كما بسط الثوار سيطرتهم على المنطقة المحيطة بحاجز قرية (برد) العسكري ذو الأهمية الاستراتيجية الكبيرة والذي يفصل بين محافطتي درعا والسويداء، ومازالت عمليات التمشيط وتنظيف مؤسسات المدينة ومنشآتها جارية حتى اللحظة، حيث تشمل فندق بصرى الشام الدولي وقلعة بصرى الأثرية والمشفى الوطني الذي عثروا فيه على جثث الشبيحة في برادات المشفى بالإضافة إلى أحياء وشوارع المدينة.
تزامن تحرير مدينة بصرى الشام مع فرار جماعي لعناصر قوات الأسد والشبيحة والميليشات التابعة لحزب "الله" وبعض من عائلاتهم في المدينة باتجاه محافظة السويداء وقراها مع تقدم الثوار في مدينة بصرى.
أفاد ناشطون من داخل المدينة المحررة بمصرع أكثر من 40 عنصراً من قوات الأسد قُتلوا أثناء المعركة، من بينهم المسؤول الإيراني (علي هاشميان) وقائد ميليشيات "اللجان الشعبية".
والحدث الأبرز بعد هروب مليشيات الأسد وعناصر حزب الله الشيعية كان إعلان مدينة السويداء رفضها لتلبية (مناشداتهم الكثيرة والمتواصلة) بدعمهم وحمايتهم ومنع تقدم الثوار في بصرى الشام، حيث قوبلت مناشداتهم برفض الشرفاء من أهالي السويداء لتعليمات قوات النظام بزج أبنائهم ضد شركائهم في الوطن، ثم انتقلت المناشدات إلى رأس النظام بشار الأسد، لتقوم ميليشيا حزب الله الشيعي بإخراج "مظاهرة" في الضاحية الجنوبية تطالب الحزب بتدخل أكبر في بصرى الشام، بينما أوردت وكالة أنباء النظام (سانا) صباح اليوم جملة يتيمة: " دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة وكرا لمتزعمي التنظيمات الإرهابية في بلدة سملين وقضت على أعداد من الإرهابيين حاولوا التسلل إلى قريتي جدية وقيطة بريف درعا"، دون أي إشارة إلى مدينة بصرى وقراها.
وكانت القيادة العسكرية الموحدة في بصرى الشام قد أعلنت بدء معركة "قادسية بصرى الشام" بتاريخ 21 مارس/آذار الجاري ، بهدف وقف تدفق عناصر حزب "الله" والحرس الثوري الإيراني إلى المدينة، وخلال خمسة أيام أنهت المعركة بانتصار ساحق حررت فيها مدينة بصرى وبعض القرى التابعة لها، رغم جميع محاولات طيران الأسد مساندة فرقه العسكرية من المرتزقة وعناصر حزب "الله"، حيث ألقى الطيران الحربي عشرات البراميل المتفجرة على المناطق السكنية في بصرى وقراها ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين من بينهم نساء وأطفال، كما استهدف أحد المشافي الميدانية، ولم تفارق سماء المدينة غارات طيران الميغ الحربية، بالإضافة إلى ضربات المدفعية لعدة أيام، إلا أن الثوار استطاعوا هزيمة المد الإيراني والأسدي بعد استهدافهم أكثر من رتل متوجه إلى مدينة بصرى الشام.
يقول (طلحة الشامي)، عضو (شبكة العمري نيوز) في بصرى الشام: "إن السبب المباشر لإعلان المعركة كان وضع حد لشبيحة المدينة واعتداءاتهم على المدنيين ومضايقتهم لهم ومن أجل إعادة أهالي المنطقة المهجرين إلى بيوتهم، كما تم حلّ المجلس المحلي الذي كان يدير المدينة والشؤون الخدمية والإغاثية وغيرها، قبل المعركة وسيتم إعادة تشكيله من جديد".
مدينة بصرى الشام التي رزحت طويلاً تحت نير احتلال حزب الله وميليشيات الأسد، تحتفل اليوم بنصر كبير بفضل 24 شهيداً بين مدني وعسكري قضوا أثناء المعركة، وبفضل استراتيجية موحدة للفصائل وتشكيلها شكلت مجلساً عسكرياً وقيادة موحدة أدت إلى التحرير ومنها حركة المثنى وفرقة عمود حوران وفرقة شباب السنة وألوية العمري ولواء المهاجرين والانصار ولواء بصرى الشام ولواء تحرير بصرى الشام وتجمع أنصار الشام وغيرها.
التعليقات (15)