صدمة!
ولم يخف السوريون المتواجدون في باريس، خلال الاجتماع صدمتهم من هذا الجمود الطويل، حيث طال انتظار السفارة لكي تبادر بانجازات ملموسة، وفي كل مرة يتم إحباط العمل على تفعيل الجالية تحت إدعاءات كثيرة، الصحافي السوري جابر البكر دعا إلى اتخاذ إجراءات سريعة اتجاه تفعيل الجالية، وعبر عن ضجره من عدم معرفة السوريين للفعاليات التي تقام سوى عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبالصدفة المحضة.
الناشط السوري (رودي عثمان) رأى أن هذه الاجتماعات شكلية واستبعد اتخاذها أي خطوات جدية تؤدي إلى تفعيل الجالية بالشكل الصحيح، وعبر عن انزعاجه من كثرة الفرص التي فوتتها الجالية بسبب التشكيلات السياسية التقليدية، أما الناشط (سليم) فقد اعتبر أن المسألة ليست بالدعوة للكثير من الاجتماعات وتأسيس عدد أخر من الجمعيات يضاف للعدد الموجود، وإنما عزا السبب لعدم وجود رغبة بالتعاون نتيجة التناحرات السياسية!
بدوره، استغرب السياسي السوري (نجاتي طيارة) من كم الجمعيات التي تتواجد بفرنسا ويتجاوز عددها سقف المئة وثلاثين جمعية ولا نسمع شيئاً عن أدوارها، بدوره الناشط شادي أبو فخر اعتبر الدعوة للاجتماع خطوة إيجابية، ولكن ليس هناك أي أسس واضحة ممكن التأسيس عليها للخروج من المأزق الحالي.
المنظمون للاجتماع بدورهم اعتبروا خلال أحاديثهم، أن الوضع الجديد يتطلب آليات جديدة للتعاطي، واستبعدوا أن تكون هذه الخطوات المقصود منها الصدام مع الائتلاف، ولكن ذلك لم ينفِ حضور الأحاديث التي اعتبرت بشكل مباشر منه أو غير مباشر أن الاستمرار في العمل على ضوء غياب أدوار فاعلة للمعارضة الرسمية ستكون نتائجه كارثية، وبدا ذلك من خلال حديث الدكتور (بشر حاج إبراهيم) الذي ركز على ضرورة إنشاء لجنة إعلامية، بينما ركز الدكتور (حسان لبابيدي) على إمكانية النقاش بين أفراد الجالية بعيداً عن التحزبات والتأدلجات التي كانت السبب وراء الفشل في الفترة الماضية، بهدف الخروج برؤية جديدة للعمل مع الجالية.
انقسامات
وكان اللافت خلال الاجتماع غياب السفير منذر ماخوس والعاملين بسفارة الائتلاف بباريس، مما عزز من حدة الانقسامات والخلافات الحاصلة بين الجالية والمعارضة الرسمية، كذلك سجل غياب كافة الوجوه السياسية في الائتلاف والمجلس الوطني المقيمين في باريس، واكتفت المعارضة الرسمية بالحضور عبر كوادر تشكيلاتها التقليدية ممثلة بإعلان دمشق و حزب الشعب، وبدت الرغبة واضحة من طرفهم، بتعطيل الاجتماع الذي يضر بالمحاصة الحاصلة بسفارة باريس، وبدت ذلك عبر المماحكة اللفظية ووضع العصي بالدواليب والإصرار على عقلية الإقصاء، وهو الأسلوب الذي طالما مارسته كوادر إعلان دمشق ومنتسبي حزب الشعب، ولذلك تعتبرهم الجالية السورية في فرنسا سبب أساسي للتعطيل.
والجدير ذكره أن اللائحة الداخلية الناظمة لعمل الجالية التي يعمل على تأسيسها، تمت مناقشتها بنداً بند خلال الاجتماع وتم الاعتراض على الكثير من النقاط وتعديل بعضها الآخر وإضافة نقاط أخرى، كما تم انتخاب مجلس إدارة مؤقت مهمته تسيير العمل والاتصال والتنسيق، على أن يعقد اجتماع موسع خلال فترة قصيرة نسبياً لاستكمال كافة الإجراءات القانونية والتنظيمية.
التعليقات (4)