فقد أعطت إيران نظام الأسد على الأقل نموذجاً واحداً من تجهيزات الاستطلاع والرؤية الليلية الذي ركب على طائراته المروحية نوع mi-17 والذي نشرت له عدة صور مؤخراً تعود لعامين تقريباً، اضافة لصور نشرت عندما اغتنم الثوار عند السيطرة على مطار تفتناز أحد هذه المنظومات مع لوحة التحكم ولكن لم يتم تحديد النوع والمصدر لهذا الجهاز.
يظهر الجهاز قبل تركيبة وتظهر بقربه لوحة التحكم المكونة من مجموعة من الأزرار وعصا التحكم، حيث ظهرت لوحات تحكم مطابقة لها في معارض للإنجازات العسكرية الايرانية مع أنواع أخرى من الكاميرات إضافة لشاشة العرض، وتستخدم لوحة التحكم هذه في أكثر من (اختراع) إيراني من بينها رشاش .
جهاز ايراني !
تدعى إيران أنها تصنع عدة أنواع من تجهيزات الاستطلاع والتسديد الإلكتروبصرية، ومنها النوع الذي ركبه النظام على مروحياته (يعتقد أنه يسمى H4000) وهو أحد الأنواع التي ركبتها إيران أيضا على حواماتها طوفان-2 التي تدعي تصنيعها كما تظهر عدة صور، إضافة إلى أنواع أخرى ركبتها وربطتها بجهاز تسديد المدفع الرشاش في مقدمة الطائرة، حيث يؤمن هذا الجهاز رؤية نهارية وليلية بالأشعة تحت الحمراء ومقدر مدى ليزري وهو السبب على ما يبدو في عمليات القصف الليلية بالبراميل التي يشنها النظام.
اضافة لتركيبها على المروحيات، تترافق هذه الكاميرات مع الطائرات المسيرة الإيرانية والتي استخدمها النظام منذ الأيام الأولى للثورة في مراقبة المناطق والمظاهرات من الجو وبخاصة في دمشق وريفها، فطائرات إيران المسيرة في سوريا تحمل كذلك أنواعاً من هذه الكاميرات تختلف من نوع لأخر ومعظمها يعمل ليلاً ووصلت لأكثر من دولة، من بينها سوريا والسودان وحالش اضافة للميليشيات الشيعية في العراق والتي تشغل أكثر من نوع من بينها طائرات ياسر المسيرة.
تركب هذه الكاميرات في وحدة بشكل قبة كروية مستقرة بالمحورين الأفقي والعامودي وتستطيع الدوران حول الأفق كاملاً بزاوية 360 درجة، حيث تتكون القبة من جسم معدني يحتوى عادة ثلاثة فتحات لثلاثة حساسات وهي الكاميرة النهارية والكاميرة الليلية وأحياناً مقدر مدى ليزري أو حساسات أخرى، وتختلف باختلاف الأنواع و الغرض.
وعادة ما تربط هذه الكاميرات بلوحة التحكم والمراقبة مباشرة داخل الطائرة إذا كانت مروحية، حيث يرفق معها شاشة عرض صغيرة للمراقبة المباشرة اضافة لإمكانية التسجيل، أو تربط بجهاز إرسال يرسل الفيديو مباشرة إلى محطة التحكم الأرضي حيث يقبع مشغلوا الطائرة المسيرة ويتم في تلك المحطة مراقبة الإرسال وتسجيله .
اضافة للكاميرات المتحركة التي تنقل الفيديو مباشرة وتستخدم للاستطلاع المباشر تحمل الكثير من الطائرات الإيرانية المسيرة كاميرات ثابتة نحو الأسفل تستخدم لالتقاط الصور الثابتة بهدف رسم الخرائط للمنطقة .
هندسة عكسية بمكونات مدنية:
المستوى التقني لإيران وبالأخص في مجال تصنيع الدارات المتكاملة ورقاقات حساسات الأشعة تحت الحمراء المستخدمة في هذه الكاميرات يكاد يكون معدوماً، وهذه المنظومات مجرد تقليد أو هندسة عكسية لمنظومات أخرى غربية بمكونات مختلفة، فالعقوبات الاقتصادية على إيران لم تستطع ايقاف حصولها على مكونات هذه الأنظمة من أوروبا أو دول أخرى، على الرغم من أنها لم تحصل على تجهيزات بمستوى عسكري لكنها حصلت على كل ما تحتاجه لتجميع هذه الأنظمة من مكونات مدنية، حيث تدعي إيران أنها تصنع أنواعاً متعددة من هذه المنظومات الإلكتروبصرية، سواء المركبة على الطائرات والحوامات أو المركبة على العربات والمدافع وغيرها.
التعليقات (2)