حقائق عن "أكاذيب" دراسة أمريكية: لماذا ثار السوريون على الأسد؟

حقائق عن "أكاذيب" دراسة أمريكية: لماذا ثار السوريون على الأسد؟
رغم كل التضحيات والدماء التي سالت في مختلف المدن السورية إبتداءً من درعا، وإنتهاءً بالقامشلي، ورغم كل الصيحات التي هتفت بها حناجر السوريون والتي تنادي بالحرية والكرامة والديمقراطية، ورغم منظر الدبابات والآليات العسكرية المدرعة وهي تقتحم المدن والبلدات وإنتشار الجيش على كامل مساحة سوريا، رغم كل ذلك قررت الأكاديمية الوطنية للعلوم وهي أكاديمية أمريكية، بأن الشعب السوري قد ثار في منتصف الشهر الثالث من شهر آذار من عام 2011، بسبب تغير المناخ والاحتباس الحراري الذي أدى لموجة من الجفاف أثرت على الزراعة وأدت لهجرة المزارعين أراضيهم الزراعية، وانتقالهم للسكن في المدن الكبيرة مثل دمشق وحلب، مشكلين ما أسمته الأكاديمية الأمريكية "صدمة سكانية ضخمة" وهي التي أشعلت شرارة الثورة.

وتضيف الأكاديمية بدراستها عن الثورة السورية والتي أعدها "كولن كولي" بأن الجفاف الذي ضرب المنطقة منذ عام 2006 وسوء إدارة النظام السوري لأزمة الجفاف أدى لإنهيار المنظومة الزراعية وخاصة في مناطق شمال شرق سوريا بما يُعرف بمنطقة الجزيرة السورية.

بداية لا ينكر أي متابع للإقتصاد السوري الآثار الإقتصادية التي نتجت عن موجة الجفاف التي بدأت في عام 2006 والتي أدت إلى تراجع الإنتاج الزراعي، والتي دفعت حكومة النظام السوري بتشكيل وفد حكومي في تلك الفترة واتجه فوراً إلى المناطق الشمالية الشرقية لسوريا لتهدئة المزارعين الذين واجهوا الوفد بكثير من الإحتجاجات لاسيما من قبل رؤساء العشائر في الحسكة، وعندها تفتقت ذهنية الحكومة والنظام بإعداد سلل غذائية وتم توزيعها على القاطنين في تلك المناطق.

وربما لو انفجرت الثورة منذ بداية موسم الجفاف و في المناطق الأكثر تضرراً بالجفاف لكان المتابع للشأن السوري قد أيد الدراسة الأمريكية التي تقول بأن الجفاف هو سبب الثورة السورية.

وأرى أنه من المستحسن تنشيط ذاكرة السيد كولن كيلي مًعد الدراسة وأكاديميته الأمريكية التي اعتمدتها ببعض المعلومات عن المدن التي تعتبر مهد الثورة السورية.

فإذا اعتبرنا بأن شرارة الثورة قد حدثت بتاريخ 15/3/2011 فإن هذه الشرارة إنطلقت من دمشق التي يعمل أهلها بالتجارة والصناعة ومختلف الحرف أي لا علاقة لهم بالزراعة، وحتى من قام بتلك الشرارة لم يكن من النازحين إلى دمشق بسبب الجفاف. وأما عن المهد الحقيقي للثورة الثورية في 18/3/2011 فهي محافظة درعا،البالغ عدد سكانها عشية إنطلاق الثورة السورية حولي /1.1/ مليون نسمة بما نسبته /4.6/% من إجمالي عدد السكان في سوريا، وبحسب الإحصائيات في عام 2010 أي قبل إندلاع الثورة السورية العظيمة فإن درعا التي تبلغ مساحة الأراضي الزراعية فيها حوالي /165/ ألف هكتار فإن أكثر من 20 % من تلك الأراضي هي أراضي مروية، أي لا تعتمد على الهطول المطري لري محاصيلها، وفي درعا هناك /13065/ هكتار يروى بالآبار، و/20992/ هكتار يروى من المشاريع الحكومية.

أما بالنسبة للمحاصيل الزراعية فإن تقريباً نصف إنتاج سوريا من البندورة يأتي من درعا، وتطرح أرضها الطيبة حوالي /8.1/ طن بندورة للدونم الواحد.

أما بالنسبة لمحصول البطاطا فدرعا تأتي بالمرتبة الأولى من حيث إنتاجية الدونم فقد وصل إنتاج الدونم الواحد من محصول البطاطا /2.8/ طن. وكذلك بمحصول الفليفلة حيث وصل إنتاج الدونم الواحد منها إلى /2/ طن .

هذه المحاصيل المذكورة هي محاصيل صيفية أي أنها لا تعتمد على الأمطار في زراعتها بل هي تزرع مروية من مختلف مصادر الري.

أما في مجال الأشجار المثمرة فقد قطعت محافظة درعا أشواطاُ كبيرة في مجال التشجير المثمر بفضل جهود أهاليها ومن المتوقع في غضون الخمس سنوات القادمة أن تحتل درعا مركزاً متقدما في إنتاج الزيتون.

هذا من الجانب الزراعي وبشكل مختصر جداً حيث أن محافظة درعا تعتبر من المحافظات الزراعية الغنية. أما من الجانب الإقتصادي فإن محافظة درعا تشتهر بعدد مغربيها في الخارج والذين نجحوا نجاحاً باهراً في بلدان إغترابهم، وهم الذين يضخون ملايين الليرات السورية في مدنهم وبلداتهم وقراهم ومن زار بلدات الجيزة والكرك وغيرها قد يتفاجئ بتلك القصور الفخمة التي بناها المغتربون في مدنهم وبلداتهم ومدى البذخ الظاهر على تلك القصور وطبعاً هذا يعكس حالة إقتصادية تتمثل برخاء مادي كبير بفضل تحويلات هؤلاء المغتربين، ولعله من المفيد تذكير كاتب الدراسة بأن وجهاء محافظة درعا عند مقابلتهم لرأس النظام بشار الأسد بعد فترة قليلة من إندلاع الثورة استهزؤوا من الغباء في عقلية الأمن والإعلام وذلك تعليقاً على تصوير جامع العمري بعد إقتحامه وتوزيع بعض النقود على أنها نقود تم قبضها من الخارج لزوم المؤامرة التي تتعرض لها سوريا، عندها قال وجهاء هذه المحافظة الكريمة بأن المبلغ الذي تم تصويره لا يمثل سوى "فكة" بالنسبة لأهالي درعا ولا سيما أهالي المغتربين فيها وأن أقل مبلغ توزعه والدة أحد المغتربين كمساعدة وزكاة يعادل أضعاف المبلغ الذي تم تصويره.

هذا عن محافظة درعا أما عن باقي المحافظات التي انتفضت نصرةً لدرعا فهي بانياس وإدلب والرستن وريف دمشق، وكافة هذه المناطق هي مناطق تعتمد في زراعتها على الري وليس على الأمطار، فمدن بانياس إدلب والرستن تقع في منطقة الإستقرار الأولى أي أنهم أغنياء بالمصادر المائية ولذلك فإن زراعة هذه المدن لم تتأثر كثيراً بموجة الجفاف التي ضربت سوريا في عام 2006، وأما غوطة دمشق فهي غنية عن التعريف بالنسبة للزراعة فهي الشريان الزراعي الخير الذي يمد دمشق بكافة أنواع الزراعات.

وقد ظن النظام السوري بأن الأوضاع الإقتصادية المتردية هي من فجرت الثورة السورية فسارع في بداية الثورة بإصدار مرسوم زيادة الرواتب بسخاء وفي اليوم الثاني رد شباب الثورة على المستشارة الإعلامية لرأس النظام كونها هي من قرأت مرسوم الزيادة "يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مانوا جوعان" هذه العبارة كفيلة بنقض الدراسة الأمريكية المذكورة حيث تؤكد مقولة شباب الثورة بأن الكرامة والحرية والديمقراطية هي المطلب وليس الجوع أو العوز الإقتصادي هو من فجر الثورة.

وفي حال كان معدي الدراسة مصرين على أن الجفاف قد أثر في الثورة السورية فأقول نعم لقد أثر الجفاف في ثورتنا العظيمة ولكن أثر من ناحية أخرى على النقيض تماماً لما جاءت به الدراسة، فالجفاف وفقر الحال الناتج عنه أديا إلى تأخر المناطق التي ضربها الجفاف في المشاركة بالثورة فريف حلب الشرقي وشمال شرق سوريا (باستثناء دير الزور) لم تلتحق فوراً في ركب الثورة على الرغم من أن أهالي تلك المناطق أهل كرامة وعزة ونخوة ولكن ربما الضيق الإقتصادي الذي سببه الجفاف قد أخرهم عن واجبهم تجاه أخوانهم من المدن السورية.

وفي النهاية لابد أن يتساءل المرء هل عدوى شراء الشهادات العلمية بعلبة دخان مارلبورو أو بزجاجة خمر من النوع الرديء والتي كانت مشهورة بها جامعات روسيا هل انتقلت هذه العدوى للجامعات الأمريكية حتى تمنح هذا البروفسور كيلي درجة الدكتوراه وهو لا يعرف أن يميز بين ثورة جياع قد يشعلها يوماً من الأيام مشردي بلده عن ثورة الكرامة التي انتفض بها الشعب السوري لنيل حريته وكرامته .

