قيادي صدري: التدخل الإيراني في تكريت يدفع الأهالي للوقوف مع داعش

قيادي صدري: التدخل الإيراني في تكريت يدفع الأهالي للوقوف مع داعش
مع اشتداد الحملة العسكرية البرية التي تشنها القوات العراقية مدعومة من مقاتلي قوات “الحشد الشعبي” الشيعية والعشائر ضد تنظيم “داعش” في مدينة تكريت, مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد, تتصاعد الانتقادات للحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي لأنها راهنت بشكل رئيسي على الدعم العسكري الإيراني في هذه المعركة مقابل تجاهل دور التحالف الدولي.

ومع دخول الحملة يومها السابع, لوحظ أن كل الزيارات التي قام بها مسؤولون إلى جبهة القتال في تكريت هم من التحالف الشيعي الذي يقود حكومة العبادي, في ظل غياب واضح لوزير الدفاع خالد العبيدي, الذي ينتمي الى ائتلاف “اتحاد القوى” السنية في البرلمان العراقي, ما عزز القناعة بأن المعركة في تكريت هي معركة بقيادة شيعية حصراً. وفي هذا السياق, حذر قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من تداعيات الدور العسكري الإيراني في معركة تحرير تكريت.

وقال لـ”السياسة” إن المبالغة في الرهان على الدور العسكري الإيراني يجعل الكثير من العراقيين يتيقنون بأن حكومة العبادي ليست جادة في بناء قوات مسلحة عراقية وطنية على أسس علمية كما طلب المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني مراراً, مشيراً إلى أن العسكريين الايرانيين لا يقبلون أن يكونوا تحت إمرة قياة عسكرية عراقية, ويعملون انطلاقاً من غرفة عمليات مستقلة, الأمر الذي يؤكد أن الدور الإيراني يهمش دور الجيش العراقي المعني الرئيسي بالمعركة.

وحذر من أن التدخل العسكري الإيراني قد يدفع أهالي تكريت إلى الوقوف مع “داعش” في مواجهة القوات العراقية التي تخوض المعركة بنوايا وطنية وأهداف تصب في صالح القضاء على الإرهاب, لأن السنة في تكريت يخشون من أن المعركة الجارية هي حرب طائفية بامتياز, ما يعني على المدى القريب أن الوضع الأمني في المدينة لن يستتب حتى وإن تم تحريرها من الإرهابيين, كما ان عملية تطبيع الأوضاع السياسية في هذه المدينة ستواجه تعقيدات كبيرة, طالما بقي الدور العسكري الإيراني في مرحلة ما بعد “داعش”. وأكد أن هذا الدور سيتسبب في تعقيد معركة اقتحام تكريت لأن حجم المقاومة داخل المدينة سيتضاعف في مواجهة القوات العراقية, ولذلك ربما تتجه الخطط العسكرية الى تطويق المدينة لفترة من الوقت ربما تطول لأشهر قبل أن يتم اقتحامها, كما أن هذا الدور الإيراني أجهض أي أمل بوجود مقاومة مسلحة ضد “داعش” داخل تكريت.

واعتبر القيادي الصدري أن الحكومة كان يمكنها أن تعتمد نفس السيناريو الذي نفذ في مدينة كوباني الكردية السورية, بمعنى أن تنسق مع التحالف الدولي لشن غارات مكثفة ضد تجمعات “داعش” ما يسمح بتقدم سريع للقوات العراقية التي تملك أسلحة وأعداداً كبيرة من الجنود مقارنة بوحدات حماية الشعب الكردي في كوباني, وبالتالي سيكون التقدم العسكري أسرع بكثير لو جرى تنفيذ هذا السيناريو الذي يوفر الكثير من دماء العراقيين من العسكريين والكثير من الوقت في كسب المعركة. ورأى أن الحسابات في بغداد كانت خطأ لأن هناك أطرافاً أصرت على تجاهل دور التحالف الدولي, ولم تكن واقعية في نظرتها, لأن التحالف حقيقة موجودة ومن مصلحة العراق الاعتماد عليه لاختصار زمن الحرب التي تكلف العراقيين المزيد من الدماء والموارد.

وأشار القيادي إلى وجود مواقف متضاربة داخل التحالف الشيعي بين خط يؤيد الذهاب إلى تعزيز التنسيق العسكري مع التحالف الدولي قبل أن تصل معركة تكريت إلى نتائج صعبة من الناحيتين العسكرية والستراتيجية حتى وإن تطلب الأمر الاستغناء عن الدور الإيراني, وبين فريق آخر يصر على رفض أي دور للتحالف ويؤيد تقوية الدور الإيراني إلى حد أنه يوافق على خيار استقدام قوة برية ايرانية أو المزيد من قوات “حزب الله” اللبناني لمواجهة أي ظروف استثنائية في معركة تحرير تكريت.

* المصدر: صحيفة السياسة 8/3/2015

التعليقات (1)

    عايف التنكه

    ·منذ 9 سنوات شهر
    يضحك المجوسي مستاس بالقبلة والحضن الله اعلم ان يكون هذا نوع جديد من مفاومة وممانعة *** والسؤال هل قاسم سليماني من المثليين ؟ هذا ما يبدو على ملامحه يرسلونه المجوس الى الجبهات ترفيه عن الجنود وإمتصاص خوفهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات