وفؤاد الحمدو شاب عربي من قرية "العدوانية" جنوب رأس العين، متزوج ولديه طفل، رفض أن يساق كالمئات من الشباب الذين يجندهم حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) قسراً، للقتال في حربه ضد تنظيم "الدولة"، في جبهتي الحسكة الغربية والشرقية، والتي حمي وطيسها خلال الأسابيع الأخيرة، ما دفع الحزب لاعتقال المئات من الشباب، ونقلهم إلى معسكرات التدريب "السريع" من مدن الحسكة والقامشلي وعامودة والدرباسية وأبو رأسين ورأس العين وكل الريف الشمالي الذي يسيطر عليه، تمهيدا لزجهم في المعارك.
قالت عائلة "فؤاد" لـ "أورينت نت": إن ابنها كان يركب دراجة نارية في الشارع الرئيسي لرأس العين مع شقيقه الأصغر "خالد"، حين أوقفتهم مجموعة مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وذلك قرب مفرق شارع الـ 24 نهاية نزلت "البزر" في تمام الساعة 1 ظهراً من يوم الأربعاء 11 آذار 2015، وطلبت منهم الأوراق الثبوتية فأبرزها "فؤاد" بينما لم يكن لدى الصغير سوى دفتر العائلة.
وأضافت: "إن عناصر المجموعة طلبوا من "فؤاد" النزول وأخذوا بشَده وضربه، في وقت كان يردد جملة: "إش بدْكم منّي ...إش بدْكم منّي".
وقال الطفل خالد لجموع المعزين المتسائلين عن أسباب الجريمة: إن عناصر الحزب طلبوا منه الرحيل، لكنه لم يستطع تشغيل الدراجة النارية، بينما لا تكف عيناه عن التحديق بشقيقه "فؤاد"، الذي تغطى وجهه بالدماء جراء الضرب المبرح من قبل "الابوجية" (PYD).
ويضيف خالد: "كنت أرى عناصر الابوجية كيف يضربون أخي، لأنه رفض الذهاب معهم إلى معسكرات التدريب، وجن جنونهم، ووصلت الملاسنة إلى ذروتها عندما قال فؤاد: "ألا تقولون دولة كردية، أنتم احموها".
وروى الطفل: إن عناصر الحزب هددوه بالقتل أيضاً وطردوه، ليسمع بعد لحظات صوت رشقات الرصاص، حيث أوقفوا شقيقه على أحد جدران الشارع قرب مقهى "أحمد كان"، ومنعوه من الاقتراب، وطلبوا منه الرحيل.
والدة فؤاد –الكردية- ذهبت مع أخوتها إلى القيادي الكردي "حسين كوجر"، فلم تشفع لها قوميتها لدى "كوجر"، ليسمح لها برؤية ولدها القتيل، الذي يقبع في ثلاجات المستشفي برأس العين.
وباتت والدة "فؤاد" تشارك عشرات الأمهات في مدن الحسكة وقراها، حزنهن على أولادهن الذين قضوا في معارك تل حميس وتل براك خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تم زج بعض مجموعات الشباب المجندين "قسراً" في مواجهة تنظيم "الدولة"، ما أوقع العشرات منهم قتلى وجرحى، يُحمّل ذويهم PYD مسؤولية دفعهم إلى الموت.
التعليقات (10)