وقالت الصحيفة إن تلك الرسالة تداولها ناشطون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة ذكرى "الوحدة" بين مصر وسورية، التي تصادف في مثل هذه الأيام.
المواطن العربي الأول
وكان الرئيس السوري شكري القوتلي، قد وقع ميثاق الوحدة مع الرئيس جمال عبد الناصر في 22/ شباط من عام 1958، وتنازل عن منصبه كرئيس لأول مرة في التاريخ العربي الحديث، رافضاً أي منصب في دولة الوحدة، في حين أصدر عبد الناصر مرسوماً منح فيه القوتلي لقب: "المواطن العربي الأول"!
استمرت الوحدة لمدة ثلاث سنوات ونصف، وانتهت بانقلاب عسكري، قاده العقيد الدمشقي عبد الكريم النحلاوي في 28 سبتمبر / أيلول 1961، منهياً سنوات من حكم المخابرات البوليسي الذي أسس له عبد الناصر عبر رجله ضابط المخابرات الحموي (عبد الحميد السراج) الذي ألقي القبض عليه وأدع في سجن المزة، إلا أن المخابرات المصرية تمكنت من تهريبه إلى بيروت ثم إلى القاهرة ليعيش هناك حياة مديدة حتى وفاته قبل عامين.
بعد انقلاب البعث
درج حزب البعث بعد انقلابه الأسود في الثامن من آذار على الادعاء أن "ثورته" قامت ردا على "جريمة الانفصال" وأنه سوف يعيد الوحدة مع مصر، ومن أجل ذلك قام بتسريح أكثر من 60 ضابطا سنياً من أبناء دمشق وحلب وحماه، اتهمهم بأنهم ضد "الوحدة االعربية" وحل محلهم ضابط من أبناء الأقليات والأرياف، وبالأخص العلويين.
إلا أن أكبر الأكاذيب التي روجها حزب البعث، ثم حكم الأسد، أنهما كانا ضد الانفصال، ويحلمان بالوحدة... فرغم استثئار البعث بالحكم منفرداً طيلة أكثر من خمسين عاماً، ورغم انقلاب حافظ الأسد الذي زاد الاستئثار بالحكم تفرداً بالقرار... إلا أن قرار إعادة الوحدة بقي مجرد أكذوبة، دفعت (عبد الناصر) نفسه لكشف ألاعيب حزب البعث في خطاب شهير له، وصف البعثيين بالانتهازيين، وبأن الحزب قسم السوريين إلى: "بعثي وسوري..، حيث للبعثي كل شيء والسوري لا شيء"، وبأنه قسم البلاد إلى قسمين، وافتعل تمييز.. وكذلك تسريح الضباط وصف الضباط من الجيش نتيجة تصرفات حزب البعث في التسلط بأنه يعطي الوظائف للبعثيين ويحرم السوريين منها.. واعتماده على الطائفية والأقليات في إدارة الدولة!
استزلام طغياني متوراث
ويبدو أن نجل عبد الناصر الذي يعيش في "غوما" قومية، واستزلام طغياني متوارث، يتناسى اليوم كلام والده وآراء في عنصرية نظام البعث الذي بطش بالناصريين الذين كانوا متحالفين معه في انقلاب عام 1966 بعد أن ظنوا أن البعث سيعيد الوحدة، ثم اكتشفوا إيغالهم في الطائفية والاستقتال على السلط ة؟
أما وإن كانت علاقته بتراث والده ليست جيدة ويتبع آراء عكسية, فإن من المفيد في ذكرى الوحدة، أن نستعرض لمناصر إجرام الأسد (عبد الحكيم عبد الناصر)، حديث الرئيس المصري الأسبق (أنور السادات) عن حافظ الأسد وجيشه, حين قام بحصار مدينة زحلة اللبنانية وقطع عنها الماء والدواء, فهاجمهه الرئيس المصري علناً وأبدى استغرابه من تلك التصرفات ووصفه بالبلطجي الخائف الذي يملك القوة ويرى من أمامه ضعيفاً!
التعليقات (18)