الحرب السورية ونهاية "الطائفة الكريمة"!

الحرب السورية ونهاية "الطائفة الكريمة"!
آلاف صور القتلى معلقة على الجدران في مدن وقرى الساحل العلوية الموالية للنظام في مشهد غير مسبوق في تاريخ (الطائفة الكريمة) الذي قد يكون أحد أواخر مشاهدها في تلك البقعة من العالم .

يعتبر ساحل بلاد الشام والجبال الملاصقة له، المسكن الرئيسي للعلويين منذ أنشأ (محمد بن نصير) فرقتهم بعد وفاة الإمام العسكري أخر أئمة آل البيت قبل أكثر من ألف عام.

شهدت تلك المنطقة عدة موجات من الاحتلال والفتح اختلف فيها تعامل الغزاة والفاتحين عبر الحروب الكبرى التي مرت بالمنطقة مع العلويين، فمن صلاح الدين الذي قاتلهم إلى الصليبين الذين تحالفوا معهم، مرورا بالتتار الذين تعاونوا معهم أيضا وصولاً إلى الدولة العثمانية التي ادبتهم غير مرة، والفرنسيين الذين اطلقوا عليهم اسمهم الحالي (العلوية) واعتبروهم حصان طروادة أو الجسر الذي سيعبرون عليه للسيطرة على هذه البقعة من العالم وتعتبر فترة حافظ الأسد ووريثه هي الفترة الذهبية في تاريخهم كله، فهم لم يحكموا في تاريخهم ما حكموه في عهدهما وأخيراً الفرس الشيعة الذين وجدوا فيهم ما وجده الفرنسيون .

تهديد وجودي!

خلال الألف سنة من تاريخهم لم يواجه (النصيرية أو العلويون) أي تهديد جدي لوجودهم في جبال الساحل السوري كما يواجهون الآن، وتعتبر الحرب التي يخوضها النظام حالياً تهديداً وجودياً بحق ليس للنظام وحده بل للطائفة في سوريا ككل.

فقد سيطر العلويون على الجيش ستينيات القرن الماضي وشغلوا كافة المناصب فيه، لكن خلال حروبه احتاج حافظ الاسد لكتلة بشرية لخوض هذه المعارك؛ فلم يوقف العمل بنظام التجنيد الاجباري الذي يشمل كافة الطوائف، ولم يحول الجيش إلى جيش خالص من العلويين لعدة أسباب منها حاجته لهم في أماكن أخرى للسيطرة على بقية مؤسسات الدولة، إضافة إلى حاجته إلى جنود يزج بهم في المعارك التي سيخوضها للسيطرة على الحكم أو المقايضة على المكاسب، فهو بحاجة لوقود من المجندين والضباط في الرتب الصغيرة للقتال في الخطوط الأولى وأكبر مثال هو حربا تشرين ولبنان والتي كان وقودها المجندون من السنة والتي لا يكاد يذكر قتلى للعلويين فيها.

ولم يهتم النظام بخسائره خلال الأشهر الأولى من الحرب الحالية لأنها فعلياً كانت من المجندين السنة، ولم يكن هناك أي خسائر حقيقية للطائفة خلال الأشهر الأولى للقتال لكن حركة الانشقاقات تسببت في تناقص عدد المجندين من غير العلويين ما تسبب بالتالي إلى رفع خسائر الطائفة تدريجياً.

ولو كان الجيش خالصاً من العلويين في هذه الحرب وتعرض لنفس الخسائر التي تعرض لها جيش النظام والتي وصلت قبل أكثر من عام باعتراف أحد منظري النظام إلى 100 ألف قتيل لكانت تلك كارثة حقيقية على الطائفة وضربة قاصمة لا يمكن تلافيها خلال عقود من الزمان فتعداد الطائفة لا يتجاوز المليونين في سوريا حسب أكثر التقديرات .

مشهد جديد في تاريخ الطائفة!

ما حدث في درعا في أذار 2011 لم يكن سوى البداية لمشهد جديد ونقطة تحول حاد في تاريخ الطائفة، فمجموعة من العوامل توحي أن العلويين وإن خرجوا من هذه الحرب منتصرين عسكرياً، فانهم سوف يكونون قد انهزموا من نواحي عديدة أهمها بشرياً فخسائرهم تتركز لحد الآن في الذكور من الفئة العمرية 18 إلى 50 عاماً و هي تعني مجموعة من المشاكل التي سيرثها أي شكل من أشكال الدولة أو النظام الذي سيحكم الفضاء الجغرافي الذي سيتبقى لهم، وقد تكون تلك مشكلة ثانوية مقارنة بالمشكلة التي استجرها إليهم آل الأسد بتحالفه مع الإيرانيين.

