي بعض الأماكن في ريف دمشق والتي لا يأمنها أتباع النظام يقومون بمنع بيع الخبز للمواطنين إلا في ساعات محددة وبعدد محدود من الربطات، وينقل أحد المواطنين أن المساعد المسؤول عن حراسة الفرن قال لهم ذات يوم: (أنتم لا تستحقون أن تأكلوا خبز الوطن...يا خونة).

الخبز اياً يستخدم في حصار المناطق التي وقعت مع النظام هدناً ووقف اطلاق نار كـ (المعضمية وبرزة)، وأما بقية المناطق كـ (ببيلا ويلدا) فيسمح بدخول الخبز بأعداد قليلة، ولكن الطامة الكبرى هي منا يحدث في مخيم اليرموك والغوطة الشرقية فقد وصل سعر ربطة الخبز ما بين 400-600 ليرة سورية هذا إن وجدت.

وقد شهدت أسعار الخبز (الصمون) ارتفاعات متلاحقة فوصلت حالياً إلى 200 ليرة للكيلو غرام بعد ان كان سعره قبل الثورة 35 ليرة سورية، وكذلك الكعك والمعجنات التي وصلت إلى أسعار قياسية.

النظام في حربه الكلامية كان يتبجح بانتصاراته وحفاظه على البيرة والخبز ولكن بعد أن سقطت الليرة وتجاوزت الـ 250 أمام الدولار بدأت بوادر انهياراته المتتالية وسيكون الخبز أخر خطوطه الحمراء أمام مؤيديه قبل المعارضين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات