وبعد تسليم نظام الأسد مدينة الرقة في الشمال الشرقي من البلاد لتنظيم الدولة الإسلامية ‘‘داعش‘‘ كان هدفه واضحاً من تلك الخطوة وهو تحويل أنظار العالم عن جرائمه بحق الشعب السوري ليبرر هو جرائمه التي تتكرر يوماً وها هو العالم مشغول بجرائم تنظيم الدولة الإسلامية دون النظر إلى جرائم الأسد من قتل وتدمير وسلب ونهب واغتصاب بحق المدنيين في المعتقلات دون أن يرفّ جفن المجتمع الدولي كما يقول المثل.
وبينما نظام الملالي الإيراني هو اللاعب الوحيد الذي يثير الفتنة الطائفية في سوريا والعراق بشكل علني وبأوامر من الجنرال قاسم سليماني قائد فليق ‘‘ القدس‘‘ في الحرس الثوري , تستمر الأزمة في البلدين معاً وعلى ما يبدو أن نظام الأسد وطائفته العلوية لهم ارتباطات وثيقة مع إيران على حساب الدم السوري من المكونات والطوائف الأخرى .
وبالتالي فأن النظام ايراني يحتل عواصم البلدان العربية , الواحدة تلوى الأخرى , من بغداد ودمشق مروراً بصنعاء وبيروت مع إرسال إشارات واضحة إلى غزّة والمنامة , كما يقوم النظام الإيراني بجلب أتباعه من حزب الله اللبناني وجماعة عبد الملك الحوثي ‘‘اليمني‘‘ إلى سوريا ويقوم بفتح مراكز تدريب وتأهيل لهم في أزرع وبصرى الحرير بريف درعا جنوب البلاد , لزجهم في المعارك الدائرة هناك ضد ثوار الجيش السوري الحر علناً .
والسؤال الذي يطرح نفسه , هل هناك خلف كواليس اتفاق إيراني ـ أمريكي حول تخلي النظام الإيراني عن برنامجه النووي مقابل إطلاق يده في المنطقة العربية , وهذا ما يحصل على الأقل في سوريا والعراق ولبنان واليمن فعلياً ! كمان أن الولايات المتحدة الأمريكية منعت دول الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات اقتصادية إضافية على إيران, لتصبح إيران الحاكم الفعلي لعدة دول عربية وتلعب دوراً مناوباً عن أمريكا نفسها دون أن تتدخل الأخيرة بشكل مباشر كما هو الحال الآن في تلك البلدان، وبذلك نجد أن الدور الأمريكي على غير معلن في إيران على العكس من الدور الروسي في سوريا , لذلك نسأل مرة أخرى إن تم الإعلان عن الاتفاق الأمريكي ـ الإيراني ـ ماذا سيكون مصير الدول العربية أمام مد نفوذ النظام الإيراني وخاصة المملكة العربية السعودية !؟
كل ما سبق أعلاه من تمدد ايراني نحو البحر الأبيض المتوسط وتحويل سوريا إلى معسكرات تدريب لميلشياته الشيعية، أمام الصمت العربي والدولي حيال ما يجري على أرض الواقع، وانتهاك حرمة الشعب السوري بعد دخول مختلف الجماعات الإرهابية من أصقاع العالم إلى سوريا؛ وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة إنشاء تحالف عربي حقيقي لمواجهة تمدد النفوذ الإيراني الذي يحتل عواصم عربية عدة، والعمل من أجل إسقاط النظام السوري والذي سيكون بداية الانهيار الإيراني في العالم العربي، وتجنب عواقب كارثية في المنطقة برمتها!
أما إذا استمر الحال على ما هو عليه، فليس غريباً أن تتدخل جماعة "بوكو حرام" كمنافس حقيقي للجنرال قاسم سليماني وخاصة أنها قامت بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية كي يتحوّل الصراع في سوريا إلى صراع سنّي ـ شيعي بامتياز!
التعليقات (4)