فالإيرانيون الشيعة كما أسلفنا يحملون نظرة دونية للعلويين، وقد بدأوا مشروعاً لتغيير ديموغرافية المنطقة تمهيداً للسيطرة عليها، حيث يعتبر العلويون أحد العناصر التي يجب تحييدها واقصاؤها في مراحل لاحقة، على الرغم من التحالف المؤقت حالياً، ولا يخفى على أحد أن هذا المشروع بدأ قبل الثورة بحملات التشييع التي استهدفت العلويين كما السنة .

فالطائفة خسرت لحد الآن كماً بشرياً يستحيل عليها استعادته خلال العقود الثلاثة القادمة، بناء على معدلات الزيادة السكانية الطبيعية، وقد تجد نفسها لاحقاً أمام كتلة بشرية شيعية إيرانية عراقية مستوردة تفقدها امتيازاتها السابقة، وتجعلها أقلية حتى في دولتها المزعومة... حيث أن العلويين (على عكس الشيعة) ليس لديهم حماس للدعوة لمذهبهم!

السيناريوهات المّرة!

أمام "الطائفة الكريمة" مجموعة من السيناريوهات قد يكون أفضلها هو...

- الاحتمال الأول:

انتصار الشعب في هذه الثورة والحرب ضد النظام، فهذه الحالة على الأقل سوف تسمح لهم بالانكفاء إلى مناطقهم الأصلية في جبال الساحل السوري، فهم وعلى الرغم من صعوبة تقبلهم مرة أخرى من باقي مكونات الشعب السوري إلا أنهم سوف لن يتعرضوا لاضطهاد حقيقي أو حملات تطهير عرقي، وقد يتمكن الجيل التالي من التبرؤ من أفعال الأسد وجيله.

- الاحتمال الثاني:

هو أن تستمر الحرب لفترة قد تمتد لعدة أعوام يستمر خلالها استنزاف الطائفة بشرية للحد الأقصى، وهذا بدأت ملامحه تظهر بدفع النظام لتطويع حتى الفتيات من الطائفة هذا الأمر قد يتحول لاحقاً إلى التجنيد الإجباري كحال إسرائيل أو غيرها وتنتهي الحرب بانتصار النظام وحلفائه والسيطرة على أجزاء واسعة من سوريا.

لكن سيصبح العلويون في تلك اللحظة في مواجهة حلفائهم من الإيرانيين الذين يسيطرون الآن على الحكم بعد أن جردوهم من كامل مصادر قوتهم واستنزفوهم بشرياً حتى الرمق الأخير واستجلبوا قوات من الميليشيات الشيعية كفيلة بتدمير أي مقاومة لمن سيتبقى منهم لاحقاً وسيتفرغون لتشييعهم وتفكيك ما تبقى من الطائفة بهدف السيطرة على المنطقة.

- الاحتمال الثالث:

هو الانكفاء والسيطرة على الساحل فقط وتكوين دولة علوية في الساحل، لكن سيكون حول هذه الدولة وعلاقتها بإيران الكثير من التساؤلات، فهي ستكون على الأرجح دولة تابعة لإيران وبالتأكيد ستعمل إيران على استجرار موارد تلك الدولة وتشييع سكانها تدريجياً لأنها لا تثق بالعلويين ولأنها ستكون مطرودة تماماً من البقية الباقية من سوريا، وسيتحول العلويون إلى أقلية مرة أخرى ولكن هذه المرة في وسط عدائي جداً لا يقبل بهم اطلاقاً ويسعى لتذويبهم ضمنه وحملات استقدام الإيرانيين للميلشيات الشيعية وتوطينها في دمشق وحمص وغيرها مثال واضح على مستقبل (الدولة العلوية) التي لن تكون علوية إلا لبرهة من الزمن وما حملات التشييع المحمومة في مناطق سيطرة النظام إلا إشارة واضحة إلى ذلك.

خلاصة القول أن مشكلة العلويين لم تعد السنة والحرب التي خاضوها لقمع الثورة، بل مشكلتهم الحقيقية الآن هي إيران وحرب من نوع أخر سيكونون فيها منفردين ضد الفرس الشيعة حلفاء الأمس.

التعليقات (18)

    دمشقي حر

    ·منذ 9 سنوات شهر
    ابناء هذه الطائفه كل همهم هو السهر والمراقص والخمر والنساء والحفالات واظنهم لايبالون ان كانت الشيعه تحكمهم اذ وفرت لهم ما ذكر

    مواطن سوري

    ·منذ 9 سنوات شهر
    انهم في طغيانهم يعمهون ... هؤلاء صنف لا يفكر ولا يعي ولا يفقه شيئاً من الحياة إلا العهر والسكر والعربدة .... وهم يساقون إلأى هذه الحرب سوقاً كالأنعام ... ولكني أختلف مع كاتب المقال في الاحتمال الأول ... إذا أنهم الآن أصبحوا هدفاً للانتقام من قبل كل فئات الشعب السوري التي تعرضت للمذابح والتنكيل ... فحتى لو انكفؤوا إلى مناطقهم وجبالهم فلن يتركوهم بحالهم ... وستكون نهايتهم كنهاية بني قريظة عملياً كل الخيارات تنتهي بزوالهم تماماً

    شرحبيل

    ·منذ 9 سنوات شهر
    خروج الطائفة الكريمة من التاريخ ..... إن مشكلة العلويين لم تعد مع السنة والحرب التي خاضوها لقمع الثورة ، بل مشكلتهم الحقيقية الآن هي إيران والحرب القادمة مع ايران من نوع أخر، سيكونون فيها منفردين ضد الفرس الشيعة حلفاء الأمس والأعداء القادمين لابتلاع كل من يعيش على الأرض السورية . وإذا كان العلويون قد خسروا نسبة 80 % من شبابهم المقاتل ( أغلبهم ضباط الجيش والمخابرات ) في حربهم مع الشعب السوري ، فحربهم القادمة مع ايران سوب تخرجهم من التاريخ ....

    جوني

    ·منذ 9 سنوات شهر
    كلام وتحليل غير منطقي وغير شفاف وشي ××× من الي كتبو

    ايبلا هنانو

    ·منذ 9 سنوات شهر
    العلويون بسطاء لعب بهم النظام كما شاء استخدمهم كخراف علفهم لفترة حتى يذبحهم في لحظة دفاعه عن مصالحه والان دون ان يدرون سيقعون في الفخ الايراني حيث الشيعة الفرس يكرهونهم بسبب وضعهم الديني وبسبب انتمأهم العربي الايام القادمة ايام سوداء للعلويين بين ايدي الفرس فمتى ينتبهون ويتصالحون مع محيطهم العربي الاسلامي فيبقى هو الاقرب لهم وقابل للتصالح والمحبة

    الصوت والصدى

    ·منذ 9 سنوات شهر
    مقال رائع جداً... العلويون خرجوا من تاريخ سورية، حين وقفوا وقفة مجرم واحد في وجه حق الشعب السوري بالحرية والحياة... وأنا أؤيد كاتب المقال أنهم سيكون جحوش ونعال للفرس يركبونهم ويلبسونهم... وعلى الباغي تدور الدوائر

    هذه الطائفة

    ·منذ 9 سنوات شهر
    خسيسة فوق التصور حتى لا يمكن عدها من البشر وأظنها حثالة الخلق لا حثالة سوريا فقط، ولن ينفع معها الاستصلاح بعد اليوم بعد أن تكشفت على حقيقتها المشينة كما لم تنفع كل محاولات استصلاحهم التي قام بها الحكام في القرون السابقة. اقرأوا تاريخهم تعرفوا أنهم طابور خامس جاهز للتواطؤ مع كل معتد وغاز للشام على مدار التاريخ. فهم ليسوا مكسبا لأي مجتمع يكونون فيه وعلى أي حال يكونون عليها، يستوي في ذلك مثقفهم وجاهلهم. بل هم عبء خطير يهدد وجود البلد! ينبغي التفكير منذ الآن في حل مناسب يكف شرهم مرة واحدة وللأبد!

    حلبي ضد النظام

    ·منذ 9 سنوات شهر
    إن هذه اللغة تؤكد أن أصحابها لا علاقة لهم بالثورة السوربة ومنطلفاتها الأولى والتي هي الحرية، وإذا كان الهدف إدانة المجرم فهناك قانون وهناك محاكمة وتحقيق وأدلة ومن ثم عقاب، أي يمكن محاكمة المجرم والقاتل من أي جماعة كان أما توجيه الخطاب بهذه الطريقة الشاملة للجميع يعكس النظرة الطائفية الإلغائية المترسخة لدى من يتحدثون بهذه الطريقة التي تدل على أنهم مجرمون كامنون.

    hosam

    ·منذ 9 سنوات شهر
    اثبت العلويون انهم طائفة *** وليست كريمة - بافعالهم واقوالهم - وانهم حثالة من البشر لا ولن تفقه شيئا فقد استعملهم النصيريون كالبهائم والان يستعملهم الفرس بشقيه ايران وحزب الشيطان وقد رفضوا مجرد التفكير بانهم يعيشون في كنف سوريا والسوريين وكانوا على مدى التاريخ حذاء للاستعمار ولمن يدفع اكثر .وهاهي قربت نهايتهم فكل الاطراف ستذوبهم وتتخلص من قذارتهم .

    (اعس عراس الاسد وعالعلوية

    ·منذ 9 سنوات شهر
    اخوي والله يلي رفع السما بلا عمد لتقتلون كما قتل أهلنا والله ليكون الفتح الكبير بإذن الله ولا حدا يدافع عن هالانجاس والله يلي عملة فينا هولاكو مابعملو تدمرت بيوتنا وعجزنا وتفرقنا وما زلتم تدافعون عن قذارات اسمها العلويون من الاخر دورو عبلد غير عالبلد العين بالعين والسن بالسن والله لتنداسو بالصرامي كبيركم قبل صغيركم

    تامر اورنبور

    ·منذ 9 سنوات شهر
    توقعاتي ان الايرانيي ذوي الذقون الوسخة المشعثة والاشكال القذرة سيتزوجون الفتيات السوريات العلويات الجميلات اربعة لكل ايراني حسب الشرع ويكونوا قد حصلوا على ما يريدون من الدنيا ويستخدمون الرجال او ما بقي منهم كخدم وخوفنا على المعتوه ان يخصوه وياخذوا زوجته لقاسيموف سليمانوفي ا

    سوري

    ·منذ 9 سنوات شهر
    قناتكم طائفية وضيعة ولا توجد قناة تجاريها سفالة و عدوانية ان براميل النظام ارحم من طائفيتكم ، نظرتكم للطواىف داعشية ، وأنتم الناطق الرسمي للنصرة و داعش ، اي علوي اشرف من كاتب المقال هذا ، ولك موتوا بغيظكم اربع سنين ولا طلع معكم شي لا العرعور ولا جهاد النكاح ، ولا *** أتى لكم بالنصر وها هو الاسد باق غصب عنكم وغصب عن أسيادكم العثمانيين و القطريين و الوهابيين

    مواطن سوري

    ·منذ 9 سنوات شهر
    مقال واقعي ...... والواقع اوضح من الشمس بالنسبه للسيناريو المتوقع للانجاس اللي خانوا البلد اللي عاثوا بيه فساد ..... والسيناريو الرابع انهم ممكن يختفوا عن الوجود ويطل بس النسوان ويرجعوا على مهنتهم الاصليه المعروفه عند الكل .... ومليون حافط جحش ماراح يقدر يكتب التاريخ على كيفه ......

    العقل و المنطق

    ·منذ 9 سنوات شهر
    من لا مبادىء له, لا يمكن ان يكون جزءا من التقدم و المسار الصحيح.... و التاريخ و الحاضر دلالة على المستقبل اذا دل احدهما على العكس وجب التفكر.

    عمر الحكيم

    ·منذ 9 سنوات شهر
    الى كاتب المقال لماذا كل هذا الهجوم على الطائفة العلوية في النهاية هم سوريون شءت ام ابيت.. ألانهم ساندو النظام ؟؟؟ يا احمق السنه ساندوه اكثر منهم على اعتبار عددهم ٤ مليون فقط. تجار دمشق و حلب وحتى سنة حماه لم يتحرك احد و اليوم حماه أمنا اكثر من اللاذقية معقل الطائفه ،،،،،،

    الرجال للسيف والنساء للكيف

    ·منذ 9 سنوات شهر
    ايران ستقاتل حتى اخر علوي في سوريا ، والعلويين هم الخاسرين الوحيدين مهما كانت نتائج الحرب الدائره ، فاذا انتصرت الثوره ستكون نهايتهم لانه لا بد حينها من محاكمه مرتكبي جرائم الحرب وللاسف كلهم مشاركين اما الاخطر للعلويين اذا انتصر النظام فحينها سيدوسهم الشيعه لان الشيعهيعتبرو العلويه كفره وغير صالحين الا للفساد ، المؤلم انهم لم يتركو خط للرجعه وستصدق المخابرات عندما قالت رجالهم للسيف ونسائهم للكيف وعلى ما يبدو هذا ما يجري الان فالثوار وابناء المتعه بانتظارهم

    القانون السوري الجزائي

    ·منذ 9 سنوات شهر
    الو حوكم العلويون جميعا بموجب القانون السوري فمعظمهم سيحكم مؤبد او اعدام و اقلهم سيحصل على سبع سنوات سجن بتهمة التستر على جرائم قتل عدى عن السرقات الموصوفة العلوييون ليسواسوريين و لم يكونوا

    اكرم بكور

    ·منذ 9 سنوات أسبوع
    المكان الوحيد للطائفة النصيرية بعد كل الاجرام الذي ارتكبته بحق السوريين هوة مكبات الزبالة و كما كان الشعار في بداية الثورة نسوانون للكيف و رجالون للسيف

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات