تعرف على عدد ساعات النوم الصحي

تعرف على عدد ساعات النوم الصحي
أصدرت المؤسسة الطبية الأميركية للنوم «National Sleep Foundation» إرشاداتها الحديثة حول عدد ساعات النوم اليومية اللازمة لجسم الإنسان في مراحل مختلفة من عمره، وذلك عبر مراجعات علمية شاملة لمجمل الدراسات الحديثة حول هذا الأمر. وضمن عدد الأسبوع الماضي من مجلة «صحة النوم» (Sleep Health) الصادرة عن المؤسسة، أفاد الباحثون الطبيون للمؤسسة أنهم قاموا بمراجعات علمية متعمقة لنتائج الدراسات والبحوث الطبية التي تناولت تحديدا عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم.

ووفق نتائج تلك المراجعات العلمية، تضمنت النصائح الطبية الجديدة احتياج الطفل حديث الولادة بعمر ما دون 3 أشهر إلى ما بين 14 و17 ساعة من النوم يوميا. ويحتاج الطفل الرضيع في عمر ما بين 4 و11 شهرا، إلى ما بين 12 و15 ساعة نوم، والطفل ما بين عمر سنة وسنتين إلى ما بين 11 و14 ساعة نوم. ويحتاج الطفل بعمر ما بين 3 و5 سنوات ما بين 10 و13 ساعة، والطفل ما بين عمر 6 و13 سنة إلى ما بين 9 و11 ساعة نوم.

أما المراهق ما بين عمر 14 و17 سنة فيحتاج إلى ما بين 8 و10 ساعات نوم، ويحتاج من أعمارهم ما بين 18 سنة و64 سنة إلى ما بين 7 إلى 9 ساعات، ومن أعمارهم فوق 65 سنة إلى ما بين 8 إلى 9 ساعات. وبالمقارنة، فإن الإرشادات الجديدة للمؤسسة القومية للنوم تختلف في بعض الجوانب عن الإرشادات الطبية السابقة الصادرة عن المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة.

وتفيد هذه النتائج للمراجعات الجديدة لمجمل الدراسات الطبية السابقة، تأكيد احتياج الأطفال والمراهقين لساعات أطول من النوم الليلي اليومي، كما أفاد الباحثون أن استمرار تدني فرصة أخذ القسط الكافي من النوم للإنسان لفترات طويلة يؤدي إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بالأمراض الجسدية المزمنة وليس فقط تضرر الحالة النفسية أو القدرات التعليمية والذهنية للإنسان. وعلقت الدكتورة لورين هيل، رئيسة تحرير مجلة «صحة النوم» وأستاذة الطب الوقائي في جامعة ستوني بروك، بالقول: «النوم القليل جدا والنوم الكثير كلاهما يرتبط بزيادة خطر الوفاة ومجموعة من الحالات الصحية الضارة الأخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وربما السرطان إضافة إلى ضعف الحالة النفسية».

وهذه المراجعات العلمية الحديثة التي صدرت ضمن الإرشادات الجديدة، قامت بها لجنة من الخبراء الطبيين مكونة من 18 عضوا يمثلون 12 مؤسسة طبية وعلمية متخصصة، منها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال والمجمع الأميركي لطب الشيخوخة والرابطة الأميركية للطب النفسي وغيرها. وراجعت اللجنة 312 دراسة وبحثا علميا تم نشرها فيما بين عام 2004 وعام 2014 حول عدد ساعات النوم وتأثيرات ذلك على مستوى الصحة إضافة إلى تأثيرات تدني أو زيادة ساعات النوم على مجمل الصحة في المراحل العمرية المختلفة للناس. والتقى أعضاء اللجنة 4 مرات خلال فترة 9 أشهر بعد استخلاص نتائج تلك الدراسات الطبية، وتم التصويت على التوصيات مرتين للوصول إلى إرشادات طبية محددة حول احتياج الجسم لعدد ساعات النوم خلال المراحل العمرية المختلفة.

وأفادت الدكتورة هيل أنه: «لقد استغرق الأمر سنوات كي تتبنى المؤسسة القومية للنوم فكرة أن الوقت قد حان لتكوين هذه اللجنة ووضع منهجية للطريقة في استخلاص النتائج، ذلك أن ثمة نقصا في تكوين لجنة علمية متخصصة تتناول وضع توصيات محددة حول عدد ساعات النوم، هذا على الرغم من أن عموم الناس بحاجة لمعرفة الإجابة عن أسئلة تتعلق بعدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم، وهو من الأسئلة المتكررة التي تفتقر إلى إجماع علمي طبي للإجابة عليها، والطريقة التي تم اتباعها».

وقال المتحدث باسم المؤسسة القومية للنوم إن المؤسسة قد نشرت سابقا توصياتها حول هذا الموضوع في موقعها على الإنترنت، ولكنه لم يتم تطويرها باتباع نفس النوع من منهجية المراجعة الشاملة لنتائج الدراسات والبحوث الطبية والعلمية وتلقي المداخلات والإفادات من مختلف الهيئات الطبية وبالتالي تكوين صياغة لإرشادات طبية جديدة حول هذا الشأن. وأضاف أن واقع نتائج الإحصائيات الحديثة يشير إلى ممارسة خلافا لما هو صحي، ووفق نتائج إحصائيات مكتب العمل بالولايات المتحدة فإن الشخص فوق سن 15 سنة ينام بالمتوسط 8 ساعات و45 دقيقة، وأفادت إحصائيات غالوب لعام 2013 أيضا أن الأميركي البالغ ينام بالمتوسط 6.8 ساعة من النوم الليلي.

ولذا صرحت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض واتقائها أن «قلة النوم» هي حالة وبائية في الصحة العامة. وقالت الدكتورة هيل إن معظم المراهقين الأميركيين بالعموم لا ينامون بما فيه الكفاية، ويمكن للتوصيات الطبية الجديدة أن توفر التوجيه للآباء والأمهات وغيرهم في صناعة بيئات منزلية مناسبة للأطفال والكبار على حد سواء في تسهيل الحصول على قسط كاف من النوم.

هذا ولا تزال الأوساط الطبية بحاجة إلى المزيد من الجهود العلمية لاستخلاص نصائح طبية مبنية على أسس علمية سليمة ووفق نتائج مستمدة من اتباع منهجية علمية دقيقة، لأن، على سبيل المثال، معرفة الإنسان لمعلومة بسيطة مثل كم عدد الساعات التي يحتاجها الجسم هو بالفعل أحد المعلومات الصحية الأولية.

* استشاري باطنية وقلب

مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

التعليقات (1)

    omar.h

    ·منذ 9 سنوات شهر
    https://secure.avaaz.org/ar/petition/mnZm_mm_lmtHd_nqdhw_dwm/?lueNcjb
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات