وكانت حسابات على تويتر لناشطين من الأهواز العربية قد نشرت صوراً لهذه الآليات، وقالوا إنها تحاصر "المحمرة" وتتموضع في مفاصل المدينة الأساسية بعد التظاهرات الكبيرة التي عمت المدينة، وهناك توتر كبير في المدينة بعد المظاهرات الضخمة في اليومين الماضيين.
بوعزيزي الأهواز
وقالت منظمة حقوق الانسان الأهوازية في بيان لها أن يونس عساكرة ( 34 عاما) كان قد أضرم النار بجسده أمام بلدية المحمرة، يوم السبت 14 آذار، احتجاجا على مصادرة عربته لبيع الفواكه التي كان يعتاش منها ويؤمن قوت عياله.
وأضافت المنظمة في بيان لها بأن السلطات الإيرانية لم تهتم بوضع يونس الصحي ولا حتى تكاليف علاجه، حيث أنه كان قد نقل الى مستشفى "مطهري" في طهران بعد ما عجز الأطباء في مستشفيات المحمرة والأهواز من علاجه إثر تعفن الجروح البليغة التي نتجت عن حروق طالت جسمه بنسبة 90%.
وبحسب بيان المنظمة فالنظام الإيراني لم يحاول حتى التحقيق بالحادثة، بل قام بتحذير عائلة يونس من "اقامة مراسم عزاء له خشية حصول تجمع احتجاجي كما حدث قبل أيام في ملعب الغدير في الأهواز حيث هتفت الجماهير العربية " كلنا يونس" تضامنا مع الشاب العامل الذي أحرق نفسه كحركة احتجاجية على الظلم والتمييز والتعامل العنصري".
وتحول موكب التشييع يوم الاثنين الماضي إلى مظاهرات عنيفة ضد نظام الاحتلال الإيراني، حيث تقاطر اهالي الأهواز من مختلف المدن والقرى للمشاركة في التشييع وتعالت الهتافات المطالبة بانهاء الاحتلال وحصول الأهواز على استقلالها.
تأتي هذه الأحداث بعد أيام على اندلاع مواجهات عنيفة اندلعت بعد هجوم عناصر النظام الإيراني على مشجعين أحوازيين، رفعوا لافتات باللغة العربية تحيي فريق الهلال السعودي الذي جاء إلى الأهواز العربية للمشاركة في مبارة مع فريق "فولاذ خوستان" في دوري أبطال آسيا.
واندلعت شرارة المشكلة بعد رفع الجماهير الحاضرة لافتة قالوا فيها: "الهلال العربي أهلاً فيك في ديار الأهواز العربي" ليقوم النظام الإيراني بالقبض على المشجعين الذين رفعوا اللافتة وتبدأ بعدها المواجهات لتعم المدينة، حيث هاجمت الجماهير عناصر الأمن الإيراني وقامت بإحراق سيارة تابعة لها، بعد اعتداء العناصر على المواطنين الأهوازيين، ليقوم النظام الإيراني بعد ذلك بالدفع بعناصر "الحرس الثوري".
الأهواز العربية
ﺗﻌﺮف ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﺸﺮﻗﻲ واﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺠﺰر اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ "اﻷﺣﻮاز" اﻟﻤﺤﺘﻞ. اﻷﺣﻮاز، ﺟﻤﻊ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﻮزة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، هكذا ﻳﺪﻋﻮا اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻌﺮب هذا اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ . كان اﻟﻔﺮس ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻰ هذا اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻴﻼدي اﺳﻢ "ﻋﺮﺑﺴﺘﺎن"، اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ "ﺑﻼد اﻟﻌﺮب".
بعد الغزو المغولي للمنطقة العربية نشأت الدولة "المشعشعية" العربية (1436 – 1724م) في الأهواز، ثم أعقبتها الدولة الكعبية (1724-1925م) وحافظت على استقلالها كذلك.
وبعد تأهيل نهر كارون وإعادة فتحه للتجارة وإنشاء خطوط سكك حديدية مما جعل الأهواز مرة أخرى تصبح نقطة تقاطع تجاري. وأدى شق قناة السويس في مصر لزيادة النشاط التجاري في المنطقة حيث تم بناء مدينة ساحلية قرب القرية القديمة للأهواز، وسميت ببندر الناصري تمجيداً لناصر الدين شاه قاجار. وبين عامي 1897و1925 حكمها الشيخ خزعل الكعبي الذي غير اسمها إلى الناصرية.
وبعد عام 1920م، باتت بريطانيا تخشى من قوة الدولة الكعبية، فاتفقت مع إيران على إقصاء أَمير عربستان وضم الإقليم إلى إيران. حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزغل على ظهر طراد بريطاني حيث أصبحت الأهواز وعاصمتها المحمرة واقعة تحت الاحتلال الإيراني وأدى اكتشاف النفط في الأهواز وعلى الأخص في مدينة عبادان الواقعة على الخليج العربي إلى تمسك إيران بالمنطقة.
التعليقات (5)