(استسلام) ميشيل هويلبيك: رواية تتنبأ برئيس عربي لفرنسا عام 2022!

(استسلام) ميشيل هويلبيك: رواية تتنبأ برئيس عربي لفرنسا عام 2022!
يلعب (ميشيل هويلبيك)، الروائي الفرنسي الشهير والناشط السياسي في مجال التسييس الروائي، دوراً بارزاً في مجال النقاش المحتدم الآن حول مستقبل فرنسا والقلق من أسلمتها.

الرواية الصادرة حديثاً في فرنسا والتي تشكل الحدث الأدبي الأبرز خلال العام الحالي، تشكل إضافة للروائي في نتاجه السردي، والممكن تسميته "فوضى العبث الإنساني"، والذي تتلقفه الصحافة الأدبية في فرنسا بوصفه حدثًا لا يعتريه شئياً من الناحية النقدية، وتتناوله بشكل شديد التفهم لما يعترض المجتمع من خطر الأجناس والثقافات الأخرى.

أزمة مواطنة!

يصور هويلبيك في روايته الجديدة (الاستسلام) مظاهر مختلفة من الأزمة التي ستهدد مستقبل فرنسا السياسي، حسب استحضاره الروائي، وتجعل المسلمين يأكلون الأخضر واليابس فيها، ويحصلون على مكاسب ومنافع البلاد كلها.. لردرجة يفترض معها الكاتب وصول حزب إسلامي وحاكم مسلم إلى رأس السلطة في فرنسا عام 2022 .

ربما السبب وراء ذلك، والذي لا يخفيه (هويلبيك) دعاية اليمين المتطرف في فرنسا، فيما يخص الشق الديموغرافي المتمثل في زيادة ولادات العرب والمسلمين وتراجع الولادات الفرنسية، وتشير دراسة أوربية صادرة عام2007، أن معدل الولادة لدى الفرنسيين 1,8، سيعرف انقلاباً لصالح المسلمين أي بمعدل 8,1، ما يجعل (هويلبيك) يرى هذه السمة بارزة في أكثر بلدان أوربا.. ووجهاً مهدداً للسياسة الفرنسية خلال العقود القليلة القادمة.

أزمة أخرى هي أزمة (المواطنية) في ظل هجرة عدد كبير إليها، وتحديداً العرب المسلمين، حيث من الصعوبة بمكان ممارسة الفرنسي لمواطنته وتحديد توجهاته السياسية في ظل تمتع أعداد كبيرة من المهاجرين بحق المواطنية الفرنسية، كل ذلك في أسلوب المكاشفة الروائية لا الغموض.

الخطاب الروائي الأصلي في رواية (الاستسلام) يستحضر شخصية روائية يخلع عليها اسم (محمد بن عباس)، هذه الشخصية المستحضرة يتزامن وصولها للرئاسة الفرنسية، تزامناً مع استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم، على خلفية تحالف اليسار واليمين القومي مع حزب "الإخوانية الإسلامية" كما يسميه الروائي، هذا التحالف السياسي باستحضار الخطاب الروائي، جاء بمواجهة اليمين المتطرف. ولا يستبعد (هويلبيك) أن الشخصية المستحضرة في الخطاب الروائي (محمد بن عباس)، يحمل معه بوصلة من أجل معرفة جهات الصلاة.

رواية الضد

الخطاب الروائي ذو الطابع الإيديولوجي، في تجاور النظريات السياسية بين اليسار واليمين القومي واليمن المتطرف وموقع المهاجر من جهة، والانكباب على وقائع سياسية في الحياة الفرنسية العامة، والانطلاق منها لتأسيس تجربة سياسية حية من جهة أخرى، لا يمكن أن يجعل من نتاج (هويلبيك) الروائي القديم منه أو الحديث، وخاصةً روايته الأخيرة (الاستسلام) نتاجا مقحما على الخطاب الروائي، بل على العكس تماماً من رأي النقد والصحافة الأدبية العربية بالنتاج الروائي لهويلبيك، هو نتاج روائي ملفت للنظر، والتعويل على آراء من قبيل أن هويلبيك لا يتمتع بموهبة روائية وما حصده من شهرة، ليس إلا نتيجة لشتمه الإسلام والمسلمين، وخاصةً المغاربة بوصفهم تهديدًا للهوية الفرنسية، ليس بالضرورة رأيا صائباً، فالشهرة التي حازهاً هويلبيك ما هي إلا دليل على عدم تلاشي الغرابة في الكتابة عن ثيمات روائية من قبيل المعاشي والإيديولوجي والسياسي، والتغلغل في الحياة العامة للناس، على عكس الكثير من الكتاب والنقاد العرب، الذين لا يزالون يؤمنون أن الكتابة عن العالم اللا محسوس والماورائيات، قمة الحداثة وما بعدها، والتي أزعم أننا لا نعرف شيئاً عنها سوى المسميات.

لا يمكن في عالم اليوم، التعويل على الرواية الانطوائية والنرجسية والمتجهة نحو الماضي، ومحاكمة النصوص الروائية على تشريح نقدي ما قبل حداثي، ما انفك يردد عبارات مهترئة من قبيل جماليات السرد، والرهافة والجمال والإغواء، وغض النظر عن الانطوائية الفردية حتى الجنون والجنس والمال، والاختلافات العرقية والناتج عنها سلوكيات من الحقد والكراهية، هذا الواقع الذي يشتعل على توصيفه هويلبيك، وإن كان هناك تحفظات بالتأكيد بما يخص جوانب التحريض ضد الإسلام والخطاب المفرط في الكراهية التي يجب آلا ينجر إليها الأدجب الرفيع.

ثيمات روائية تجعل رواية هويلبيك رواية الضد في الرد على الإفراط في الرومنطقية. لا يمكن أن يقوم النقد والصحافة الأدبية العربية في تشريحها النقدي، لنتاج هويلبيك على اللغة التحريضية والاكتفاء بالسباب والشتم على نتاجه، بل مطلوب الرد على التغييرات الروائية بتغييرات روائية، تواجه الظاهر والغامض من خطاب عالم اليوم العابث إنسانياً.

التعليقات (1)

    عاشق الابجدية

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    عليها العوض ومنها العوض
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات