عن علم الاستقلال الذي رفض قبوله الرئيس السنيورة من معارض حموي!

عن علم الاستقلال الذي رفض قبوله الرئيس السنيورة من معارض حموي!
للحديث مع صفوح البرازي "أبو ابراهيم" نكهة بطعم"المرار" الحموي، الرجل الذي قارب أن يصل إلى عمر السبعين يجهز"أعلامه" و ليكون مستعد للمظاهرات التي ستنطلق بعد أيام في واشنطن و ذلك في الذكرى الرابعة للثورة.

تعرفه الجالية السورية بأنه الرجل الطيب الذي غادر سوريا عام 1973 خوفا من بطش النظام الذي كان يخطط لمدينته حماة و لسوريا ما يخططه من دمار قاتل، عدد كبير لا يفضلون تسمية أبو ابراهيم بالمعارض بل يطلقون عليه "ابن الشعب".

يخبرنا في جلسة خاصة أنه أدرك اجرام النظام منذ أنتفاضة حماة في عام ١٩٦٤ يقول :"عند إقتحام جامع السلطان كنت شاهداً على قصف مأذنته وهي تترنح ثم تهوي فوق روؤس اللاجئين في المسجد والمتواجدين على شرفتها وإغتيال رياض فريد العظم بمنزله ومعه صديقه محمد الزبن في ذات العام كان بالنسبة لي حدثاً مفصلياً في تشكل وعيَّ المبكر لإجرام هذه العصابة التي انتحلت الشعارات القومية مطية لأهدافها القذرة ... لم أكن حينها أتجاوز الخامسة عشر .. إلا أن فقدان هذا الرجل الذي كان من أعرق الشخصيات الحموية .. الوطنية .. والإنسانية .. صدمة عميقة بالنسبة لي خصوصاً إذا علمت بأنه كان يرعى أكثر من أربعمئة عائلة مستورة كما نقول في أعرافنا الشعبية المتداولة".

لا يمكن لأي شخص من الجالية السورية إلا و أن يتذكر صفوح البرازي في أول مظاهرة مؤيدة للثورة السورية في واشنطن، و منذ الأنطلاقة إلى اليوم مازال طقس ،تحضير أعلام الاستقلال و تجهيز الشعارات و اللافتات التي يمكن أن تحمل في المظاهرات، حاضر في يوميات الرجل الذي ينتظر العودة إلى وطن يختصر طفولته.

عندما غادر الرجل سوريا مازال يحفظ عن ظهر قلب ألوان علمها، أي علم الاستقلال، ولا يعترف أبدا بعلم النظام.

يقول أبو ابراهيم : "لهذا العلم قصة .. وأيُ قصة .. ولن أخوض هنا في تفاصيل مؤلمة شهدتها حول هذه القضية .. والتي أؤكد بأنها قضية من وجهة نظري وخبرتي، ولن أخوض في تاريخ توثيق هذا العلم منذ عام ١٩٢٨ الذي أقره المجلس التأسيسي رمزاً لوحدة البلاد السورية وباعتباره يمثل الدولة السورية الناشئة على طريق الأستقلال" .

نقاطع الرجل بسؤال آخر، سؤال يحمل "تهمة" طالما النظام وجهها لعلم الأستقلال، حين وصفه بأنه "علم الانتداب".

و يشرح أبو ابراهيم قائلا : "نعم حاول هذا النظام الفاشي بأن يدعي أن العلم يمثل مرحلة الأنتداب الفرنسي، ورمز الأحتلال، وهذه التهمة منه براء بالوثائق والصور والشهادات الحية،وقد مثل هذا العلم ورفعه فوق البرلمان السوري أعتى قصف شهدته دمشق بالمدافع والطائرات، وقد استشهد المرحوم كمال قصار وهو من قام برفعه فوق سارية البرلمان آنذاك.. تماماً كما هو حاصل اليوم .. إذن قصة هذا العلم تفضح النظام .. ولا حاجة لمزيد ".

و يعود أبو ابراهيم إلى عام ٢٠٠٦ في التاسع والعشرين من شهر نيسان و يحكي لنا قصته حين حضر مؤتمراً للمعارضة السورية في مونتريال بكندا و كيف أحضر معه العلم ووضعه في صدر القاعة وفي نهاية المؤتمر .. تم التوقيع عليه من قبله وآخرين هم مروان المصري وَعَبَد اللطيف المنيّر ونجدت الأصفري وبسام نيربية.

ويتابع: "هم كما ترى لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة .. إذ امتنع الباقون عن التوقيع لاعتبارات خاصة بهم، تتعلق بأمنهم الشخصي، وفي الشهر الخامس من عام ٢٠١١ بعد انطلاق ربيع الثورة السورية بأسابيع قليلة أعطيت العلم لدولة الرئيس فؤاد السنيورة في فندق الفور سيزن بواشنطن العاصمة، وهناك أعترض أحدهم قائلاً للسنيورة: "يادولة الرئيس هذا العلم مختلف عليه فأعاده إلي الرئيس السنيورة!".

لم تعن قصة رفض السنيورة لهدية أبو ابراهيم "العلم" بل قام بشراء القماش اللازم لخياطة العلم ذاته مع بداية دخول شهر نيسان من ذات العام ٢٠١١ و قد وزع الأعلام في 22 / 4 / 2011 حيث تسلمتهم كما قال السيدتان رشا الأحدب ورنا عبد الرحيم أمام السفارة السورية بواشنطن حيث كنّا نتظاهر احتجاجاً على القتل اليومي للمتظاهرين السلميين في بداية الثورة .

ويضيف مستذكرا: " في الرابع والخامس من شهر حزيران ٢٠١١ أقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل مؤتمراً للمعارضة كان العلم المعروض في أركان القاعة هو العلم المعتمد من النظام، وكنت الوحيد الذي أحضر علمين من أعلام الأستقلال السوري بنجماته الحمراء الثلاثة أحدهما وضعته أمامي على الطاولة والثاني الكبير فرشته على طاولة المجتمعين .. فجاء المعارض د محمود الدغيم ورفع العلم من أمامي ووضعه على المنبر لإلقاء كلمته باعتباره قد أعتمد علماً للثورة".

لا يتحدث ابو ابراهيم عن نشاطه كثيرا لا بل مع كل تاريخ أو ذكرى يعود لعلم الاستقلال، أو ما يسميه علم الثورة.

يقول: "إذا رغبت بتوثيق أدق وأقدم لقصة العلم.. فأسمع مني ما أقول: كانت هناك وقفة احتجاجية مقررة أمام البيت الأبيض في العاصمة واشنطن .. بعد انطلاق الثورة السورية بأقل من أسبوعين وتحديداً قبل نهاية شهر آذار عام ٢٠١١ فقمت حينها بطباعة علم الثورة على نسخ ورقية ووزعتها على المتظاهرين، وكانوا قلة قليلة كما أذكر حيث علق بعضهم بأنهم غير موافقين على رفع هذا العلم تحديداًإذ كانت وجهة نظرهم تقضي بأن تقرير نوعية وشكل العلم سابقة لأوانها قبل سقوط النظام .. ولا أريد أن أذكر أسماء هؤلاء الأشخاص .. أما وسألتني لماذا هذا العلم .. لأنه بالتأكيد كان يمثل تاريخاً من عزة وشرف لأولئك الأباء المؤسسين من مناضلين حقيقيين وساسة غير منتفعين،كما هو حاصل اليوم، ولأنه يفضح بالصوت والصورة والتاريخ واللون .. همجية وفظاعة ولصوصية عصابة الأسد الطارئة على سورية العزيزة مهما طال الزمان .. (وصف تفاصيله وألوانه صفي الدين الحلي في شعره الخالد): بيض صنائعنا.. سود وقائعنا .. خضر مرابعنا .. حمر مواضينا وهي بالتأكيد رموز هذا العلم . الفخر.. للثورة السورية ودماء أبناءها المدرار بغزارة فاق كل حدود التصور والخيال ولي الشرف بأنني كنت واحداً من الثورة في الخارج السوري وأعدٌ نفسي صاحب الفكرة الأولى والثابتة لرفع هذا البيرق وتعميمه ونشره وإحياءه مرة أخرى ..!!

في بداية الشهر الرابع من عام ٢٠١١ كتب أبو ابراهيم لافتة وجه خلالها رسالة الى الرئيس الأميركي باراك أوباما بالإنكليزية وووقف فيها أمام البيت الأبيض تقول": Pres.OBAMA HELP BRING THE CRIMINAL BASHAR ASSAD TO THE INTERNATIONAL CRIMINAL COURT ! .

ويعلق ابو ابرهيم في آخر حديثه معنا :"ولو كان ذلك حصل فعلاً لما دفعت سورية كل هذا الثمن الباهظ من الأرواح البريئة والدمار والخراب .. وكما قيل لي وقتها بأنني كنت صاحب نظرة استباقية لأنني تحدثت في إحدى الفضائيات طلبت فيها صراحة الحماية الدولية للشعب السوري .. لأنني كنت مدركاً كم كان هذا النظام مجرماً في استهدافاته المقصودة والمتكررة لمعاقبتهم في ثورتهم العظيمة .. بلا أدنى ريب".

التعليقات (2)

    sm

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    اللة محي اصلك يا اب ابراهيم نريد الكثير منك اللة يحميك من كل من عاداك وعادى "الثورة"السورية وليس الحرب الأهلية كما يقول الإعلام الأمريكي وربما غيرة ، داخل سورية يوجد الكثير من ابو ابراهيم النصر للثورة السورية والخزي والعار لأعداءها؟

    تحية العلم وحامله

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    أيها الخفاق فى مسرى الهوى انت رمز المجد عنوان الولاء نـــفتدى بالـــروح مــــا ظللته ونحي فــيك روح الشــهداء نخوة تبعث فى النفـــــس الأمل واعتزاز ليس يطويه الاجـل إن بدا نوره زاهيا في الســــما كان فى أوج المعالم علـما أو هدى فى الدجى ســـــــاريا جـدد الــعــزم واحـيـا الهما أيها الخفاق فى مسرى الهوى نحن من حولك راع وأمين انت عنوان المجد عنوان الولاء دمت في الأفاق وضاح الجبين
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات