أبرز التصريحات الإيرانية "الكاذبة والمخادعة" في الربيع العربي

أبرز التصريحات الإيرانية "الكاذبة والمخادعة" في الربيع العربي
لاعجب أن نسمع أخباراً كاذبة من كوريا الشمالية المنغلقة على نفسها والمغلقة أمام جميع دول العالم، ولاتوجد أي مشكلة أيضاً في التعليق على "الأكاذيب" التي تخرج من هذه الدولة، بالسخرية وروح النكتة، كونها لاتستطيع أن تمارس الكذب إلا على شعبها، كما فعلت عندما قالت لهم: إن المنتخب الوطني الكوري الشمالي وصل إلى المباراة النهائية في كأس العالم (المنصرم) وهو على وشك الفوز باللقب الحلم إذا مافاز على منتخب البرتغال.

لكن الأمر غير المفهوم، هو انتهاج إيران لذات السياسة في التصريحات على شعبها وعلى العالم، ثم نفيها، أو تجاهل إثباتها أو نفيها، أو دفعها بأشخاص من رجالات الحكم لايمثلون القامات الأساسية للنظام فيها، أو نشرها تلك التصريحات على شبكات شبه رسمية، ثم نفيها، دون أن نسمع أنها عاقبت هذه الوسيلة أو ذلك المترجم على (كذبهم).

بيان جديد للحرس الثوري الإيراني يؤكد أن "لا صحة للأخبار التي تم نقلها مؤخراً عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، والذي تضمنت كلاماً حول توافر الإمكانية في إخضاع الأردن لإرادة طهران وأفكارها".

لكن هذا النفي لايعني بالتأكيد أن القول لم يصدر عن سليماني، لأن الأمر تكرر، وصدر من وسائل إعلام ايرانية رسمية وشبه رسمية كما (وكالة فارس) و(وكالة يسنا)التي نقلت عن سليماني قوله الأخير "إن إيران حاضرة في لبنان والعراق"، وأن "هذين البلدين يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها"، وأن "بلاده بإمكانها التحكم في الثورات العربية لتوجهها نحو العدو"، وأن "هذه الإمكانية متوافرة في الأردن".

طبعاً نفي إيران لتصريحات سليماني الأخيرة، يفتح الباب للكشف عن أبرز محطات الكذب الفاضح الذي مارسته الدبلوماسية الإيرانية مراراً وخصوصاً في فترة الربيع العربي وكذلك مفاوضاتها مع الغرب.

سبق تصريحات سليماني الأخيرة قبل أيام، تصريحات لمستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني للشؤون الدينية والأقليات (علي يونسي) الذي قال:"العراق عاصمة لإمبراطورية إيران". وسبقه في تصريح مشابه أيضا مسؤول إيراني آخر.

وعلى مايبدو أن الأمور في العراق ليس كما باقي الدول التي لاتوجد فيها مليشيات إيرانية، فاكتفت طهران عن طريقة بعض برلمانيها باستنكار الموضوع دون أن يصدر أي اعتذار رسمي بذلك، أو أن الحكومة العراقية الموالية لها، لم تستنكر التصريحات، ربما لأنها باتت منذ العام 2012 تعطي إشارات تبعيتها إلى إيران بشكل رسمي وخصوصا عندما ظهرت صورة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وهو يجلس مع الرئيس الإيراني السابق ( أحمدي نجاد) بدون أن يضع علم بلاده خلف كرسيه والاكتفاء بالعالم الإيراني فقط (كما الصورة التي نشرها الناشطون حينها والمبينة أدناه)

لكن مالا تخجل منه إيران في العراق، تنفيه في غير موضع، أو تتجاهله ولاتعلق عليه، أوتستمر في خداع شعبها كما في تصريحات رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني( سيد عزت الله ضرغامي) الذي قال في بداية انطلاق الربيع العربي "أنّ توجهات ومطالب الشعوب الثائرة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط متأثرة كلها بالثورة الإسلامية في إيران".

أمّا رئيس اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني (غلام حداد عادل) فقد قال: "الثورة الإسلامية الإيرانية تمثل نموذجا للشعوب العربية الثائرة". و آية الله نوري الهمداني فقد وصف ثورة الشعب التونسي بأنها (اقتفاء لأثر الثورة الإسلامية في إيران).

لكن (الكذبة الكبرى) التي ارتكبتها السلطات الإيرانية، كانت في قمة عدم الانحياز التي استضافتها قبل عامين تقريبا، والتي حضرها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، حيث حرفت كلام مرسي في الترجمة، ولم تعلق على هذه الفضيحة، أو حتى تعاقب المترجم ولو بـ(التمثيل).

ومن الفقرات التي حرفتها، هو قول مرسي " إن الشعبان السوري والفلسطيني يناضلان بباسلة مبهرة من أجل الحرية والكرامة" فحرفتها عند الترجمة " إن شعب البحرين وفلسطين يناضلان من أجل الحرية "، وحرفت قوله أيضا " إننا نتضامن مع الشعب السوري ضد الظلم والقمع" لتصبح في ترجمة التلفزيون الإيرني " إننا نتضامن مع الشعب السوري ضد المؤامرة لمواجهة هذا البلد" وطبعاً غيرت حوار مرسي كاملاً إلى ماتريده في الترجمة الفورية التي كان يسمعها الشعب الإيراني!

الباحث الإيراني الدكتور (علي نوري زادة) مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية، قال في في حوار مع جريدة عكاظ السعودية قبل أعوام: "عندما تتحول الأكاذيب إلى استراتيجية، فالنظام الإيراني كله يعتمد على أن رجل الدين يكذب، العسكري يكذب، الحرس يكذب، فإيران أصبحت بلد الأكاذيب أمام أعين العالم. قتلوا أبرز قادة المعارضة الإيرانية وقمعوا الانتفاضة الخضراء وأنكروا ذلك، ارتكبوا المجازر وانتهكوا الحرمات واغتصبوا النساء وقالوا كل ذلك مفبرك، فجروا السفارة الأمريكية في بيروت، وفجروا مقر المارينز أيضا في بيروت، وقالوا لا علاقة لنا بذلك. العشرات من الإرهابيين يعيشون في طهران معززين مكرمين ويقول النظام الإيراني نحن ضحية الإرهاب. إن إيران هي من تزود طالبان بالأسلحة والمعدات، وأيمن الظواهري على علاقة وثيقة مع قادة الحرس الثوري. إيران هي بلد الأكاذيب ".

يرى معظم المراقبين أن علاقة إيران بالكذب علاقة أساسية لتعاملاتها مع دول العالم، لكن تصريح سليماني الأخير حول الأردن، ونفيه بعد يوم من نشره في وسيلة إعلام إيرانية شبه رسيمة، إنما يدل على استراتيجية إيران في تهديداتها لدول المنطقة، فإصدار التصريح الأخير ثم تكذيبه ربما يكون بهدف إرسال إشارات حول موقفها من أي حدث لاترغبه، سيما أن (التصريح المنفي) صدر مع إعلان الأردن رسميا مشاركتها في تدريب أبناء العشائر السورية، بهدف القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) . ومن المعروف أيضاً أن طهران تخوض في الفترة الأخيرة حرباً شرسة في منطقة حوران السورية التي تحاذي الأردن، وعلى مايبدو أنها تنظر إلى تدريب العشائر السورية هو تهيئة تلك العشائر لمواجهة إيران في هذه المنطقة.

التعليقات (1)

    عبد الله السوري

    ·منذ 9 سنوات شهر
    قال رسول الله .ﻻكسرا بعد كسرا.ومهما يفعلو لن يقدرو لن عقيدتهم باطلة.وان شاء الله سنتمكن منكم عاجل ام اجل ولنا النصر اهل السنة.بعد الكفر مافي زنب.وهم عندهم تقية وهي دين عندهم يعني الكذب عندهم دين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات