تطارده شعبة المعلومات واعتقله النظام: من هو (الإعلامي المرح)؟

تطارده شعبة المعلومات واعتقله النظام: من هو (الإعلامي المرح)؟
قد تنتقم منك الجدران التي أحببتها، هي التي كان دفترك أيها المجنون، فلا تنتظر منها الوفاء يوماً، ألم تمضي أياماً طوالاً في تلوينها، وممارسة ماكنت تظنه فرحاً عليها، هي الآن ترد لك هذا المرح، وأين المرح الآن وهم بحجة حمايتك اقتادوك إلى "منفردة" مربعة الجدران لايتجاوز فراغها المتر ونصف، وهل واجهت سواد جدران تلك المنفردة اللعينة، أم أن الظلام حال بينك وبين عريها، وهل تمنيت أن تكون الفرشاة في متناول يدك حينها، لتوبخ من قام بسجنك، أم لتوبخ نفسك على مرحها.

بائع للسجائر على قارعة الطريق، أو بائع للقهوة، هو العمل الذي أراد أن يمتهنه (جمعة موسى)، أو الاعلامي المرح كما يعرفه الأهالي هنا، أثناء فترة اعتقاله مؤخراً، على يد "شعبة المعلومات" المشكلة حديثاً والتي أثار الاعلان عن تأسيسها جدلاً في صفوف الناشطين من أبناء المدينة، إلا أن المفارقة أن اعتقال (موسى) كان بحجة حمايته طبعاً لخوفهم على حياته، دامت هذه الحماية لمدة ثلاثة أيام، ولابأس بتهمة مع هذه الحماية، فاختاروا له تهمة توزيع تلك الجرائد المعارضة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

بعد خروجه لم يستطيع أن يمتهن غير الألوان، وهل يترك الثورة عاشق، بغض النظر عن كمية الجور التي تلقاهها من أبنائها، ولذلك فإن حملته المقبلة سوف تكون معنونة بـعبارة "حلب الصمود"، بيد أن الظلام الدامس الذي عوقب به طوال الثلاثة أيام كانت الأكثر ايلاماً له، ولذلك جعلته يفضل النور الخافت في سجون الأسد على ظلام "سجون الشعبة" بكثير، فهنا ظلم ذوي القربة، والمعلومات.

وكانت شعبة المعلومات قامت بمصادرة وحرق عدة جرائد بتهمة تضامنها مع جريدة "شارلي إيبدو" ، وقالت الشعبة عبر شريط فيديو انفردت بعرضه قناة "حلب اليوم" إنها تحظر هذه الجرائد، وتتوعد بعقاب كل من يتعامل معها.

يقول موسى، "البرد والجوع والظلام، مختصر تلك الأيام التي قضيتها في سجن شعبة المعلومات، ولولا عناية الله و مطالبة اتحاد ثوار حلب بإطلاق سراحي، قد أكون للآن مرمياً هناك".

وموسى من رواد كتابة العبارات المناوئة للنظام في مدينة حلب، تعرض للاعتقال مرتين على التوالي من قبل أجهزة النظام في المدينة سابقاً، ومع هذا فقد كان عشقه للفرشاة والألوان أكبر من كل الحواجز التي كان يضربها النظام في المدينة.

مع دخول المدينة طور العسكرة، طور المرح من عمله، وكون هو وعدة أشخاص من أبناء المدينة فريقاً من المهتمين بالخط والرسم على الجدران تحت مسمى "فريق الاعلامي المرح"، وبدأت جدران حلب موعدها مع المرح، "فالألوان تخفف من وطأة قتامة المشهد" ، كما يقول جمعة موسى في حديثه لـ"أورينت نت".

وفي سبيل تحقيق هذه الرغبة، أقام موسى معرضاً فنياً داخل صالات مغلقة، اعتبرت نقلة في عمل هذه الفرقة، التي يديرها هو، ويحاول تأمين جزء بسيط من مصاريفها من خلال بعض الأعمال الخاصة الدعائية، والاعلانية لفعاليات تجارية، في المدينة على قلتها.

لم تخذل الفرشاة صديقها موسى مطلقاً، فهي السلاح الوحيد الذي أجاد حمله في هذه الثورة، والذي استطاع من خلالها حسب وصفه، قول كل مايريد أن يقوله للنظام، وللثوار أيضاً، وخصوصاَ تسليط الضوء على الأخطاء التي يرتكبها قلة منهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات