نصف اعتراف!
يمكن اختصار هذا الاعتراف بالقول: "نعم كانت هناك ثورة في سورية، ولم تكن كلها من ألفها ليائها مؤامرة... ولكنها سرقت"! لكن مع عدم تحميل نظام الأسد أية مسؤولية حول الدمار والقتل والمجازر التي ارتكبها وهو يحاول قمع هذه الـ"ثورة"!.
لم يكد الفيلم البعيد عن الموضوعية أصلاً، يتفوه بنصف "ثورة" حتى انهالت اللعنات على بن جدو، ووجه المنبحبكجيون نيرانهم الصديقة ضده!.
فقد جاءت نتائج الفيلم عكس ما كانت تتمنّى القناة المؤيدة للأسد، وهو ما يبدو في الهجوم الكبير الذي تعرض له بن جدو وقناته على مواقع الواصل الاجتماعي من قبل منحبكجية الأسد – نصر الله أو ما يعرف ترميزاً بـ (البطة، زميرة).
يستعرض الفيلم حكاية عدد من الشبان السوريين، يعيشون بين تركيا ولبنان وسورية وألمانيا، لكل منهم تجربته في الثورة السورية، ومنهم من ينتمي إلى هيئة التنسيق الوطنية، ومنهم إلى تيار بناء الدولة ويتفق معظمهم على أن "ثورتهم سرقت" بسبب الأسلمة والتسليح، وقد يكون الفيلم تعرض لمونتاج وحذف أقوال للناشطين عن جرائم النظام ولا سيما في بداية الثورة عندما قتل عبد الوالي عياش وغياث مطر وحمزة الخطيب، الأمر الذي دفع الناس للتسليح والدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم.
لم تعرض فضائية النكاح أي مقطع يظهر انتهاكات النظام وقمعه للمدنيين، رغم وجود ملايين الفيديوهات على موقع يوتيوب توثق بالدليل والبرهان مجازر وجرائم نظام الأسد.
المعارضون للنظام في معظمهم هاجموا الفيلم الوثائقي من منطلق أن على الناشطين مقاظعة القناة التي اتخذت موقف عدائي من الثورة السورية، ووقفت إلى جانب آلة النظام الدعائية لتبرير جرائمه من جهة وتشويه الثوار من جهة أخرى.
بن جدو.. هجوم وتخوين!
بالطرف الآخر لم تأتي آراء وانطباعات المنحبكجية إيجابية نحو الفيلم، وهاجم الكثير منهم القناة ووثائقيها ومالكها بن جدو وكالوا له الاتهاماتا وهو ما يبدو من خلال عدد من التعليقات التي قمنا برصدها عشوائياً:
وسام يوسف من اللاذقية وصف بن جدو بأنه "نازعها من زمان وقناته أكثر من روج للمعارضين كهيثم مناع وغيره.
بينما ترى روزا التي تكتفي بالاسم الأول لها، أن بن جدو "من يوم يومو ما خرط مشطي ﻷن طلع هوي و محطتو بوقت غريب جدا و مشكوك فيه".
بينما يرى قصي محمد أن من يعمل في قناة الجزيرة 10 سنوات لا يجب الوثوق به في إشارة إلى بن جدو الذي ظل مديراً لمكتب الجزيرة في بيروت لسنوات.
وقد ذهبت هنادي لتقول أنه لا يمكن لقناة تدعي شعارها المقاومة أن تبرر أعمال الثوار بعنوان )أحلام_مسروقة (دمتم بخير والوطن..
وتابعت في تعليق آخر: "يا قناة الميادين بهذا الوثائقي ولولا شعاركم لآعتقدت أن قناة الجزيرة تبث البرنامج".
أحد المنحبكجية وصف بن جدو بالـ"خائن"، قائلاً: "هل يمكن أن نتخيل إعلاماً عربياً وفي هذا الزمن بالذات غير مرتزق .... القضية دوماً هي " متى يحين موعد الخيانة؟".
من جهته علق فارس الشهابي رئيس غرفة تجارة وصناعة حلب، المؤيد الشرس لنظام الإجرام الأسدي، بالقول: "لا تنزعها يا غسان بن جدو وتسرق حلمنا"، وأضاف لا أثق بمحاولة اي إعلام ان يكون محايداً، ما الفائدة من التكلم عن احلام بعض الذين ادخلوا الفتنة لوطننا.. ؟! و في هذا الوقت تحديداً..؟ و يخطئ البعض اذا اعتقدوا انهم سيخترقون الرأي المعاكس... كان ذلك ممكناً في البدايات ام الان فالفرز حصل و الطرف المعادي لن يقبل بهذا المحاولات اصلاً... لنبقى بمعسكرنا و لنرص صفوفنا و لنركز عملنا افضل بكثير من المشي المتخبط بخطوات متباعدة متعاكسة...
فراس الشاطر يكشف زيف وكذب الميادين!
أحد المشاركين في فيلم "حلمهم المسروق" الناشط فراس الشاطر الذي كان منشداً في المظاهرات السلمية في بدايات الثورة، كشف على صفحته في فيسبوك، عملية الكذب والتحوير التي قامت بها قناة (الميادين) باقتطاع أجزاء من حديثه، واستخدامها بما يتوافق مع سياسة القناة المؤيدة للأسد. وعرض الشاطر الأجزاء المحذوفة من مقابلته مع المذيعة (بيسان أبو حامد) تؤكد أقواله وتفنّد ما جاء في الفيم المفبرك.
وكتب الشاطر: " لقد تم اجتزاء أقوالي ما يناسب اتجاه القناة، وأنا متأكد أن المثل حدث مع البقية ..أو على الاقل مصطفى ويامن ..أتمنى أن يكون الفيديو موضحاً بشكل كامل لوجه نظرنا ..وسبب مشاركتنا الفاشلة عبر هذه القناة".
وأوضح الشاطر أن اللقاء جرى منذ عام تقريبا متسائلاً عن تأخير عرضه حتى هذا الوقت، وتابع قائلاً: "أسعى الآن بشكل مباشر لمسائلة القائمين على القناة بشكل قانوني، لاستخدامهم اللقاء بهدف وشكل غير المرجو والمقصدو منه"!.
باختصار لم تستطتع قناة بن جدو أن تبيض صفحتها مع الحقيقة والموضوعية... فسوابقها في التزوير لم تنسَ... لكنها ذهبت خطوة أبعد مما هو مرسوم لها، فطالتها نيران مؤيدي الأسد الصديقة... وعن حق هذه المرة، لأنها خانتهم وخيبت آمالهم في بقائها في خندق الكذب والتزوير الذي يفضلونه!.
التعليقات (16)