في المرحلة الأولى من استخدامه كانت مروحيات النظام ترمي براميلها من على ارتفاعات منخفضة، مما كان يحقق لها احتمالاً أكبر في اصابة الهدف المنشود. ولكن مع تصدي الثوار لهذه المروحيات واسقاط عدد منها، عمد النظام إلى رمي براميله القاتلة من ارتفاعات أكبر تصل إلى 3000 متر، وهذا يجعل عملية اسقاط البراميل عشوائية تماماً..
برميل روسي أيضاً
ويحذر (براون موزيس) المدون الشهير والمتابع للثورة السورية، من أن المدنيين يخطئون أحياناً بتوصيف هذه القنابل، ويخلطون بين براميل الأسد البدائية، وبين نوع من القنابل الروسية المشابهة بشكلها للبرميل والتي ترمى من المروحيات كذلك.
حيث أن النظام يستخدم أحيانا قنابل روسية الصنع قد يبدو شكلها مشابهاً للبراميل المتفجرة ولكنها قنبلة روسية ( ODAB-500PM) ويتم رميها من المروحيات الروسية ( Mil Mi-2) والتي يسميها الناتو ( Hind)، وهذا النوع من القنابل يتمتع بقدرة تدميرية هائلة أكثر من البراميل المتفجرة وتنتمي هذه القنبلة لعائلة "القنابل الفراغية" حيث تعتبر من الأشكال البدائية وتتميز بقدرتها التدميرية الكبيرة ولكنها أيضاً من براميل الأسد غير الموجهة، أي لا يمكن التحكم بمسارها أو بنقطة انفجارها.
ويظهر في شريط فيديو أعدته منظمة (العمل ضد العنف المسلح) تصويراً لإحدى الغارات التي شنتها مروحيات النظام الروسية ويستخدم فيها قنبلة ( ODAB ) ويقول المعلق على التسجيل بأن قنبلتين قد رميتا على مدينة إعزاز بريف حلب في 15 آب 2012 قد أدت إلى تدمير المباني في مساحة 70 متراً وراح ضحيتها 46 شهيداً (لمشاهدة الفيديو اضغط هنا ).
أكثر من 6000 برميل منذ تشرين الأول (2012)!
قالت الشبكة السورية لحقوق الانسان في تقرير لها صدر مؤخراً بعنوان " استخدام القنابل البرميلية في ظل الذكرى السنوية للقرار 2139 .. عندما يعجز مجلس الأمن عن تنفيذ قراراته": إن النظام قام بقصف مختلف المدن والقرى السورية بما لا يقل عن 5150 برميل متفجر (قنبلة برميلية اسطوانية الشكل) منذ شهر تشرين الأول 2012 حتى 20 شباط 2015 وارتقى نتيجة لذلك أكثر من 12194 شهيداً أكثر من 50% منهم من النساء والأطفال.
وكانت أول مرة استخدم بها النظام البراميل المتفجرة في 1 تشرين الأول 2012 حين قامت مروحياته باستهداف مدينة سلقين بريف ادلب حيث قصف بناءاً سكنياً من طابقين ببرميل متفجر ما تسبب بسقوط 32 شهيداً منهم 7 نساء و7 أطفال. وانتظر مجلس الأمن أكثر من عام ونصف ليخرج بالقرار رقم 2139 في 22 شباط 2014 الذي أدان فيه استخدام البراميل المتفجرة مطالباً بالتوقف عن استخدامها، لكن النظام (بدعم روسي وتحريض إيراني) لم يتوقف عن استخدامه لهذا السلاح المدمر، وتقول الشبكة إن عدد الشهداء نتيجة استهدافهم بالبراميل منذ صدور قرار مجلس الأمن وحتى 20 شباط 2015 بلغ 6480 شهيداً أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
مضاعفة التأثير المدمر
ويستعمل النظام الفتيل كأداة لتفجير حشوة البرميل ولكن يبدو واضحاً أن هذا الفتيل يتم اختياره اعتباطياً دون دراسة الارتفاعات التي يتم إلقاء البرميل منها أو سرعة الرياح وسرعة الاشتعال ما يؤدي أحياناً لانفجار البرميل قبل أن يصل للأرض وأحيانا يتأخر فيرتطم بالأرض قبل أن ينتهي الفتيل ما يؤدي إلى تمزق البرميل وفي أحيان كثيرة لا ينفجر.
ولكن النظام، (ولسبب عصي على الفهم انسانياً وعسكرياً)، لم يترك أسلوباً أو طريقة لمضاعفة التأثير المدمر لبراميله إلا واستخدمها، فهو يستخدم أحيانا خزانات الوقود للحصول على ما يعرف بـ " A fuel-air explosive (FAE) " حيث يتم تزويد الخزان بعبوتين ناسفتين، عند انفجار الأولى تسمح للوقود بالخروج والامتزاج مع الأوكسجين والانتشار بالمكان المقصود ثم يأتي انفجار العبوة الثانية مما ينشأ عنه انفجاراً هائلاً وضغطاً كبيراً بحيث تدمر موجة التدمير المباني المحيطة وتقتل كل انسان في المنطقة المستهدفة.
يعود هذا التباين بين حجم وطريقة تفجير القنابل البرميلية وقياساتها، وحتى الحشوة المعدنية المستخدمة فيها، إلى تعدد الجهات المصنعة نظراً لسهولة تصنيعه ونمطه البدائي، حيث أن تصنيع هذه البراميل هو بيد ميليشيات الشبيحة والمرتزقة العراقيين.
وقد استخدمت أمريكا هذا النوع من القنابل في حربها على فيتنام، كما استخدمها الاتحاد السوفييتي في حربه على افغانستان، وتعمل روسيا منذ ذاك على تطوير هذه القنابل وانتاج أجيال جديدة منها أكثر فعالية، وقد استخدمتها في حربها على الشيشان!
هيومن رايتس ووتش
نشرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" يوم الثلاثاء 24 شباط 2014 تقريراً عن استمرار النظام باستخدام سلاح البراميل المتفجرة وقالت المنظمة في تقريرها إنها قامت بتوثيق هجمات متكررة بالبراميل المتفجرة منذ تبني قرار مجلس الأمن رقم 2139 في 22 شباط 2014 "في حلب ودرعا استهدفت منشآت طبية أو أماكن قريبة منها، ومناطق سكنية فيها مدارس ومساجد وأسواق ولا توجد بقربها أي أهداف عسكرية واضحة ".
وأوضحت: "تتميز هذه القنابل شديدة الانفجار وغير الموجهة بتكلفتها الزهيدة، وهي محلية الصنع، وعادة ما تتركب من براميل كبيرة للنفط، واسطوانات للغاز، وخزانات مياه مليئة بمواد شديدة الانفجار وأجزاء من الخردة المعدنية، ويتم إلقاؤها من المروحيات، التي تحلق عادة على مستوى منخفض".
التعليقات (4)