اختلفت الأساطير والحكايات في ما يخص «جنية الأسنان» التي يحتفل العالم بذكراها اليوم، لكن القصة الأكثر انتشاراً تقول أن الجنية هي أنثى وتصوَّر على أنها طفلة لديها جانحان، تغزو البيوت وتسرق الأسنان البيض والنظيفة فقط، وتضع الهدية مكافأةً للطفل على اهتمامه بصحة أسنانه، ثم تأخذ هذه الأسنان وترميها في الفضاء البعيد، صانعة منها نجوماً كلّما رآها الأولاد تخيّلوا أن أسنانهم هي التي تضيء الفضاء. ماذا يحصل إذا لم يجد الطفل مكافأته تحت الوسادة؟ سيصيبه الحزن والإحباط ويشعر بأنه لم يكن طفلاً جيداً ليحصل على هدية. قد يذكّرنا هذا الأمر بقصة «بابا نويل» أو «أرنب الفصح» اللذين يزوران الأطفال أيضاً ليعطياهم الهدية التي طالما أرادوها خلال السنة.
يوهم الأهل أولادهم بكائنات غير موجودة لأسباب كثيرة. منها أن قصص بعض هذه الكائنات متوارثة من جيل إلى آخر، ومنها أن هذه الكائنات مشهورة على صعيد عالمي، ومنها أنها ضرورية للأطفال لتتكوّن لديهم فكرة جميلة عن العالم الحقيقي. لكن هذا الكذب «المبرّر» ليس كذبة بيضاء ينساها الأطفال عندما يكبرون أو يصبحون على يقين أنها «خدعة» تقليدية وقع فيها جميع من كانوا في سنّهم. فمن الممكن أن يصدم الولد أو يفاجأ عندما يرى الفرق بين عالمه الخيالي والعالم الحقيقي الذي يعيش فيه.
يتمنى كل الأطفال أن تكون الخرافات والأساطير وقصص ما قبل النوم حقيقية، لأنها جميلة تعطيهم أملاً في حياتهم، وتجعلهم يحلمون بمستقبل ملوّن تعيش فيه كائنات فرحة ومسلّية. ولكن، أليس هذا ما يتمناه الكبار أيضاً؟ أليست الحياة في هذه القصص ومع هذه الكائنات أفضل من الحياة الرمادية الواقعية المليئة بالحروب والقتل، وتعيش فيها كائنات سيئة ومظلمة؟ ليت «جنية الأسنان» حقيقية تأخذ الأسنان بدلاً من أن يأخذ مجانين العالم الأرواح.
التعليقات (2)