*مهندس زراعي

التعليقات (9)

    أسعد

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    لقد فقد الأمريكان دون شك صوابهم !!!! ما هذه السطحية في هذه الدراسة عن ثورة سوريا و تفاصيلها الخرافية المزعومة ؟ ............. و لكني أعتقد أن وراء هذه الخرافات خطة داهية لتدمير حقيقة الثورة و طمسها للتمهيد إلى تسويات سياسية غير مرغوبة و غير منطقية .

    فبل درعا ثار تجار سوق الحريقة بدمشق

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    وعملوا مظاهرة اسمها الشعب السوري ما بينذل ـ لا يُذل قبل درعا وفي حينه ـ جاء وزير الداخلية لئهدئة المتظاهرين قائلا لهم أنه سيحاكم رجال الشرطة الذين أساءوا التصرف إذن الشرارة كانت إساءة تصرّف إساء تصرّف في سوق الحريقة و إساء تصرّف محافظ درعا ـ عاطف تجيب إبن خالة بشار الأسد إساءة التصرف يعني إساء المعاملة والإساءة في كافة المعاير هي إساءة فالإحتجاج لم يكن ديني و لا طائفي ولا حتى إقتصادي فالشعب السوري صبور الإنتفاض العربي من تونس كان لضرب الشرطة وكذلك في مصر أي بسبب إساءة معاملة إساءة المعاملة فقط

    باهي

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    الثورة سببها الظلم! انا كسوري اقسم بالله مستعد اعيش ببلدي للابد ولو فقير بشرط تطبيق العدل.. الثورة سببها الظلم فقط لو كان في عدالة لما ثار الناس ابدا ابدا وحتى لو اجتمعت كل الدول على اثارة اعمال شغب لما استجاب لهم الا المعتوهين ولصمت اكثر الشعب اما الظلم لا احد يطيقه

    أخطاء

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    المقال يتضمن الأخطاء التالية: 1 الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية لم تقرر شيئا. هذا مقال يعبر عن رأي 4 أكاديميين من جامعتي كاليفورنيا وكولمبيا نشر في مجلة تصدرها الأكاديمية. 2 المقال لم يعزي الثورة السورية للجفاف بل ذكر أن الجفاف كان أحد العوامل التي ساهمت في المشكلة. 3 الأكاديمية ومؤلفو المقال معنيون بالتغيرات المناخية وتأثيراتها وليس لهم أي علاقة بالسياسة الأميركية الرجاء نقل هذه المقالات بحرص شديد. رابط المقال http://www.pnas.org/content/early/2015/02/23/1421533112.abstract

    طوني تامر

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    يلعن ابو الامريكان ×××× حقيرين مثل رئيسهم الزنجي الاسود الحقير

    محمد أمريكا

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    كولن كيلي هذا معروف بانه مرتزق دنيء يكتب لمن يدفع ٠ الفكرة هي من عبقرية البوق الطائفي بشار الجعفري لاعادة تسويق بشار أسد من الاقرار بوجود ثورة ولكنها ثورة مطالب إقتصادية وخدمية فرضها واقع الجفاف وليس سوء نظام بشار أسد المحبوب جماهيريا ثم جاء الارهاب الاسلامي التكفيري وسرق ثورةق هؤلاء الجياع٠ والحل يكمن يامستر أوباما بدعم الاسد اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لإطعام مفجري الثورة من جوع من جهة والقضاء الارهاب السلفي التكفيري السارق للثورة وعدو اوباما والمنطقة الاول وهكذا ينهي أسد المشكلة التي هو ضحية في

    محمد أمريكا تتمة

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    وهكذا ينهي أسد المشكلة التي هو ضحية فيها كما هوالشعب الجائع دون أن يخسر أوباما جنديا واحدا ويخرج الشعب وأسد وأوباما منتصرين وتهزم داعش وأشقاؤها من التكفيريين. وكأنك يادار مادخلك شر وكل من قتل أو أعطب أو خرب بيته أو شرد فهذا قدر الهي منزل مثله مثل النصر الاهي لحسن زميرة لاعلاقة لأسد ولا لأحد به ٠ محمد أمريكا

    طفران

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    هذا البروفيتور الخبيث ورئيسه الثرثار يعتبرون الثورة السورية المباركة هي حرب اهلية وثورة جياع وذلك ليبرروا تامرهم على الشعب السوري [وليس على النظام] والحقيقة اانه لحظنا السيئ ااتت ثورتنا في عهد رئيس امريكي ذو ميول جينية معروفة خمينية الهوى لانه لا يسمع لاراء مستشاريه ويصر على تقوية ايران ولو ادى ذلك لتهديد مصالح حلفاء امريكا في المنطقة فهل هو.... المنتظر؟ا

    مياس الشام

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    يعني اذا عملوا دراسة او ما عملوا ,, مين مقلبهم ؟؟؟ الثورة مستمرة وستنتصر بإذن الله عاجلا ام آجلا
9

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات